التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 02:01 ص , بتوقيت القاهرة

"وول ستريت": المتطرفون يضعون ميسحيي الشرق في خيارات صعبة

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مسيحيي الشرق الأوسط أصبح محتما عليهم أن يختاروا ما بين خيارات كلها صعبة، في الوقت الذي يتعرضون فيه للخطر الدائم من الإسلاميين المتطرفين وفي ظل الصراعات الطائفية التي تجتاح المنطقة.


وبدأت الصحيفة الأمريكية في تقريها الذي نشرته، مساء أمس الإثنين، قائلة إن أهالي قرية "القاع" المسيحية بلبنان، والتي اقتحمها الجيش السوري عام 1978، مرتكبا مذبحة ضد حوالي 2000 مسيحي من أهاليها، قد وجدوا أنفسهم الآن مضطرين للوقوف في صف النظام الذين اتهموه بارتكاب هذه المذبحة.


وأشار التقرير إلى أن السبب في هذا هو تواجد مئات من المقاتلين التابعين لتنظيمات القاعدة وداعش على بعد قليل من الأميال من الحدود التي يسهل اختراقها بين سوريا ولبنان، مضيفا: "وتقف القوات اللبنانية المدعومة من حزب الله اللبناني، الذي يدعم النظام السوري ما بين المتشديين والقرية".




وينقل التقرير عن أحد المقيمين بالقرية، قائلا: "نعم أنا أفضل النظام السوري عن تلك الجماعات الإرهابية، وأعتقد أن هذا خيارا ما بين المُر والأمر منه".


وقال التقرير: "بعض مسيحيي الشرق يضطرون للوقوف في صف طرف على حساب الآخر، ففي سوريا والعراق على سبيل المثال، يقاتل المسيحيون إلى جانب الأكراد ضد تنظيم داعش، على الرغم من اتهام المسيحيين للأكراد بالسعي لضمهم إلى مناطقهم التي يريدون رسم دولتهم عليها".


وأضاف: "بعض المسيحيين في الشرق الأوسط والقيادات الدينية منهم بشكل خاص يؤمنون بأن النظم السلطوية العلمانية تؤمنهم بشكل أفضل، قائلين إن المناطق التي تعاني من القبلية والأصولية الإسلامية ليست صالحة لتطبيق النظام الديمقراطي الغربي عليها".


ونقلت الصحيفة عن بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية، يوسف يونان الثالث، قوله: "نحن لا نحتاج لمحاضرات من الولايات المتحدة عن الديمقراطية والأخلاق"، مشيرا إلى أنه يؤكد وجود إصلاح ديمقراطي في سوريا إلا أنه لا يؤيد الإطاحة ببشار الأسد.


بشار الأسد يتفقد دير معلولا


وزعم التقرير بأن كثيرين من من المسيحيين المصريين قاموا بتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي، نتيجة دعوة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، لهم بالتصويت للسيسي باعتباره منقذا للبلاد، وذلك بعد تعرضهم للتهديد من قبل جماعة الإخوان.


ونقل التقرير عن القس الماروني الكاثوليكي وأستاذ اللاهوت المسيحي، فادي ضو، قوله إنه رغم معاناة كلا من المسلمين والمسيحيين من العنف المتطرف الذي يجتاح المنطقة، إلا أن المخاطر والعواقب تتفاوت، مشيرا إلى أن المسلمين الشيعة أصبحوا الآن معتمدين على تنظيم "حزب الله"، وعددا آخر من الميليشيات العسكرية المدعومة من إيران، مضيفا أن المسلمين السُنة وإن كانوا تحت التهديد من القوات الشيعية إلا أنهم يشكلون غالبية المنطقة ومدعومين من الثائرين.


وأضاف القس فادي، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "إن المسيحيين في لبنان حاليا، بعد أن كانوا في موقف قوة، أصبحوا الآن أضعف عشر المرات عما كانوا عليه في عام 1975، أثناء الحرب الأهلية." مشيرا إلى أنه حتى منصب الرئيس الشرفي الذي كان يحتله المسيحيين المارونيين مازال شاغرا حتى الآن منذ ما يقرب من عام.