التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:06 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| الأبنودي والسويس.. "العشق" برائحة "المقاومة"

"السويس والأبنودي حكاية عشق لا تنتهي" هي كلمات عبر بها السوايسة عن حزنهم الشديد لوفاة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ولم تكن أغنية "يا بيوت السويس يا بيوت مدنيتي. أستشهد تحتك وتعيشي أنت"، التي خص بها الشاعر السويس، هي الوحيدة التي عبر فيها عن حبه للسوايسة، بل عبر في العديد من القصائد والأغاني عن عشقه وحبه للسويس وشعبها، الذين سطروا في تاريخ مصر أكبر فصول المقاومة.


عبد الرحمن الأبنودي الذي أحب أبناء السويس من خلال معايشة كاملة على ترابها خلال فترات مهمة في تاريخ الوطن، بعد هزيمة 67، وفترة حرب الاستنزاف للعدو الإسرائيلي، ثم حرب الانتصار والمقاومة 1973، فترات كافية لمعرفة معادن السوايسة، وهي الفترة التي كشفت فيها إرادة الشعب المصري للعبور من هزيمة نكسة 67 إلى انتصار أكتوبر.


الباحث السويسي عبدالحميد كمال قال "بدأ الأبنودي حبه وشغفه للسويس عقب خروجه من السجن، بعد أن قضى قرابة العام في زنزانته بسبب اتهامه بالانضمام لأحد التنظيمات اليسارية الشيوعية، وقد خرج الأبنودي من السجن قويا لم ينكسر، وسافر إلى السويس لينضم إلى المقاومة الشعبية شاعرًا قويًا، ليُشارك مع فرقة أولاد الأرض التي غنت للمقاومة معلنة رفضها للهزيمة بقيادة الكابتن غزالي؛ خلال تلك الفترة تعرف الأبنودي على أبناء السويس في القطاع الريفي بالجناين الذي عاش فيه وسط الفلاحين والبسطاء من العمال ومن خلال معايشة أبناء السويس".


ويضيف عبدالحميد كمال "انخرط الأبنودي بأشعاره الوطنية وكتابة الأغاني الرومانسية والوطنية، وإنتاج للشعر المقاوم لكل ما هو سلبي، من خلال المعايشة الواقعية كتب "الأبنودي" أو "الخال"، كما كان يحب أن يناديه السوايسة، في ذلك الوقت حين أحس بدفء مشاعرهم وحبهم للوطن، فكانت إشعار الأبنودي الأكثر صدقًا والأوسع انتشارًا، وكان ديوان "جوابات الأسطى حراجي القط العامل في السد العالي إلى زوجته فاطنة أحمد عبد الغفار في "جبلاية الفار" تلك القرية الصغيرة في السويس والتي كان لا يعرفها أحد.


ويؤكد كمال، هكذا كانت السويس مُلهمة للأبنودي الذي أحبها حين كتب ديوانه "وجوه على الشط" حيث يكتب الخال عن مواطنين بسطاء من أبناء السويس لا يعرف عنهم الشهرة أو النجومية، فنجد قصائد تحمل أسماء أبناء الجناين في السويس تتصدر قصائد الديوان عناوين للشعر الجميل عميق المعني، فنجد شخوص عادية تحمل أسماء قصائدة الشعرية في ديوان "وجوه ع الشط" منهم إبراهيم أبو العيون، سيد طلب، إبراهيم أبو زعزوع، أبو سلمى، أم على، فتحية أبو زعزوع، سيدة، البت جمالات، محمد عبد المولى، الحاج على، وسيد طه؛ كلها وجوه وشخوص من دم ولحم عايش معهم عشرة حب وتميز، وعبر عنهم بلغة مصرية معجونة بطين الأرض، وبملح الأرض من الفلاحين والعمال الغلابة البسطاء.


