صور| قصة كفاح الفلاح المصري في موسم حصاد القمح
موسم حصاد القمح دائمًا ما يكون من أصعب المواسم على الفلاح المصري، وذلك بعد معاناة منذ زرع الحبوب ورعايتها وحتى تنبت ويشتد عودها ليحين وقت قطافها.."دوت مصر" يرصد تفاصيل قصة كفاح الفلاح في موسم الحصاد.
ويبدأ أحد الفلاحين، ويدعى، عبدالله محمد، برواية القصة، قائلًا: إن "الفلاح يقوم بالزراعة بداية من وضع البذور وحتي جنيها، ولكن ما بين ذلك معاناة تبدأ من الجمعية الزراعية، وتنتهي بجشع التجار، الذين يتفننون في إذلال الفلاح لإعطائه حصته من الأسمدة الزراعية، التي فاقت أسعارها الحدود، وأصبح المحصول لا يكفي مصاريف الزراعة، فالفلاح يخرج من الصباح الباكر، ولا يعود لبيته إلا مع غروب الشمس، وفي النهاية لا يجد ما يكفيه".
ويضيف فلاح آخر، يدعى، جاسر حسن، أنه "يعاني من ارتفاع أسعار السولار، وعدم وجوده في كثير من الأحيان، كما أن ملاك الجرارات يشترطون على الفلاحين توفير السولار من أجل درس محصولهم، ورغم معاناة الفلاح طوال العام في ري ورش أدوية، ومتابعة المحصول إلا أن الفرحة والبسمة لا تفارق وجهه عند جني محصوله".
ويقول أحد الفلاحين، ويدعى السيد حسن، إن "المأساة في موسم الحصاد تدبأ مع عمال التراحيل أو اليومية، ولاسيما من النساء، اللاتي يخرجن من بيوتهن في الصباح الباكر تاركين أبناءهن للعمل في الحقول، لتوفير حفنة من الغلال أو الأرز أو بعض الأموال التي لا تفي باحتياجات المنزل، فتجد الزوجة في الريف، ولاسيما في موسم الحصاد، تشارك زوجها في العمل تحت شدة أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة، وتحمل الأثقال لتوفير لقمة العيش لأسرتها".
ويواصل عدد من الفلاحين رواية قصتهم، ومنهم، سعيد إبراهيم، وصلاح رجب، وأحمد السيد، قائلين: "نقوم باستخدام المنجل "الشرشرة" في حصاد القمح، بسبب "نوم" العيدان على الأرض، وعدم تمكن الماكينة الآلية من حصادها، والمنجل دائمًا ما يستخدم في حش البرسيم، وحصاد الأرز والفول، وغيرهم، والحصادة الآلية توفر الوقت والمال للفلاح، ولاسيما بعد ارتفاع أجر العاملين في الحقول، علاوة على أنها أفضل من حصاد المنجل، فدائمًا ما يكون قمحها نظيف".
وأوضحوا، أن "الحصادة الآلية، خاصة التي تقوم بتربيط العيدان، تساهم في توفير العمالة أثناء عملية الدرس، ولا تهدر كثيرًا من عيدان القمح في الأرض".
وأشاروا، إلى أنهم رغم معاناتهم من قسوة العمل مع ارتفاع درجة الحرارة، وهبوب الأتربة وتطاير "التبن"من ماكينة الدرس على أعينهم وأجسامهم، إلا أنهم لا يشعرون بذلك، فهم تعودا عليه، قائلين "رشة مية ونكون بخير".
ولم تنس "دوت مصر" رصد كفاح المرأة المصرية مع زوجها الفلاح، فروت عدد من النساء اللاتي يعملن في الحقول، منهم، منيرة السيد، وهالة محمود، ونجية محمد، كيف يشاركن في موسم الحصاد، قائلات: "نخرج للعمل لمساعدة أزواجنا في المعيشة، نظرًا إلى ارتفاع الأسعار، وننتظر موسم الحصاد حتى نجمع كمية من الحبوب "الغلة" لنأخذ أجرة من الأهالي".
وتابعن: أنهن "نحمل الغلة ونجمع العيدان من الأرض، وغالبًا يكون أجرنا في مواسم الحصاد من القمح والذرة والأرز، وتعودنا على العمل يوميًّا، فنخرج من الصباح للبحث عن العمل، ونترك أطفالنا، فالحافظ هو الله".