كانت الزبونة الوحيدة في المحل مع حلول المساء. "هند" تطمئن له لأنه كوافيرها منذ 10 أعوام، كانت تعطيه ظهرها ليصفف لها شعرها دون خوف أو قلق، لكن "أمين" خنقها، وسرق مصاغها وألقى جثتها في منطقة نائية.

"هند"، ربة منزل، 32 عاما، اعتادت خلال الأعوام العشرة السابقة على مقتلها أن تصفف شعرها عند كوافير بعينه هو "أمين ر."، 31 عاما، وهو المتهم الرئيسي في مقتلها. كانت زبونة المحل الدائمة والمعروفة.

لم تعتد "هند" التغيب عن المنزل بالساعات، ولم تغلق من قبل هاتفها المحمول، وهو ما دفع زوجها للقلق عندما تغيبت عن موعد وصولها للمنزل.

تفاصيل الجريمة يرويها المقدم بالأمن العام في مطروح عمروسعودى، ووقعت أحداثها قبل عام ونصف عندما كان يشغل منصب رئيس مباحث شرطة الوراق.

يقول المقدم "سعودي": "بدأت القصة بتلقي بلاغ من مواطن، يقول فيه باختفاء زوجته في ظروف غامضة، وأكد أنه لا يوجد خلافات بينه وبين الزوجة، وأن زوجته طلبت منه مبالغ مالية للذهاب للكوافير لتصفيف شعرها، ولم تعد للمنزل وعند شعوره بالقلق عليها، بحث عنها عند جيرانه وأقاربه وجميع الأماكن التي تتردد عليها، حتى فشل في الوصول إليها بعد إغلاق هاتفها المحمول".

يستكمل رئيس المباحث بقوله إنه تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث قسم الوراق لكشف غموض الواقعة، وتم الاستعلام عن الكوافير الذي تتردد عليه الزوجة، وبمناقشة صاحب محل الكوافير، أكد أنها جاءت لمحله في السادسة مساء وغادرت، ولكن ظهر عليه علامات الارتباك".

يقول "سعودي": "تلقينا في اليوم التالي بلاغا من أهالي منطقة وراق العرب يفيد بالعثور على جثة سيدة في العقد الرابع من عمرها، وبإجراء المعاينة الأولية تبين أنها جثة المجني عليها وتدعي هند بدر، 32 عاما".

يوضح رجل المباحث أن الجثة كان حول عنقها حبل وبعض الكدمات وسجحات ببعض أجزاء الجسم، وملقاه وسط الشارع وبها أثار دم، ويحيط بها عدد من الأهالى، وبمناظرة زوج المجني عليها تعرف على جثتها.

وبأجراء التحريات تم التوصل إلى خيط كشف الواقعة، حيث أن الجاني أغلق المحل، وأحد شهود الرؤية شاهده وهو يتردد على بعض محلات الذهب، وتم مداهمة منزل المتهم وعثر بحوزته على مشغولات ذهبية للمجني عليها.

ودلت التحريات على أن المتهم وهو صاحب الكوافير "أمين ر"، 31 عاماً، استغل وجود الضحية بمفردها داخل الكوافير، وخنقها بحبل وسرق مصاغها، وتخلص من الجثة بوضعها في جوال، ونقلها في "توك توك" إلى منطقة نائية في وراق العرب.

ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم "أمين ر."، واعترف أنه ارتكب الجريمة، بسبب ديون متراكمة عليه، وأن الشيطان سول له فعلته بعد رؤيته للضحية بمفردها في أثناء تواجدها داخل الكوافير. وبرر جرمه بأنه يمر بضائقة مالية أجبرته على قتل الضحية، وسرقة مشغولاتها الذهبية.

وأكد أن الضحية كانت جالسة على الكرسي، وقام بخنقها بحبل وتخلص منها وسرق مصوغاتها، وتم العثور بحوزته على بعض المبالغ المالية من متحصلات بيع بعض القطع الذهبية للمجني عليها، وتمت إحالة المتهم للنيابة.