فيديو|"لا للمساعدات..الأجر مقابل العمل" شعار 3 أشقاء مكفوفين
أحمد، وأمل، وإبراهيم.. ثلاثة أشقاء فاقدو البصر، يقطنون بقرية الجعفرية، إحدى قرى مركز السنطة بمحافظة الغربية، أكرمهم الله بنعمة البصيرة، فحصلوا على شهادات جامعية، وحفظوا كتاب الله بمختلف القراءات.
قررت "دوت مصر" إيمانا منها بظروف هذه الحالة الإنسانية بنقل هذه الصور المشرقة، للاستفادة منها وتعظيم الأجر فيها بالمجتمع، وتقديم نموذج ربما يكون الأكثر احتياجا لمساعدتهم في توفير فرص العمل اللازمة، كسبيل للحفاظ على الأمل في فؤاد كل مجتهد.
كان والدهم "العين التي يبصرون بها"، والعائل الوحيد لهم، توفاه الله منذ شهر، ليواجه بعده الإخوة الثلاثة، الذين يعيشون في منزلهم، المكون من طابق واحد من الطوب اللبن، وسقف خشبي، وبعض القش، مصاعب عدة في الحياة، ومع ذلك رفضوا أي إعانات لهم، رافعين شعار " لا للمساعدات نريد الأجر مقابل العمل".
أحمد (27 عاما) ، حاصل على ليسانس علوم قرآن بجامعة الأزهر، فرع طنطا، أكد أنه: "تقدم في عدة مسابقات منها مسابقات الأوقاف، وأخرها مسابقة الأزهر، ورغم أن من قام بامتحاني كان منبهرًا بي لكن للأسف لم أوفق فيها"، مطالبا بفرصة عمل تدير له دخل يستطيع من خلاله العيش، وأن يكون الأجر الذي يتقاضاه، مقابل تعب وجهد مبذول، ولو محفظا للقرآن في معهد القرية.
وتقول أمل (23 عاما) حاصلة على ليسانس دراسات إسلامية، بجامعة الأزهر، فرع الزقازيق، بتقدير عام جيد جدا،: " كل ما نحتاجه هي فرصة عمل كمحفظين للقرآن بالمعاهد الأزهرية، وليس لنا مطلب آخر".
وعن الصعوبات التي كانت تواجهم خلال المراحل التعليمية، أكد الشقيق الأصغر إبراهيم (20 عاما)، الطالب بالفرقة الثانية كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فرع طنطا، ويدرس بكلية القراءات، بذات الجامعة، أنه وشقيقيه الأكبرين، عانوا كثيرًا أثناء المذاكرة والامتحانات، بحكم أن عمليات المذاكرة، عندهم كانت تعتمد على السمع فقط.
وأوضح أنهم كانوا يستأجرون من يقرأ لهم الدروس والمحاضرات، وأيضا المرافق أثناء الامتحان، ويتحملون نفقته بداية من المواصلات، والطعام والشراب، ونهاية بأجره اليومي.
حلمي الأشهل، هو عم الاشقاء الـثلاثة، موضحا أنهم حصلوا على شهادات تعليمية عالية وتقدير، لحفظهم للقرآن الكريم وتفوقهم، مبديا أسفه لتجاهل الدولة لهم، مؤكدا أنهم لا يطالبون بإعانات، ولكن ما يطالبون به هو أن توفر الدولة فرص عمل لهم تساعدهم على الحياة بطريقة آدمية وكريمة.