لم يكن المواطن الأمريكي من أصل يمني، جمال اللبني، يدري أن مغادرته مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى اليمن، قبل شهرين، ليطمئن على ابنته الصغيرة وزوجته الحامل، وليصطحبهما معه إلى الولايات المتحدة، ستضطره أيضا إلى مغادرة الحياة.

اللبني كان خارجا، وبرفقته ابن أخيه، من مسجد في مدينة عدن بعد أن أديا فيه الصلاة، إلا أن رشقا مفاجئا من قبل الحوثيين بقذائف الهاون قتله، الثلاثاء الماضي، ليسقط كأول قتيل أمريكي في النزاع الداخلي في اليمن.

تفاصيل مقتله
غير أن تفاصيل مقتل الأمريكي اليمني الأصل، اتضحت السبت الماضي فقط، وتطرقت إليها أمس، الأحد، محطة "KPIX 5" الأمريكية، ومنها انتقلت إلى بقية وسائل الإعلام، وأهمها أن مصدر القذف بالهاون كان "من المتمردين"، حسبما نقل إليها بعض أقاربه في كاليفورنيا، مشيرين بالوصف إلى "الحوثيين"، وفقا لموقع "العربية نت".

وذكر قريب للمجني عليه في أوكلاند، واسمه محمد العزاني، للمحطة، أن اللبني كان في اليمن لينقل منه زوجته وابنته البالغ عمرها عامين ونصف العام، ويعود بهما إلى كاليفورنيا، حيث يملك محطة وقود "لكن احتدام النزاع الداخلي المسلح منعه من العودة"، على حد تعبيره.

الاتصال الأخير
أما شبكة "CNN"، فنقلت عن أسرة اللبني في أوكلاند، أنه كان عائدا من المسجد ليلا "فاخترقت ظهره شظايا من قذائف هاون، وتوفي بعد دقائق"، مضيفة أنه أخبر أسرته بكاليفورنيا في آخر اتصال أجراه معها قبل يومين من مقتله "أنه ينوي عبور الحدود اليمنية إلى عمان، ومنها بالطائرة إلى مصر"، ويبدو أن العائلة اطمأنت، لأنها كانت قلقة عليه بعد أن أغلقت المطارات في اليمن، واستحال عليه السفر من أي منها، إلى أن فاجأها خبر مقتله.

والمحطة الأخيرة
وبحسب "العربية نت"، أضاف موقع "BulletinStandard" التابع لصحيفة "ديلي جازيت" الأمريكية، أن ابن أخيه، وعمره 14 عاما، قتل معه بشظايا الهاون.

ونشر الموقع صورة للبني مع ابنته، تم التقاطها بعدن كما يبدو؛ لأن كثيرين من الراغبين بالخروج فرارا من اليمن توجهوا إليها، آملين ركوب سفن تابعة لدول أجنبية، ورست لإنقاذ رعاياها بحرا، لكن اللبني قتل قبل أن يتمكن من ركوب أي منها.

معلومات متضاربة
إلا أن موقع "إب برس" اليمني، نقل معلومات مختلفة، بأن اللبني قتل في حي "خورمكسر" قرب مطار عدن الدولي، ناقلا عن مصادر بالخارجية الأمريكية، أن "المواطن القتيل هو رجل أعمال من ولاية كاليفورنيا، اسمه جمال صالح عبدربه اللبني، كان بزيارة خاصة لأقاربه في جنوب اليمن، ولم يتمكن من العودة إلى الولايات المتحدة بسبب توقف حركة الطيران"، ووصفته المصادر بأول ضحية أمريكية تعلم الخارجية الأمريكية بسقوطها منذ بدء عملية "عاصفة الحزم"، حسبما ذكر "العربية نت".