ويؤكد كمال، لقد عاش الأبنودى في السويس مع أبنائها، وكان محبا لهم متواصلا مع " الكابتن غزالى - محمد الراوى" والشعراء: على الخطيب – محمود الخطيب – عطية عليان – كامل عيد وأبناء السويس المثقفين منهم د. سيد نصير ود. سمير غطاس وعادل درديري حسين العشي مصطفى عبد السلام عبد الحميد كمال محمد الجمل الحاج خليل بدرة والمهندس عادل وصلاح وضياء والأستاذ محمد "عائلة بدرة" في حب وود وتواضع إنسانى جميل متواصلا مع المعلم "يحى عارف" وشهدت مكتبة الكابتن غزالى "ودكانه القديم" ونادي النصر للبترول وندوة الكلمة الجديدة في النادي الاجتماعى أمسيات ثقافية ساخنة في الحديث عن حب الوطن والفنان العزيز الجميل "عربى بوف" الخال الذي غنى للأبنودي.


ويقول الكاتب السويسي أنور فتح الباب، ارتبط الأبنودي بأماكن متعددة، وعاش فيها، لكن ارتباطه الأكثر والأوضح كانت بأبنود مسقط رأسه، والسويس التي أتاها نازحا من قسوة الظروف الاقتصادية بالصعيد، ورغم ارتباطه بالقاهرة لفترة طويلة إلا إن السويس ظلت المكان المفضل للابنودي حيث استقر بمنطقة الجانين بالسويس وارتبط بأهلها النازحين أيضا من صعيد مصر  ومنذ  منتصف الستينات ظلت السويس همه وشاغله حتي أثناء النكسة وحرب الاستنزاف و حتي بعد حرب اكتوبر1973.


ويشير أنور فتح الباب، تظهر السويس في دواوين الأبنودي بصور مختلفة، وقد نجح بربطها بالهم الوطني العام، ونظرة التفاؤل بالتحرر الوطني والاستقلال، ممثلة في مشروع السد العالي، الذي يعد ديوانه "جوابات الاسطي حرجي القط لزوجته فاطنه عبد الغفار" تجسيدا لهذا الارتباط بالسويس، فالأسطي حراجي العامل بالسد العالي كان يعيش في منطقة "جبلاية الفار" بالسويس، وهي إحدى المناطق الريفية قرب السويس حين أتته الفرصة للعمل في السد العالي: بقي أول مادلقنا يا فاطنه وابور السد .. علي محطة أسوان.


ويضيف أنور فتح الباب، علي طول هذا الديوان الذي يعد ملحمة مصرية هامة في ارتباطها بالمشروع الوطني التحرري يجسد الأبنودي هذه العلاقة بالوطن وكيف يتحول الفلاح "الشقيان "في الأرض لعامل، و لايتوقف الأمر عند ذلك لكن بعد الهزيمة يكتب الابنودي رائعته يا بيوت السويس التي هزت وجدان كل مصري ووطني وظلت إيقونة الغناء الوطني ونشيد السويس القومي من الهزيمة للاستنزاف لنصر أكتوبر، وحتى ثورة يناير حيث كان يرددها شباب الثورة في ميدان الأربعين حيث لا يغيب عن الكثيرين دور السويس في ثورة يناير .


ويتابع أنور، أن العمل الأكثر ملحمية وارتباطا بالسويس هو وجوه علي الشط حيث يجسد الابنودي  عبر قرية الشط بالسويس أو الشط الرمزي "القنال " قصة المصري المكافح المرتبط بأرض منطقة الجناين بالسويس حيث حولها من صحراء الرملية إلي بساتين وحقول عبر شخصيات واقعية جسدها الـبنودي في هذه الملحمة حيث تري إبراهيم ابوالعيون، عيد أبو زعزوع، عم رفاعي، عيد ,فتحيه كلها شخصيات من واقع الأرض والنضال معها، حيث يقول ابراهيم أبو العيون، وتبقى علاقة الابنودي بالسويس علاقة متميز،ة ظل يحبها ويدافع عنها.