التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:38 م , بتوقيت القاهرة

كاتب بريطاني: الاستبداد سبب أزمات الشرق الأوسط وليس علاجها

لا تختلف عناوين الصحف العالمية عادة، إذا ما تناولت الشرق الأوسط وقضاياه، إذ يدور معظمها حول انهيار الأنظمة الهشة، أو اتساع دائرة الطائفية، أو خروج آلاف من دول المنطقة طلبا للجوء، أو غير ذلك من القضايا التي تدور في ذات الفلك، بحسب ما ذكر الكاتب ديفيد جاردنر في مقاله بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.


وأضاف الكاتب البريطاني أنه بالنظر إلى تلك القضايا، نجد أن الاستبداد هو السبب الرئيسي لكل هذه الثغرات التي تشهدها دول المنطقة، كما أنه كذلك السبب الرئيسي في الفشل الكبير في علاجها، في ظل شعور غالبية الحكام بالمنطقة أنه الوسيلة لعلاج مشكلاتها.


جودة التعليم


وقال الكاتب إننا لو نظرنا إلى أسباب انخفاض جودة التعليم بصورة كبيرة، نجد أن الأمر لا يقتصر على الانخفاض الكبير في الميزانية المخصصة له في تلك الدول، ولعل المثال الأبرز على ذلك هو إقدام دولة بحجم المملكة العربية السعودية على تسليم الإسلاميين مسؤولية التعليم، فصارت النخبة في تلك الدول تشتري التعليم الجيد لأبنائها بالمال، في حين أن الآخرين يتحولون إلى أسرى للأفكار الوهابية والمتطرفة.


يقول المدير التنفيذي بأحد الشركات السعودية أن الغالبية العظمى من الموظفين بشركته يحتاجون إلى كورسات تأهيلية في الحساب واللغة العربية واللغة الإنجليزية، موضحا أنهم ربما لا يجيدون سوى تلاوة القرآن الكريم.


انعدام الرؤية


أما المؤسسات فتبقى غائبة، هو ما يعد سببا رئيسيا في انعدام الرؤية حول كيفية بناء الأمة، حيث تتحول مؤسسات النخبة إلى مؤسسات طاغية على غيرها، وهو ما نراه في سطوة الجيش وسيطرته على المؤسسات الأخرى كالقضاء في العديد من دول المنطقة.


الانقسام في مصر


من ناحية أخرى، أوضح الكاتب الأمريكي أن في مصر تبقى هناك حالة من الانقسام واضحة، في ظل النظام الحالي، إذ يبدو أن كل من الإسلاميين والليبراليين والجيش غير قادرين على التعامل معا بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي أصبح جزءا من الثقافة في مصر.


ويقول رئيس قسم الأبحاث بمكتبة الإسكندرية، سامح فوزي، أن تلاقي الرؤى المختلفة في كل مناحي الحياة أصبحت محدودة للغاية في مصر، موضحا أن الثقة أصبحت غير محدودة في مختلف ألوان الطيف السياسي، بينما أصبحت الرغبة في التعاون غائبة تماما.


بروز القبلية


وأوضح الكاتب أن بروز القبيلة هو أحد أهم التحديات التي تواجه تلك المجتمعات، على الرغم من أن المجتمع القبلي من قبل كان في صدارة مقاومة الاستبداد الامبريالي، إلا أن الوضع اختلف بعد ظهور الدولة العثمانية، والتي جعلت الحكم على أساس الدين، في حين أن تقسيم المنطقة إلى دول قومية مصطنعة لم يقدم حلا لتلك المعضلة في ظل فشل توجهات القومية العربية.