التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:04 ص , بتوقيت القاهرة

صور| سائقة التاكسي.. "نحمده" على كل حال

تصوير- محسن نبيل:


مظهر لم يعتده المجتمع المصري المعروف بالطابع المحافظ.. سيدة أربعينية تقود تاكسي في شوارع القاهرة.. "نحمده" أو كما تحب أن ينادوها "أم أحمد" لم تستسلم للظروف المعيشية القاسية، قررت أن تملك قوتها وتربي أولادها مهما تطلب الأمر من عناء.



تحكي نحمده عن قصتها مع قيادة التاكسي، فتقول"لقد بدأت أعمل على التاكسي في نفس عام عرض فيلم الفنانة عبلة كامل عندما أدت دور "أم سيد"، والتي قدمت لي الفكرة وقلت لنفسي ولما لا.. سواقة تاكسي أحسن من العيشة الصعبة".


وعن موقف طريف حدث معها قالت "نحمده": "كان يركب بجانبي شاب و فجأة قال بعد إذنك يا خالتي أم سيد وصعد فوق شبكة التاكسي وسأقول إنك ربطتيني فوق الشبكة مثلما فعلت أم سيد في الفيلم".


"لا أخجل من تغيير الكاوتش أو النزول تحت التاكسي لإصلاح الأعطال".. قالتها نحمده بحماس قبل أن تضيف "أتحمل كل المصاعب وزملائي الجدعان يعينوني على العمل وأعينهم أيضا.. وأذكر أني وقفت بجانب مدافن السيدة عائشة الساعة الواحدة ليلا لمساعدة سائق تاكسي نفذ منه البنزين ولم أخف رغم أنه تردد في طلب المساعدة حينما وجدني سيدة".



أسوأ الزبائن


فتروي "نحمده" عن المصاعب التي تواجهها "حاول أحد الزبائن مضايقتي ووضع يده على الكرسي الذي أجلس عليه وعند معاتبته قال أنه يتسلى بالكلام حتى الوصول.. أوقفت التاكسي وأنزلته في وسط طريق صلاح سالم".


ليست فقط المعاكسات، تكمل سيدة التاكسي ما تواجه من مصاعب، "فقد ضايقني موقف من أحد الشيوخ الذي تفاجأ بعد ركوبه بأني سيدة فأصر على النزول، وراح يستغفر الله على الزنب".


ربة منزل


زوج نحمده الموظف رفض الفكرة في البداية بحجة "هتسيبي البيت يضرب يقلب"، لكنه عندما رآها ترعى أولادها جيدا وتحرص على ذهابهم المدرسة، بل وتنهي كل أعمالها المنزلية من طبخ وخلافه اقتنع تماما بالفكرة بل وشجعها أيضا، كما حكت لنا عن بيتها وكيف تنظم وقتها.. "زوجي لا يعرف القيادة عندما يجلس بجانبي للذهاب إلى مناسبة عند أحد أقاربنا ويرى المعاكسات يشتعل غيرة".




وتضيف أن "لديها صبر الأم على الزبائن وتتعامل مع الشباب الصغار سواء من السائقين أو الزبائن بمنطق الأم وليس العمل فكما حكت أنه إذا تكاثر السائقين على شاب صغير لضربه في الطريق أو التعرض له، فإنها تنزل وتقف بجانب الشاب لأنها تشعر أن أبنها قد يكون مكانه ولا يجد من يسانده ضد من هم أكبر منه".


طول عمرها "شقيانة"


تزوجت "نحمد" منذ 20 عاما وابنها الأكبر تخرج هذا العام من المدرسة الثانوية ومنذ بداية زواجها بدأت مشروعاتها التجارية بـ4 آلاف جنيه أخذتهم من زوجها وأوصلتهم إلى 20 ألف في عام واحد من بيع "المفروشات والملابس" لجيرانها في حي الزاوية والشرابية، مشروع التاكسي ليس أول تحدٍ فقد فتحت محلا للدواجن ولكنه لم يكف الاحتباجات فاشترت التاكسي بالتقسيط.


كانت تتخفى من الجيران لمدة عام حتى رأوها وأصبح الموضوع عاديا. أخفت الأمر عن والدها حتى علم بالصدفة وعن رأي ابنها فيقول "أمي تساعد على الظروف الصعبة للمعيشة ولا أخجل منها ويكفي أنها علمتني أنا وأخي وستساعدني في زواجي فبعد الدراسة والجيش ليس بسهولة أجد عمل والآن أساعدها في السواقة أحيانا".



تحكي شيماء أختها أنها قابلت مضايقات من أهل زوجها ولكنها تغلبت عليها، كما تقول شيماء أنها نفسها تعرضت لسخرية من أبناء المنطقة وكانت ترد بقسوة عليهم  أن أختها بـ100 رجل.