التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:44 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "أرمن العالم العربي".. الهروب من الموت للموت

"100 عام بالتمام والكمال" على مرور أجدادهم من نفس المكان إلى مشانق السلطان، ولا يزال العالم منقسما على نفسه في الاعتراف بالمجزرة، وهم ماضون في طريق النضال نحو اقتناص ذلك الاعتراف، إنهم "الأرمن".


يحيي الأرمن اليوم الذكرى المئوية لواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية عبر التاريخ، ففي مثل هذا اليوم 24 أبريل عام 1915 ارتكبت القوات العثمانية تلك المذبحة التي راح ضحيتها ما يقرب من مليون ونصف المليون أرمني إبان الحرب العالمية الأولى.


واليوم وبفعل ويلات الصراع التي تطاردهم أينما ذهبوا من سوريا إلى لبنان إلى فلسطين والعراق وقديما في مصر، وجودهم يأخذ بالتناقص، وكأنهم يهربون من الموت إلى موت جديد.


"لواء إسكندرون" يؤسس لتواجد الأرمن في لبنان


يشكل الأرمن جزءا لا يتجزأ من التشكيلة الدينية والعرقية التي تميز المجتمع اللبناني، حيث يعود الوجود الأرمني في لبنان إلى فترة الحرب العالمية الأولى التي وصل فيها قرابة 40 ألف أرمني إلى البلد، بينما وصل نحو 20 ألفا عام 1939 من "لواء إسكندرون" وهي منطقة بأقصى شمال غرب سوريا تابعة لتركيا منذ 1939، وذلك بحسب ما ذكرت "الجزيرة.نت".



ورغم غياب إحصائيات رسمية لأعدادهم داخل لبنان، فإن بعض الجهات الأرمنية أكدت أن أعدادهم تقدر بنحو 70 إلى 160 ألف أرمني كحد أقصى.


ينقسمون إلى الأرمن الأرثوذكس الذين يشكلون الأغلبية، ثم الأرمن الكاثوليك فالإنجيليون، ويتمركزون أساسا في منطقة جبل لبنان وتحديدا بيروت، وفي البقاع "بلدة عنجر" ومدينة طرابلس.



واستطاع الأرمن في لبنان الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم عبر تشييد مدارس وجامعات، حيث تعتبر جامعة هايغازيان التي تأسست عام 1955 أهمها على الإطلاق، باعتبارها الجامعة الأرمنية الوحيدة في الشرق الأوسط.

 

أرمن سوريا أول من أدخل التكنولوجيا 

 

مثل غيرهم من أبناء مدينة حلب، دفع الأرمن السوريون ثمنا باهظا منذ حطّت الحرب رحاها الدامية في عاصمة الاقتصاد السوري، التي احتضنتهم بشكل فعلي منذ الهروب الكبير من مذبحة الأتراك.

 

وقد بدأ الأرمن في التدفق إلى سوريا بعد المجزرة حيث تزايد عددهم إلى أن وصل إلى أكثر من 150 ألف أرميني إلا أن ذلك العدد بدأ يتراجع في السنوات العشرين الأخيرة وخصوصا بعد اشتعال الحرب الأهلية السورية، ويقدر حاليا عدد الأرمن في سوريا بحوالي 100 ألف شخص، تابعين  كنيسة الأرمن الأرثوذكس، مع أقلية من الأرمن الكاثوليك والإنجيليين.

 


 

وفي عام 1925 كان الأرمن يشكلون حولي ربع سكان مدينة حلب، حيث كانوا أول من أدخل إلى البلاد جهاز التصوير بأشعة "رونتنغن" والتصوير الضوئي  وأول سيارة إلى حلب عام 1909 وأول جرار في منطقة تل السمن عام 1926، كما أدخلوا للمرة الأولى مهن الخراطة وطرق اللحام المختلفة وصناعة بطاريات الآليات والسيارات وقطع السيارات والحصادات والجرارات.

 

أرمن العراق ما بين الهجرة وحمل السلاح

 

وجود الأرمن في العراق يعود لقرون عديدة حيث جاءت موجات من الأرمن من أرمينيا عبر إيران استوطنت جنوب العراق في بادئ الأمر حيث أنشأت أبرشية للأرمن في البصرة عام 1222، ثم بدأت هذه الموجات تتجه نحو بغداد حيث سجلت طائفة الأرمن كطائفة تدين بالمسيحية في العراق عام 1638.

 

وتوجد أقدم كنيسة للأرمن في بغداد في منطقة الميدان وهي كنيسة مريم العذراء وقد بنيت عام 1639م خلال فترة حكم العثمانيين بناء على طلب أحد القادة العسكريين والذي كان أرمني الأصل. لكن أكبر موجات الهجرة الأرمنية للعراق كانت في بدايات القرن العشرين بعد المذبحة، ويبلغ التعداد الحالي للأرمن في العراق حوالي 20 ألف نسمة، من أتباع الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية مع وجود أتباع لكنيسة الأرمن الكاثوليك.

 

وقد تعرض الأرمن حالهم كحال العديد من فئات الشعب العراقي الأخرى إلى هجمات مسلحة بعد الغزو الأمريكي، حيث ترك العراق حوالي 3000 أرمني عراقي في حين بقي حوالي 15 ألف أخرىن داخل العراق حتى عام 2007م، قبل أن يغادروا إلى سوريا، بحسب ما ذكرت شبكة "روسيا اليوم".

 


 

وحاليا يواجه الأرمن الخطر الداعشي بحمل السلاح حيث قاموا بتشكيل كتائب مسلحة لحماية أنفسهم من الاستهداف الداعشي للأقليات المسيحية.

 

أرمن فلسطين مازالوا صامدين

 

الوجود الأرميني في فلسطين منذ القرن الرابع الميلادي تحديدا، حيث تركز الوجود الأرميني في مدينة القدس بالتحديد لما لها من أهمية دينية وتاريخية وثقافية، ففي سنة 1945 كان يعيش في القدس وحدها خمسة آلاف أرميني، وقد تناقص العدد تدريجيا بسبب الهجرة إلى ثلاثة آلاف أرميني قبيل الاحتلال سنة 1967، وبحلول العام 1974 لم يكن عدد الأرمن في القدس القديمة يتجاوز ألفي أرميني. وفي عام 1985م تراجع العدد إلى حدود 1200 أرميني.

 

ويبلغ عدد الأرمن اليوم في فلسطين حوالي 7500 نسمة "حسب المصادر الأرمينية"، منهم ثلاثة آلاف يعيشون في مدينة القدس و2100 يسكنون حي وادي النسناس في مدينة حيفا، وهناك 300 نسمة في مدينة بيت لحم، فيما يتوزع الباقون بين عكا والرملة والناصرة وبئر السبع وقطاع غزة.

 


 

ويمتلك الأرمن حارة في فلسطين تعرف باسمهم، تقع غربي البلدة القديمة في القدس على مساحة قدرها 300 دونما، أي ما يعادل سدس مساحة البلدة القديمة في القدس. وتتكون من مجموعة من البيوت كانت في السابق مأوى للحجاج وأصبحت لاحقا بيوتا مؤجرة للأرمن، إضافة إلى دير الأرمن المكون من حيز للعبادة ومدرسة ومتحف وعيادة طبية.