خاص| عبدالعزيز الخميس: شق الصف العربي هدف "الإخوان"
محاولات مُستمرة من قبل جماعة "الإخوان"، ومعاونيهم، والمحسوبين عليهم، لإحداث الوقيعة بين مصر ودول الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية، وهو ما ظهر مرة أخرى من خلال ردود فعلهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منذ أمس الأحد، حول المظاهرة ذات الأعداد التي لا تُذكَر، أمام السفارة السعودية بالقاهرة.
فسريعا ما تم تداول الخبر وانتقاد المظاهرة، مُتهمين الحكومة المصرية بالوقوف خلفها، للإساءة إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمملكة العربية السعودية.
كما أطلقوا هاشتاج بعنوان #ضد_الإساءة_للملك_سلمان
ومن ثم توجه "دوت مصر" بالسؤال للباحث في شؤون السياسة العربية والشرق الأوسط، عبدالعزيز الخميس، حول تلك الواقعة، والتي لا تُعد الأولى من نوعها، لمعرفة رأيه وتحليله لتلك الأعمال التي تهدف لشق الصف العربي.
وقال الخميس لـ"دوت مصر": "إننا كإعلاميين ومحللين سياسيين لا يجب أن نلتفت لمثل تلك الأشياء الصغيرة التي يقوم بها بعض المحسوبين على جماعة الإخوان، والأنظمة المُمولة لهم".
موضحا أن ما يزعج "الإخوان" الآن هو التقارب العربي الحالي، ووجود قوة عربية مُشتركة، وعقل عربي ينهض بالأمة، مما يجعلهم يركزون دائما على أي رأي أو تصرف يخالف التحالف الحالي، والتدخل العربي في اليمن.
وأضاف أنه هناك من يبدون تأييد للسعودية في اليمن، في حين أننا نعي تماما أنهم منزعجون من الوجود المصري، مما يدفعهم لمحاولات شق الصف المصري - السعودي، عبر "تويتر"، في حين أن صانعا القرار السعودي والمصري لا يلتفتان لمثل تلك الأعمال، ولا يقيما لها أي اعتبار، وقال: "العلاقة بين السعودية ومصر أكبر من هذه الأعمال الصغيرة".
وتابع: "نعرف تماما أن البعض في دولتي قطر وتركيا، ممن يريدون للأمور أن تظل في فوضى، دورهما يتوقف على غياب الدور العربي، والوحدة العربية، والتعاون العربي".
وأشار الخميس إلى علمه بالآراء المختلفة في مصر حول قضية التدخل العسكري في اليمن، وأنه مدرك بأنه ليس من الوارد قمع هذه الآراء، في حين يرى أهمية للإجابة على بعض التساؤلات حول التحالف العربي في اليمن، وإيضاح أنه ليس موجها للشعب اليمني، ولا ضد استقرار اليمن، ولكنه موجه ضد النفوذ الإيراني هناك، الذي يضر كلا من مصر والسعودية على المدى القريب والبعيد، وتساءل: "هل من المعقول أن نظل متفرجين على إيران، وهى تتحرك في المنطقة العربية، وأن لا يكون لدينا أي فعل حازم؟".
وقال: "عاصفة الحزم أتت للإجابة على ذلك ونرحب جميعا بها حتى الشعب اليمني، البعض يرونها كما هي، وآخرون يرونها قضية طائفية، أي صراع بين السنة والشيعة، في حين أنها في الواقع صراع بين العرب والفرس".
وعن تداول "الإخوان" أيضا فكرة الاختلاف بين الفكر السياسي المصري، والمملكة العربية السعودية، استشهادا باعتراض وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل، على ما جاء في خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي ألقاه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال القمة العربية التي عُقدت في شرم الشيخ خلال مارس/ آذار الماضي، أوضح "الخميس" لـ "دوت مصر" أنه لا يمكن أن يكون بين سياسي، وآخر تطابقا تاما في وجهات النظر، خاصة في القضايا المختلفة كهذه.
مُشيرا إلى أن مصر برئيسها وقيادتها وصانع قراراها السياسي، كثيرا ما أكدوا جميعا على الوقوف مع السعودية، ودول الخليج، لكن "الإخوان" لا يريدون أن يفهموا، أو يعوا الدرس جيدا، والذي يفيد بأنه لا يمكن تعطيل، أو إيقاف التحالف والتعاون السعودي المصري والعربي، وأن التعاون والعمل سيستمر.
وقال: "الإخوان أبعد ما يكون عن معرفة العروبة أو معنى الوطن، ولا يهمهم سوى العودة إلى الحكم، وهم من كان لهم علاقة جيدة مع إيران، ويتحالفون معها، وهو ما رأيناه في مواقف عديدة في ظل حكمهم".
وأكد خميس أن "الإخوان" سيفشلون في أهدافهم، لأن التيار الوطني الجاد كشف نيتهم في مصر وفي دول عديدة، فهم وراء الفوضى في سوريا، وليبيا، ومصر، واليمن. تلك الأخيرة التي بدأت بها الأزمة عندما تحرك الفرع الإخواني باليمن -حزب التجمع اليمني للإصلاح- وأشعا بالفتنة الطائفية هناك، ليصُب في صالح إيران.
وأخيرا، دعا "الخميس" إلى أهمية وقوف العرب جميعا في مواجهتهم، وعدم الاستماع لإدعاءاتهم، ومن يريدون أن يثبطوا الهمة العربية، وقال: "القومية العربية يجب أن تعمل على مواجهة هجوم إيران على العرب، والاتحاد ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية".