التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:32 ص , بتوقيت القاهرة

خبير آثار: رهبان سيناء رفضوا دخول "ملك أورشليم" للدير

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، إن رهبان سيناء كان لهم دور بطولي وقت الحروب الصليبية، واحتلال الصليبين للقدس، حين عزم بلدوين الأول ملك أورشليم على زيارة الدير عام 1117م، وكان يحضر الصليبيين للدير كزوار فقط، ولكن الرهبان رفضوا طلب ملك أورشليم خوفا على شعور الدولة الإسلامية، حيث كانوا يعيشون في ظل سماحتها.


وأضاف ريحان أن رهبان "دير سانت كاترين" ينتمون للكنيسة اليونانية، واكتسب الدير استقلالا كاملا داخل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ عام 1782م، وكانت بالدير كنائس للطوائف المختلفة للسوريين والأرمينيين والمصريين واللاتينيين، لكنهم هجروا كنائسهم وظلت كنيسة اللاتينيين موجودة حتى القرن الـ17 الميلادي، وساد الرهبان الأرمن في القرن الثامن والتاسع الميلادي وبعدهم اللاتينيين.


وأوضح أنه وقت زيارة المؤرخ اللبناني نعوم شقير للدير عام 1905، كان جميع رهبان الدير من اليونانيين على مذهب الروم الأرثوذكس، ومعظمهم يتكلمون العربية، وكان بينهم راهب روسي توفي عام 1874.


وتابع "العلاقات بين الرهبان وأهل سيناء قامت على أساس الجيرة الحسنة والتعاون فيما بينهم، حيث يقوم أهل سيناء بأعمال الحراسة وإحضار المؤن للرهبان من الطور، ويأخذوا أجورهم إما نقدا أو عينا"، منوها إلى أن التعاون بين أهل سيناء والرهبان "مازال قائما حتى الآن.. فتخدم قبيلة الجبالية رهبان الدير داخل الدير، وآخرين يؤجرون الإبل للسياح لصعود جبل موسى".


ولفت إلى أن الدير كان له مركز في ضواحي غزة يمده بالحبوب عن طريق التمدد بوسط سيناء، ثم أهمل مركز غزة بعد استتباب الأمن في مصر أيام محمد علي باشا، واكتفي بالمركز الموجود بالقاهرة، وكان الرهبان يدفعون مرتبات سنوية للمشايخ، الذين تمر القوافل في بلادهم.


وتابع "أنه رغم وجود "دير سانت كاترين" في منطقة إسلامية إلا أن الاتصال بالقسطنطينية، مركز الأرثوذكسية، كان قويا واتخذ أشكالا متعددة.. ولقد أظهر كل من مانوئيل كومثينوس وميخائيل باليورجوس وغيرهما من بطاركة كرسى القسطنطينية المسكونى اهتماما بالغا بكثير من الأمور المتعلقة بالدير، وكذلك الشخصيات المهمة مثل يوحنا السينائي وجريجوريوس السينائي، فضلا عن الاتصالات الفنية من خلال ما قدمه الرسامون المشاهير من روائع الأيقونات".


وأشار ريحان إلى أن الدير يقع في نطاق منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ويشهد نهضة علمية ومحافظة على مقتنياته المهمة منذ تسجيله عام 1993 كما ساهمت المنطقة بدور علمي كبير في تسجيله تراث عالمي باليونسكو عام 2002 وتمت أعمال ترميم شاملة بالدير عام 1986 شملت ترميم الكنائس والمسجد الفاطمي، كما قامت بعثة آثار يونانية تحت إشراف المنطقة بأعمال ترميم لبرج القديس جورج بالجدار الشمالى الشرقي عام 2001 وبه قاعة السكيفوفيلاكيون، وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى مقدسة وثياب مقدسة وتم إعدادها كقاعة عرض دائمة لأيقونات ومقتنيات الدير.


وأشار الدكتور ريحان أنه تمت كذلك أعمال ترميم فسيفساء التجلى بواسطة بعثة إيطالية وأعمال حفائر جنوب شرق الدير بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء كشفت عن مساكن حراس الدير الذين أرسلهم جستنيان في القرن السادس الميلادى وأسلموا بعد ذلك، كما تم السماح بمعارض خارجية لأيقونات ومخطوطات ومقتنيات الدير لعدة دول شملت اليونان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وأسبانيا.


وأكد أن أعمال الترميم والصيانة تتواصل بصفة دائمة، ويزور الدير سياح من كل الجنسيات منهم من يبقى لعدة أيام بفندق الدير، ومنهم من يقضي ليلة واحدة يصعد خلالها جبل موسى لرؤية شروق الشمس من أعلى الجبل والتبرك بالمكان المقدس.