رغم شهرة "مارمرقس" بين الملايين من الناس في مختلف الديانات والشعوب، إلا أن كثيرين قد لا يعرفون عن "كاروز الديار المصرية" الذي تحتفل الكنيسة اليوم بـ"عيد استشهاده"، سوى أنه أول من بشر المصريين بالمسيحية في القرن الأول، ومؤسس كرسي الإسكندرية للكنيسة القبطية قبل أن يُقتل بتحريض من اليهود والوثنيين، إلا أن هناك بعض المعلومات التي ذكرتها المراجع التاريخية عنه ليست شائعة، والتي ترصدها "دوت مصر" في 6 نقاط.

يوحنا.. عبراني الأصل وليبي النشأة

رغم أن "مارمرقس" من أصول يهودية إلا أنه ولد بنتابوليس (الخمس مدن الغربية والتي تقع حاليًا في ليبيا) باسم يوحنا، وهو الاسم اليهودي الذي عرف به قبل أن يُعرف باسمه الروماني "مرقس" والذي يعني "المطرقة".

وكانت "بنتابوليس"، في ذلك الوقت مدينة ذو تنوع ثقافي وديني وبها بعض المدارس الفلسفية، وكانت اللغة والثقافة اليونانية هي الأولى عندهم، فاستطاع "مرقس" أن يتقن العلوم باليونانية واللاتينية، والعبرية، وذلك قبل أن يهاجر مع أهله إلى فلسطين.

بيت مرقس.. أول كنيسة في التاريخ

يخفى عن البعض صلة القرابة التي جمعته بطرس الرسول (أحد تلاميذ السيد المسيح)، إذ كان بطرس متزوجًا من ابنة عم أرسطو والد مرقس.

ويقول الأب بول دورليان شينو، في موسوعته "قديسو مصر"، إن مرقس عرف باسم "يوحنا ابن مريم" جارة ومضيفة السيد المسيح، إذ كان يجتمع المسيح بتلاميذه في هذا البيت، وحتى بعد صعود المسيح استمرت اجتماعات التلاميذ بهذا البيت، ولذا عرف بيت مرقس بكونه أول كنيسة في التاريخ.

كاتب أول إنجيل

يرى دارسوا الكتاب المقدس وتاريخه أن إنجيل مرقس هو أقدم البشارات الأربعة، فهو أقدم من بشارات متى ولوقا ويوحنا، إذ كتبه مرقس أثناء تواجده في روما موجهًا إياه للرومان وليس لليهود، وهو ما أكده حرصه خلال كتابته على ترجمة الكلمات الآرامية، وهو أقصر الأناجيل الأربعة.

مخطوطة من القرن الـ13 لجزء من بشارة مرقس

منظم أول قداس

قام مرقس بوضع نص أول قداس في تاريخ الكنيسة المسيحية وسلمه لخليفته البابا إنيانوس ليصلي به المسيحيين، وعنه أُخذت القداسات الثلاثة المستعملة الآن في الكنيسة، ويعرف هذا القداس حاليًا باسم "القداس الكيرلسي" نسبة للبابا كيرلس الأول، إذ دونه وأضاف عليه صلوات أخرى، وتوجد 3 مخطوطات من هذا القداس في بردية ترجع إلى القرنين الرابع والخامس باللغتين القبطية والإثيوبية.

مؤسس مدرسة الإسكندرية

كانت الإسكندرية وقت مجئ مرقس تعتبر عاصمة الثقافة في العالم هي وأثينا، إذ كانت مركزًا للفلاسفة والعلماء الوثنيين، وكان مرقس مثقفًا ودارسًا منذ شبابه ببنتابوليس، فأدرك أهمية وجود مدرسة لاهوتية وفلسفية تعرف كيف تتحدث مع الفلاسفة وتجابههم.

أنشأ مرقس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأقام يسطس مديرًا لهذه المدرسة، وهو الذي أصبح خليفته السادس على الكرسي البابوي باسم البابا يسطس الأول، لتخرج هذه المدرسة على مدى قرون كبار اللاهوتيين مثل إكليماندوس، وديديموس، وجيروم، وأثناسيوس، وكيرلس، وغيرهم.

كارز مسكوني (عالمي)

لم يبشر مرقس بالمسيحية في مصر والخمس مدن الغربية فقط، بل طاف للكرازة في أنطاكية وقبرص وأجزاء من آسياء وروما وكولوسي والبندقية وأكويبلا.