في زحمة الأحداث اليومية، قد تغفل أعيننا عن مأساة الآخرين، اكتفاءً بالنظر إلى مأساتنا الشخصية، لكن في لحظات السكون، قد نجد بعض الوقت المتاح للنظر إلى مأساة الآخرين، التي قد تكون أكبر بكثير من قدرتنا على التخيل.

أم علي، المرأة السوهاجية، لديها من البنات 4، كلهن مصابات بالحصبة، وواحدة منهن مصابة بمرض خبيث في المثانة، والأم عاجزة عن شراء حتى الدواء المُسكن..

"بنتي شادية طلبت مني زجاجة سُم لتتخلص من الآمها، حيث تعاني من ورم خبيث، ولدي 3 بنات غيرها يعانين من المرض ولا يجدن ثمن العلاج".. هكذا بدأت "أم علي" حكايتها لـ"دوت مصر".

تروي أم علي، التي تعيش في نجع العرب شمال غرب سوهاج، حكاية بناتها ومأساتهن مع المرض الذي بدأ بإصابة الشقيقات الأربع بالحصبة، ليفقدن أصواتهن، وتضيف "أم علي" أن ارتفاع درجة الحرارة والسخونة أثرت على أرجل بناتها فأصبحت الواحدة لا تستطيع المشي.

توضح أم علي أن ابنتها شادية أصيبت بمرض خبيث في المثانة، وتشير إلى أن الديوان تكاثرت عليهم بسبب غلو الإشعات والتحاليل، بخاصة أنهم تربوا أيتاما، فزوجها محمد مهدي متوفى منذ نحو 25 عاما. 

تضيف السيدة المكلومة أن الأسرة أصبحت عاجزة عن شراء دواء مسكن لابنتها المريضة التي تجلس على كرسي لا تتحرك.
ووجهت الأم رسالة إلى وزير الصحة ومحافظ سوهاج، تطالب بأن ينظر إليهم المسؤولون نظرة رضا، فالحسرة تقطع قلبها وهي تنظر إلى ابنتها التي تنتظر الموت والألم يمزق جسدها النحيل.