التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:03 م , بتوقيت القاهرة

100 يوم "سلمان".. الطريق نحو "سعودية جديدة"

100 يوم مرت، منذ اعتلى الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، سدة الحكم، لتكون هي الـ100 يوم الأكثر حركة وتغييرا في السياسة السعودية داخليا وخارجيا "بحسب محللين".

وصف عدد من الكتاب السعوديين، بحسب ما نقلت صحيفة "شؤون خليجية"، تولي الملك سلمان للحكم، بمثابة تأسيس لدولة سعودية رابعة، حسب تعبيرهم، مشيرين إلى أن الملك الجديد سيحدث تغييرات كبرى قد تؤثر بشكل جذري على شكل ومستقبل الدولة السعودية، وهو ما يبدو حقيقيا بعد حجم التغييرات الكبير الذي أحدثه الملك خلال تلك المدة القصيرة.

فبداية من تحويل الحكم من أبناء المؤسس عبد العزيز، إلى أحفاده، ليكون الملك سلمان آخر ملوك المملكة من أبناء الملك عبد العزيز، مرورا بعزل سياسي كبير لمعظم رجال سلفه الراحل، وسياسة خارجية أكثر جرأة وقوة ومبادرة، وتغير أولويات المملكة سياسيا، وإجراءات إدارية بحق رجال دولة وأمراء خالفوا أو أساؤوا للشعب، وأربع تغييرات وزارية.. فهذا بعض مما رصده المراقبون من أشكال التغيير التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز.

المؤسسات الدينية
كانت أبرز المتغيرات التي حدثت خلال الـ100 يوم الأولى في عهد الملك سلمان، التغييرات السريعة التي أحدثها في عدد من المؤسسات الدينية، حيث أعاد الشيخ صالح آل الشيخ، إلى منصبه كوزير للشؤون الإسلامية والأوقاف، حيث كان الشيخ صالح قد أقيل قبل أقل من شهرين من وفاة الملك الراحل.

كما أقال الملك سلمان رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي كان يواجه انتقادات واسعة للغاية بسبب إدارته للهيئة القائمة على الحسبة الشرعية.

أيضا قام الملك سلمان بالإفراج عن عدد من المشايخ ممن كانوا قد اتهموا بالإرهاب، فيما رفع بعضهم الآخر من على قوائم الممنوعين من السفر، أبرزهم الشيخ سلمان العودة، الذي خرج من المملكة مؤخرا في جولة شملت عدة دول عربية وإسلامية.

خارطة سياسية جديدة
شهد النظام السياسي في المملكة أكبر حجم من التغييرات في خلال 100 يوم من حكم الملك سلمان، فالملك الجديد بدأ حكمه بتعيين مفاجئ للأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد.

وبعد أسبوع من توليه الحكم، أصدر الملك السعودي الجديد، 35 قرارا ملكيا، قام فيه بأكبر تغيير وزاري عرفته المملكة خلال قرون، حيث قام بتغيير 12 حقيبة وزارية دفعة واحدة، كان منهم 6 وزراء لم يمضوا أكثر من شهرين في الوزارة، كان الملك السعودي الراحل قد عينهم.

كما قام الملك الجديد بإلغاء عدد كبير من المجالس المتخصصة لينشئ مجلسين فقط، أحدهما للأمن والسياسة والآخر للاقتصاد والتنمية، إضافة إلى حركة تغييرات واسعة في عدد كبير من الهيئات الحكومية، وهو ما جعل المراقبين يؤكدون أن الملك الجديد كانت لديه خطة جاهزة للتنفيذ معدة منذ زمن للتطبيق في حال توليه الحكم.

وكان أبرز التغييرات التي أحدثها الملك السعودي، إعفاؤه أخيه الأمير مقرن من ولاية العهد، وتصعيده للأمير محمد بن نايف وليا للعهد، وتعيين نجله الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد الأربعاء الماضي.

لا أحد فوق الشعب
برزت خلال تلك الفترة تغيرات واسعة في معاملة النظام الحاكم مع الشعب السعودي، حيث قام الملك بتغيريين وزاريين، أحدهما أطاح بوزير الإسكان، حيث اتهم بالفشل في حل أزمة الإسكان في المملكة، وأطاح الثاني بوزير الصحة، بعد أن تم نشر مقطع مصور له وهو يحادث أحد المواطنين بطريقة غير لائقة.

فيما أصدر الملك قرارا بمنع أحد أمراء الأسرة المالكة من العاملين في المجال الرياضي، من العمل في الرياضة أو الظهور إعلاميا، بعد توجيهه سبابا لأحد الرياضيين السعوديين على الهواء، وهي القرارات التي اعتبرها السعوديون تغيرا في شعور الملك بنبض الشارع السعودي وتغيرا كبيرا في سياسته نحوه.

دبلوماسية خارجية ناجحة
وبرزت المملكة بشدة في سياستها الخارجية خلال تلك الفترة من حكم الملك سلمان، حيث زارها أكثر من 30 مسؤولا ورئيسا ورئيس وزارة، بعضهم أكثر من مرة، وعقدت عدة قمم خليجية على المستوى الوزاري، فيما كان التغير الأبرز موقفها من اليمن، ومفاجأتها للحوثيين والرئيس اليمني المخلوع بشنها حربا مستمرة منذ أكثر من شهر على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع تحت اسم عملية "عاصفة الحزم".

كما أعادت المملكة ترتيب أولوياتها بوضوح خلال تلك الفترة، فعادت علاقتها بتركيا وقطر لمجاريها، حيث تزداد قوة يوما بعد آخر، في ظل حديث دولي عن تشكيل المملكة وتركيا وقطر لتحالف سني يسعون لتوسيعه لمواجهة المد الشيعي.

في الملف السوري، بدأت السعودية تتحرك بصمت، ودون ضجيج، حيث أسفرت تحركاتها بجانب تركيا، إلى تقدم كبير للمعارضة السورية وانتصارها في عدة معارك كبرى، وتوحد معظم فصائلها في جيش واحد سمي "جيش الفتح"، وهي التغييرات التي أكدت المعارضة السورية نفسها، أنها جاءت نتيجة تغير السياسات السعودية نحو الأزمة السورية، وزيادة دعمها اللوجيستي والعسكري للثوار هناك.

السيسي في الرياض لـ3 مرات
ومع مصر، نجح الملك سلمان في نفي الشائعات التي ذكرت أن العلاقات المصرية السعودية ستشهد تورتا كبيرا عقب وفاة الملك عبد الله، حيث زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرياض لـ3 مرات خلال 100 يوم، آخرها اليوم السبت، حيث استعرض الرئيس عبدالفتاح السيسى، وملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فضلا عن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وأطلع ملك السعودية الرئيس السيسي في بداية اللقاء على ما يضمه قصر العوجا ومدينة الرياض قديما، من صور تاريخية للملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن، فضلا عن السيوف وبعض الأدوات التراثية.

وخلال اللقاء هنأ السيسي العاهل السعودي باختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية رئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في منصب ولي ولي العهد، وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

حضر اللقاء ومأدبة الغداء الأميران محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، ووزير البترول، عبدالعزيز بن سلمان، ومن الجانب المصري وزير الخارجية، سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة، خالد فوزي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، اللواء عباس كامل، وسفير مصر في الرياض، عفيفي عبدالوهاب .