التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:22 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "فوة".. مدينة الصناعات القابلة للانقراض

بمجرد أن تطأ قدمك أرض المدينة، حتى تعلن عن هويتها بقوة، إذ تقابلك العشرات من اللوحات الفنية "الجوبلان" داخل ورش صغيرة، تجد عمال تتنوع أعمارهم بشكل ملحوظ، منكبين جميعا على "النول"، وكأنهم في حالة من الامتزاج به، يقابلونك بحفاوة وحسن الضيافة، يهمسون في أذنيك "إحنا نفسنا نطور صناعتنا ونأكل عيش"، يفتح أبناء المدينة قلوبهم. ومع الإنصات إلى حديثهم المفعم بالقلق والإحباط، لا تملك إلا التعاطف معهم.


عصام البدوي، 40عاما، حمل على عاتقه مهمة شرح أوضاع أهل "فوة"، وسر هذا الخوف المسيطر على أبنائها من المستقبل.


تخصصت مدينة "فوة" بمحافظة كفر الشيخ، في صناعة الجوبلان والسجاد والكليم "النول التقليدي"، إذ يعمل 80% من أبناءها في هذه الصناعة فهي تنتج نحو 75% من إنتاج مصر من الجوبلان والكليم والسجاد وتعد أشهر مدينة على مستوى العالم في هذه الصناعة.


فبها أكثر من 70مصنعا للغزل وأكثر من 10 آلاف نول، يستخدم عمال الكليم ويتراوح سعر قطعة الجوبلان، الذي يباع إلى السائحين والمواطنين بمختلف محافظات مصر والعالم، ما بين 150 إلى 200جنيىه.


الرسومات والخامات


أوضح البدوي، أنهم يشترون "خيوط القطن والخامات من مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، أو مدينة العاشر من رمضان"، ليصنع منه الجوبلان والرسومات التي تعتمد على المناظر الطبيعية".


ويضيف: "نصنع الجوبلان ونضطر لبيعه للتجار بأقل من السعر، نظرا لكساد الصناعة والتاجر يتولى مهمة تسويقه للغردقة وشرم الشيخ وألمانيا".


ومثلما الحال مع الكثير من الصناعات اليدوية والبدائية، راودت البعض فكرة تطوير الصناعة عبر الاستعانة بالآلات، لكن أبناء "فوة" يؤكدون أن هذه الفكرة أخفقت تماما لعجز الميكنة عن الاضطلاع بالمهمة على النحو البارع الذي تقوم به اليد البشرية.


جابر العمروسي، أحد صانعي الجوبلان بـ"فوة" يقول: "الخيط أساس الشغل والصوف اللي بيشكل كل الألوان وبنشتغل على رسومات طبيعية لكننا نعاني من عدم تسويق بضاعتنا ومبقتش المهنة بتأكل عيش، علشان كدة بنعتمد على مصادر رزق أخرى لأن أصحاب رأس المال بيتحكموا فينا".


ومن جانبه صرح محسن كدش، ابن المهنة، عن حزنه لما وصلت إليه قائلا: "المهنة دي إحنا ورثناها عن أباءنا وجدودنا، لكن دلوقتي أصحاب المال هم المتحكمين بها، إذ أن الصانع يقوم بتصنيع الجوبلان وجمعيات الجوبلان، وأصحاب رأس المال يشترونه بأسعار زهيدة ويقومون ببيعه بأضعاف مايشترونه من الصانع البسيط".