التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:38 م , بتوقيت القاهرة

كيف يري سعوديون التدخل المصري بريا في اليمن؟

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، السبت، في زيارة سريعة إلى المملكة العربية السعودية، استغرقت عدة ساعات، أجرى خلالها مباحثات ثنائية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما قدم التهاني لولاة العهد الجدد، فيما ذكرت صحف سعودية أن اللقاء تناول التنسيق بشأن تدخل بري في اليمن تشارك فيه قوات مصرية.


ما المانع؟!


وتساءل عضو مجلس الشوري السعودي سابقا محمد عبدالله آل زولفي، ما المانع من التنسيق بشأن تدخل بري في اليمن من جانب قوات مصرية وسعودية إذا تطلب الأمر ذلك؟ ولماذا أعدت الجيوش العربية إذا؟ مؤكدا أنه ليس هناك داعٍ للمخاوف التي تتردد بشأن تكبد المصريين خسائر جديدة مثلما حدث في حرب اليمن 1962، لافتا إلى أن حماية اليمن واجب وطني يجب أن تنتفض له الجيوش العربية.


وأكد آل زولفي، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن زيارة الرئيس السيسي للمملكة العربية السعودية جاءت لتهنئة القيادات السعودية الجديدة والتنسيق بشأن التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة في ظل تلك التغييرات الملكية، لافتا إلى أن التعاون بين مصر والسعودية قائم على أسس ثابتة لا تتغير بتغير قاداتها.


من جانبه أكد رئيس تحرير جريدة الرياض السعودية، تركي السديري، أن زيارة الرئيس السيسي للسعودية لا تأتي لوجود خلل في التعاون والتفاهم بين البلدين، وإنما تعكس مزيدا من التفاهم والتعاون حول التطورات الجارية في الظروف المحيطة في العالم العربي بشكل يعكس مخاوف تستدعي التعاون العربي.


احتمال بعيد


استبعد السديري، في تصريح لـ"دوت مصر"، ما تم تداوله حول تنسيق الملك سلمان والرئيس السيسي حول تدخل بري قريب في اليمن يشارك فية القوات المصرية، لافتا إلى أن ما يحتاجه اليمن ليس على هذا المستوى من الصعوبة، حيث أن السعودية لا تهدف لتحرير اليمن، وإنما لردع ما يجري من مخاطر قد تسئ إلى الدول المجاورة.


ووصف الأقاويل التي تتردد حول مخاوف من تغير سياسة المملكة تجاه مصر بأنها كلها شائعات غير منطقية لا تستند إلى أي أساس، مؤكدا أن العلاقات بين مصر والسعودية أكبر من تلك الشائعات، وهي على قدر كبير من التفاهم والتماسك، مفسرا ذلك بأنها العلاقة التي تنعكس على أمن واستقرار كافة الدول العربية، ولا تخص البلدين فقط.


وأضاف السديري "زيارة عدد من المسؤولين المصريين رفيعي المستوى برفقة الرئيس السيسي، على رأسهم وزير الخارجية، ورئيس جهاز المخابرات الحربية، يعطي أهمية مضاعفة للزيارة، كما يعكس أهمية ما سيتم تناوله من الاتفاقيات حول ما هو مطلوب في مستقبل قريب".


مجرد شائعات


رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أنور عشقي، رجح بأن ما يتردد بين الحين والآخر عن قوات برية تتدخل في اليمن هو مجرد شائعات، مؤكدا أنه من الأفضل ألا تتورط كل من مصر والمملكة العربية السعودية في حرب داخل اليمن، خاصة أن الاشتباكات في اليمن الآن هي أقرب إلي "حرب المدن" مع ميليشيات ولها مخاوفها.


وأوضح عشقي، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن مصر والسعودية هدفهما واحد ومصيرهما واحد، لافتا إلى الخطر الذي قد يواجه مصر من سيطرة الحوثيين على باب المندب، الذي يعد امتدادا لقناة السويس، ومشيرا إلى أن كلا البلدين اتفقا على حماية الأمن القومي العربي في هذا الشأن.


وجاءت زيارة الرئيس السيسي بعد يومين من التغييرات الملكية التي أعلنها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي تضمنت تعيينات وإعفاءات، على رأسها إعفاء ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وتعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، وكذلك تعيين الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وليا لولي العهد.