التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:21 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| الأبنودي.. المصري الذي أبكى الكويتيين مرتين

لم يكن غريبا أن ترصد وسائل الإعلام الكويتية حالة الحزن والأسى التي خيمت على الشعب الكويتي، حدادا على رحيل الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي، الذي غيبه الموت عصر أمس الثلاثاء، وهو الذي جسد معاناتهم إبان الغزو العراقي لبلادهم، وأوصل صرخاتهم إلى العالم أجمع، حين سطر بكلماته أوبريت "الليلة المحمدية".

الأبنودي، الذي توفى عن عمر يناهز 76 عاما، ربما كانت تربطه علاقة خاصة بهذا البلد الذي زاره أكثر من مرة، وأبدع في أمسيات شعرية، تجاوب معه فيها أهالي الكويت الذين اعتبروه واحدا منهم، حيث بدا أكثر الشعراء تأثرا بمأساتهم، لاسيما حين اعتلى منصة المسرح القومي بالقاهرة، يلقي قصيدة "الاستعمار العربي" عن غزو الكويت عام 1990.

المرة الأولى

وبأداء الفنانين الكويتيين عبدالله الرويشد، غناء، وسعاد عبدالله، تمثيلا، هز الشاعر المصري وجدان الشعب الكويتي خاصة والأمة العربية عامة، حين كتب أوبريت "الليلة المحمدية"، المعروف ايضا بـ"اللهم لا اعتراض"، تنديدا بالغزو، فما إن بدأ الرويشد ينشد منتحبا "اللهم لا اعتراض.. سامحني يالله حتشق قلبي الآه.. بيتي وبيقول بيته اللي جه يعتدي، ومسجد لله بنيته ويقول ده مسجدي"، حتى انفجر جميع الحاضرين بالبكاء.

وروى الأبنودي أو "الخال"، كما يلقبه المصريون، في حواره مع صحيفة "الكويتية"، بتاريخ 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، خلفيات كتابة "الليلة المحمدية"، الذي تغير نصه بشكل كامل من جراء أحداث الغزو العراقي للكويت، وأثنى على أداء الرويشد للأغنية "التي هزت وجدان العالم العربي"، وكذلك الأداء الذي شبهه بتفجير القنبلة فوق المسرح لسعاد عبدالله.

وتحدث "الخال"، عن حجم الانتقادات التي تعرض لها من قبل بعض المثقفين المصريين، وكذلك العرب، لوقوفه ومساندته دولة الكويت في حقها ضد الغزو "الصدّامي"، حيث اعتبره البعض يساند دولة "المشيخة" في وجه دولة العراق المتقدمة.

ورأى أن غزو العراق للكويت بداية الانهيار العربي، الذي فتح المجال أمام الوجود الأمريكي في المنطقة.

المرة الثانية

رحيل "الخال"، لم يبك الشعب المصري فحسب، بل ألقى بظلاله أيضا على شقيقه الكويتي، الذي بكاه هو الآخر حزنا، لتنقل صحيفة "الأنباء" الكويتية عن الفنانة سعاد العبدالله، بطلة الأوبريت، أن "الكلمات لا تعبر عما بداخلي من ألم وحزن على رحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، الذي تجمعني به علاقة قوية كشاعر وإنسان".
 

وأضافت عبدالله "كان بيني وبينه تواصل حتى في فترة مرضه وبكيت عندما سمعت خبر وفاته، لأنه كان له دور بارز في توصيل معاناة أهل الكويت من الغزو الصدامي إلى دول العالم، من خلال ما سطره من كلمات تهز مشاعر البدن وتحمل بين طياتها رسالة عن حقوق الجار لجاره.. ولكن هذه مشيئة الله ولا أقول إلا الله يرحمه ويدخله فسيح جناته والعالم العربي خسر شاعرا أصيلا لا يتكرر".

"وبكلمات مليئة بالشجن"، قال عبدالله الرويشد لـ"الأنباء"، "الله يرحم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي ويغفر له فهو شاعر وإنسان لن يتكرر في هذا الوقت، شاعر بمعنى الكلمة وخسارته لا تعوض في الساحة الشعرية بالوطن العربي".

وأضاف الرويشد "لا أنسى تعاوني معه من خلال أوبريت الليلة المحمدية، الذي قدمته معه عام 1990، ولا تزال كلمات الأوبريت عالقة في عقول الناس ومن عاش تلك الفترة المريرة التي مرت على الكويت وأهلها".