يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، بنظيره اليوناني، بروكوبيس بافلوبولوس، في أول زيارة له بعد انتخابه قبل شهرين، وتأتي زيارة الرئيس اليوناني في إطار ما تتميز به العلاقات بين البلدين بقدر كبير من التوافق حول القضايا الإقليمية والدولية.

وتعتبر العلاقات المصرية اليونانية من علاقات تاريخية لأكثر من 180 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين مصر واليونان شهدت العديد من الزيارات المتبادلة والعلاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.

زيارات متبادلة

شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، وأوضاع العمالة المصرية في اليونان، وكذلك التعاون المصري اليوناني في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.

وتعد آخر زيارة لرئيس مصري قبل ثورة 25 يناير كانت زيارة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عام 2007، كما كانت أثينا هي الوجهة الأولى للرئيس المؤقت السابق عدلي منصور التقى خلالها برئيس الوزراء اليوناني والذي كان من أول الداعمين لثورة 30 يونيو.

وعقدت في القاهرة في نوفمبر الماضي قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، تناولت وجهات النظر بشأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية وجهود السلام وتطورات الأوضاع في كل من سوريا والعراق، وجهود مكافحة الجماعات الإرهابية والقوى الداعمة لها وسبل تعزيز هذه الجهود فضلا عن الوضع في ليبيا وكيفية دعم شرعية المؤسسات المنتخبة، كما تم استعراض الجهود التي تقوم بها كل من اليونان وقبرص لدعم وتكثيف التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.

العلاقات الاقتصادية

تعد مصر تاسع شريك تجاري لليونان على مستوى العالم، وذلك يرجع إلى التعاون القائم بين ميناء بيرايوس اليوناني وقناة السويس لتنشيط التجارة في حوض البحر الأبيض المتوسط، كما تبلغ الاستثمارات اليونانية في مصر 3 مليارات دولار، وهو ما يجعلها تحتل المركز الخامس بين دول الاتحاد الأوروبي التي تستثمر في مصر.

وبلغ عدد المشروعات الاستثمارية اليونانية في مصر 104 مشروعات، منها 53 شركة رئيسية، وتتوزع المشروعات الاستثمارية اليونانية في عدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية أبرزها الصناعات الكيماوية وصناعة النسيج ومواد البناء وصناعة الأغذية والخدمات التجارية والاستشارية ومشروعات النقل والخدمات العامة.

العلاقات العسكرية

إلى جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية، ساهم الموقع الجغرافي لليونان في تعزيز العلاقات المصرية اليونانية في الجانب العسكري حيث شهد يوم 28 أغسطس 2012 تدريبات بحرية مشتركة لمدة 5 أيام بين البحرية المصرية واليونانية في المياه الإقليمية المصرية، وخلال التدريب تم تنفيذ أعمال المعاونة بالبحث والإنقاذ وممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المخالفة وأعمال النقل والإمداد بالوقود في البحر باستخدام السفن والطائرات.

وفي 28 أبريل 2014، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان مرشحا لرئاسة الجمهورية مع وزير الدفاع اليوناني ديميترس أ?راموپولوس في أثناء زيارته لمصر، حيث تناول اللقاء الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط، والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية، والتهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية المسلحة على أمن واستقرار المنطقة.

حدود بحرية مشتركة

في 2003 تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومتين المصرية واليونانية حول ترسيم حدود المنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين بين الدولتين، وبسبب تصاعد الاهتمام باكتشافات الغاز في شرق المتوسط والحديث عن اكتشافات حقول هائلة للغاز في حقل أولمپي للغاز و"جنوب كريت".

وفي اليونان، برزت حركة شعبية عام 2012  تطالب بسرعة إعادة ترسيم الحدود مع مصر، كسبيل للبدء في استغلال اليونان لثروات الغاز والتي ستغنيهم عن المعونات المشروطة من الاتحاد الأوروبي.

وتعد تلك اللقاءات القائمة شاملة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قبرص نهاية الشهر الجاري، خطوة نحو إبرام الاتفاقيات النهائية لترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص كما تؤسس لتطوير الاتفاق القائم بين مصر وقبرص بحيث تلتقي المناطق الاقتصادية الخالصة للدول الثلاث عند نقطة التماس الثلاثية من دون استثناء.