التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:34 ص , بتوقيت القاهرة

الفراعنة.. الأبناء البررة

 


لم تشهد أرضٌ حضارات كما شهدتها أرض مصر.. منذ عهد موسى وفرعون وحتى عصرنا الحالي، وبالرغم من ذلك لا تزال للفراعنة اليد الطولى والقوة الأكثر في ترسيخ مفهوم مصرالفرعونية. فالفراعنة لايزالون يفرضون أنفسهم على باقي الحضارات المصرية.. فهم في كل مكان ابتداء من أهرامات الجيزة التي أصبحت شعار مصر الرسمي والمَعلَم الأكثر أهمية، وانتهاء بمعبد أبو سمبل في أسوان وما بينهما.


وبات الإله حورس يجول وينفش ريشه في سماء العالم كشعار مصر للطيران.. وحتى الأماكن الدينية كمنطقة الحسين وبرغم المساجد التاريخية العظيمة التي حولها نجد الفراعنة بقوة في كافة المحال المنتشرة في أزقتها ونفس الشيء في كل من شرم الشيخ والغردقة. فمصر والفراعنة وجهان لعملة واحدة. وفي مقابل إخلاص المصريين لهم .. فإنّ الفراعنة لم يكونوا أقل إخلاصًا.. وأثبتو بأنهم الأبناء البررة لأرضهم مصر حتى الساعة!


فمدخول السياحة الرئيسي يأتي من خلال الفراعنة وآثارهم المُذهلة، فالمنتجعات السياحية والشواطئ والمصايف في العالم كله، ولكنّ الفراعنة فقط في المحروسة فهم عملة مصر الصعبة. ولهذا نجد اهتمام الدولة المصرية بآثار أبنائها البررة الذين برغم الدهور والقرون لا يزالون يصرفون على أمهم مصر!


ولأن مصر هي الفراعنة وبالعكس.. فيستحيل أن يخطف أحد هذه الحقيقة.. فلو وجدنا آثار الفراعنة في غير أرض مصر فستنسب لمصر!! وهذه المعلومة الهامة تستطيع مصر أن تبني عليها وتحصل منها على ثروات طائلة وخاصة هذه الأيام التي تمر فيها بأزمة اقتصادية خانقة.. ويكمن في التعامل الصحيح مع مسألة الآثار الفرعونية بهدف دعم الاقتصاد الوطني.. كيف؟


معلوم لدى الجميع أن الآثار الفرعونية المُكتشفة والمستخرجة وتلك التي معروضة في المتاحف ما هي إلا جزء يسير مما هو راقد تحت الأرض أو المعروض التي لايستوعبها متحف أو اثنان.


وفي المقابل فإن العالم يتهافت في الحصول على أي قطعة أصلية ليتفاخر بها في هذا المعرض وذاك المتحف! والكثير منها تسعد بعمل نسخ مُقلدة..في حين أن مصر بمقدورها أن تزود العالم بالآثار الفرعونية ويظل لديها فائض..فلم لا؟ خاصة أنها ستظل مصرية حتى لوكانت في أمريكا أو روسيا أو الصين.. فالفراعنة هم مصر ولا أحد يشكك! بل ستكون المتاحف تلك سفيرا قويا ثابتا لمصر وحضارتها وشعبها.


فحبذا لو أن الحكومة المصرية تعيد النظر في المسألة، وبعد أن تجتهد في إعادة الآثار المسروقة والمُهَرَبة والمنهوبة قدر المستطاع، واستخراج قليل منها تأخذ احتياجاتها ومن ثم تصّدر بعضها بشكل رسمي وتستفيد بزيادة دخلها وترسيخ سمعتها العالمية.. ذلك من خلال بيع الفائض للمتاحف بشكل مباشر أو أن تدخل شريكًا فيها لدخل مستمر.. كما أنها بذلك تنهي السوق السوداء والتهريب. وهي رابحة على كافة الأصعدة وسوف تبهر العالم بمصر وحضارتها بل وعامل جذب لزيارة الأرض الأم ومهد الفراعنة..أوليسوا بررة بأمهم؟!