بعد "الراعي".. كل رجالك باعوك يا "صالح"
رغم تقديمه أكثر من مبادرة يدعو فيها "الحوثيين" إلى الانسحاب من جميع المحافظات لاسيما عدن، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، يبدو أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيكون وحيدا في مواجهة قوات التحالف العربي المشترك بقيادة السعودية.
فبينما يحاول "صالح" جمع أوراقه بعد أن أنهكت "عاصفة الحزم" معظم قواته، ورفضت دول الخليج جميع مبادراته، أعلن عدد كبير من المتحالفين معه الانشقاق عنه، بدءا من مبعوثه إلى الخليج وصولا إلى قادة حزبه، وأخرا وليس أخيرا رئيس مجلس النواب اليمني الذي أعلن تأييده لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
الصفعة الأولى
في صفعة هي الأولى من نوعها على وجه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قرر أبوبكر القربي، وزير خارجية "صالح" ووسيطه في التفاوض مع دول الخليج، الوقوف على الحياد بينه والرئيس عبدربه منصور هادي في الأزمة التي يعيشها اليمن منذ أشهر.
قرار "القربي" جاء بعد إعلان وزير الداخلية الأسبق في نظام "صالح" مطهر رشاد المصري عضو اللجنة العامة انشقاقه من حزب الأخير، بسبب ما وصفه بأن سياسية الرئيس السابق "صالح" تعاني من حالة تخبط، فضلا عن هيمنة نجله "أحمد" على قرارات الحزب، حسب ما نشر موقع اليمن فويس.
الصفعة الثانية
خبر إعلان رئيس مجلس النواب اليمني، يحيى علي الراعي، تأييده للشرعية الدستورية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية، كان صفعة أخرى قوية على وجه صالح، ففضلا عن كون الراعي واحدا من المقربين له، هو أكثر الكروت التي يعتمد عليها "صالح" في المرحلة القادمة أهمية، بعد أن فشلت جميع مبادراته ومحاولاته إتمام اتفاق مع دول التحالف العربي.
وكانت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب اليمني، يحيى علي الراعي، والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، أفادت أنه تواصل مع قيادات التحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وأبلغهم أنه مؤيد للرئيس هادي، ملعنا انشقاقه عن حزب "صالح" وفقا لما ذكره "العربية نت".
الصفعة الثالثة
وفي ضربة أخرى قاصمة لـ"صالح"، كشف رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الحوار اليمني بالرياض، عبد الله جباري، أن عددا من قيادات حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه صالح، أقر بتأييد الشرعية اليمنية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ورفضهم لانقلاب الحوثيين.
وأوضح "جباري" لصحيفة "الشرق الأوسط" أن عددا من المؤتمر الشعبي العام، هم: أحمد بن دغر، وسلطان البركاني، ومحمد ناجي الشايف، وعوض الوزير، ورشاد العليمي، حضروا إلى الرياض بتفويض من اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي، وهي أعلى تكوين قيادي في الحزب، إذ أصدروا بيانهم أمس الأحد، بانحيازهم لشرعية الرئيس هادي.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الحوار اليمني بالرياض إن أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام سيحضرون المؤتمر الذي سيقام في 16 و17 من الشهر الحالي، إلى جانب بقية القوى السياسية الفاعلة على الأراضي اليمنية، باستثناء بعض الأحزاب الضعيفة التي تؤيد الانقلاب وكذلك جماعة الحوثيين.
أشار "جباري" إلى أن اللجنة التنفيذية في حوار الرياض ستنتظر ردود الأفعال من عناصر الحزب الشعبي العام خلال 24 ساعة (اليوم الاثنين)، وقال "نحن على يقين بأن الجميع من حزب المؤتمر الشعبي العام سيحضرون، خصوصا أن عددا كبيرا منهم يوجودون في الرياض خلال الأيام الحالية".
ووفقا لتصريحات رئيس اللجنة التنفيذية في مؤتمر حوار الرياض، فإن عددا من القيادات في المؤتمر الشعبي العام يرفضون الأعمال التي يقوم بها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتحالفه مع الميليشيات الحوثية، ولا يوافقونه في قراراته وأعماله، بحكم أن صالح كان في وقت يملك كثيرا من الأوراق، لكن في الوقت الحالي تحولت الأمور، وأصبح الحزب الشعبي العام، لا ينتمي إلى شخصية "صالح".