التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:06 م , بتوقيت القاهرة

الحجاب.. فرض ديني أم سياسي؟

 

تحول ارتداء الحجاب إلى صراع بين الدين والسياسة، حينما بدأ الإخوان دعوات ارتداء الحجاب منذ بداية ظهورهم، حتى ارتبط ارتداء الحجاب لدى الكارهين للإخوان بالإسلام السياسي، ليطرح نفسه سؤال. هل الحجاب فرض ديني أم سياسي؟.

دعوات لخلع الحجاب أطلقها الكاتب الصحفي المصري شريف الشوباشي، وتنظيم مليونية في ميدان التحرير لـخلع الحجاب، أثارت جدلا كبيرا في الدين والسياسة، وأيضا في مجال الحقوق والحريات.

الحجاب والدين

قال الداعية السلفي ومؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وأل البيت الشيخ ناصر رضوان، إن من يدعو إلى خلع الحجاب هم داعون للفتنة، لأنه مخالفة لما هو معلوم من الدين الإسلامي بالضرورة.

وتابع ناصر، في تصريحه لـ"دوت مصر"، أن ما يفعله صاحب دعوات خلع الحجاب لا يقل عما يفعله "داعش" والتكفيرون، لكنه تضارب من نوع آخر، فهذا متطرف و"داعش" والتكفيريون متطرفون، ونحن المسلمين في النصف.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تدخل حاسم من قبل الأزهر الشريف لردع مثل هذه الدعوات، ويجب أيضا أن يكون هناك رد قاطع، لأن الأمر به محاولة لإحراج السيسي، ليتأكد لدى الجماعات الإرهابية أن عهد السيسي مليء بالهجوم على الدين.

وأكد ردا على صاحب الدعوة أنها "صفعة سياسية للإخوان" قائلا إن "الحجاب فرض ديني وأمر الله به في القرآن".

 

 

الحجاب والسياسة

وقال أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة وحيد عبدالمجيد، تعليقا على وصف الشوباشي بأن 99%من المحجبات عاهرات، أنه من حق أي شخص أن يدعو إلى  أي مظاهرة يعتقد أن اتجاهه صحيح فيها، لكن ليس من حق أي شخص أن يستخدم أسلوبا غير لائق في توجيه الدعوة لمظاهرة معينة، وإذا اقترنت الدعوة بالإهانة أو أذى نفسي فهذه الدعوة تخرج عن نطاق الحرية لأي شخص.

وتابع أن المَلبس أو المأكل هو جزأ من المجال الخاص، والمجال الخاص لا يصح لأحد أن يتدخل فيه، لأن هذا ليس جزءا من المجال العام، بل المجال الخاص، وبالتالي عندما يدعو أحد في أمر خاص فهو لا يدرك المقصود بالحرية وحرية التعبير عن الرأي، وإذا لم يدرك الشخص الفرق بين المصلحة العامة والخاصة فهذا يعني أنه لا يفهم معنى الحرية والديمقراطية، وسنبدأ من جديد وندور حول أنفسنا.

وأشار أيضا إلى قول الشوباشي بأن خلع الحجاب صفعة سياسية للإخوان، بأن "الحجاب لا علاقة له بالسياسة"، وربط الحجاب بالإخوان "أمر خاطئ" فهو مثله مثل أي شيء ترتديه المرأة، ولا علاقة له بالمجال العام، بل مرتبط بالدين والعقيدة.

 

الحجاب والحريات

في لهجة شديدة، انتقد الحقوقي نجاد البرعي الهجوم الشديد على صاحب الدعوة  لخلع الحجاب الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، متسائلا "لماذا كل هذا الهجوم على دعوات خلع الحجاب؟ ولماذا لم يحدث هجوم على دعوات ارتداء الحجاب؟"، مشددا على أنه من حق كل شخص أن يوجه دعوات لحملات وحملات مضادة وهو حق أساسي لأي إنسان.

وعن فكرة ربط دعوة خلع الحجاب بمحاربة الإخوان أو "صفعة سياسية لهم" بحد وصف صاحب الدعوة، قال البرعي إن الحجاب والدعوات لارتداء الحجاب بدأت منذ عام 1976، وانتشرت بشكل مكثف في الجامعات، والإخوان استخدموا الحجاب كدعايا لهم ولأغراضهم السياسية، حيث كانوا يستغلون فقر الفتيات ويأخذون ملابسهن ويستبدلونها بملابس محجبات.