هل يشفي كامب ديفيد السعوديين من صدمة إيران؟
لم يلبث الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ينتهي من توقيع الاتفاق الإطاري الخاص بالبرنامج النووي الإيراني حتى رفع سماعة هاتفه ليبعث برسائل طمأنه إلى زعماء الدول العربية في الخليج، وليطلعهم على الاتفاق الإطاري مع إيران، مبديا حرص بلاده على أمن واستقرار دول الخليج العربي.
ولكن يبدو أن المكالمات الهاتفية لم تكن كافية، ما دفع الرئيس الأمريكي إلى دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للحضور إلى كامب ديفيد للتشاور بشأن ما تم التوصل إليه مع الغريم التقليدي "إيران" آواخر الربيع الحالي.
مخاوف
وحول موقف المملكة العربية السعودية ورد فعلها اتجاه الدعوة لحضور كامب ديفيد، أكد رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية، خالد بن حمد المالك، أن الدعوة جاءت بعد أن تم الاتفاق الإطاري بين أمريكا وإيران على الموضوع النووي لأن الاتفاق قد يكون على حساب أمن واستقرار المنطقة، ويبدو أن الرئيس الأمريكي حقق انتصار في الاتفاق الإطاري، ويريد أن يطمئن دول مجلس التعاون خلال اللقاء المباشر بأنه ليس هنا ما يتضمن إخلال العلاقات بين أمريكا ومجلس التعاون.
من جانبه، قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق، محمد عبدالله آل زولفة، إن توقيع الاتفاق الإطاري الخاص بالبرنامج النووي الإيراني جاء بعد فترة طويلة من المفاوضات والمناقشات، ما دفع الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، لوصفه بالاتفاق التاريخي، لكن هذا الاتفاق مازال يواجهه معارضة من الكونجرس والمعارضة الإيرانية، التي تراه أقل كثيرا ما كانوا يطمحون إليه.
أضاف، في تصريح خاص لـ"دوت مصر" أن من خرج يحتفل في شوارع إيران هم الفئة التي تضررت كثيرا من الحصار الاقتصادي، أما بالنسبة لدول الخليج العربي فهناك تخوف من الاتفاق، يتضح من خلال طمأنة أوباما لقادة هذا الدول خصوصا المملكة العربية السعودية، التي لا تطمئن لإيران وأنهم ستكف عن توسعاتها بالمنطقة.
وبسؤاله عن موقف دول مجلس التعاون الخليجي من دعوة أوباما، قال إن قادة هذه الدول ستدرس الدعوة في ضوء ما سيتم تسريبه من معلومات عن الاتفاق، مؤكدا أن الوقت وحده هو من سيحدد من سيحضر القمة.
قبول الدعوة
وأضاف "المالك" أن المملكة لم تعمل على بلورة الفكرة بعد، وحتى الآن لم نسمع عن ردود فعل لتلبية الدعوة حتى تتبين الأمور لأن هناك معارضة قوية داخل الكونجرس الأمريكي وهناك تساؤولات حول هذا الوضع وربما يأتي رد دول مجلس التعاون بالإيجاب أو التريث أو مزيد من الإيضاح لمغزى هذه الدعوة.
أكثر من مجرد نووي
فيما جاءت افتتاحية صحيفة عكاظ السعودية بأن نتائج الاتفاق يذهب لأبعد من ذلك حيث يؤثرعلى ملفات وقضايا ساخنة في المنطقة، ويطرح سلسلة من الأسئلة المشروعة مثل: كيف سيؤثر الاتفاق على سياسة إيران في المنطقة، أو ما هو تأثيره على القضية السورية، أو هل سيطلق يد إيران لزيادة نفوذها في العراق، إلى غير ذلك من القضايا التي تشغل أهل المنطقة وتجعلهم يفكرون في مستقبل علاقاتهم مع إيران بعد هذا الاتفاق الذي رفع عنها الحظر ويفتح الباب أمامها لتكون بلدًا مقبولا لدى الكثيرين في الأسرة الدولية.
اطمئنان
"من الانتصارات الكبيرة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فسياسة العقوبات التي انتهجها الغرب نجحت في دفع طهران لتقديم التنازلات"، هكذا رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبد الله الشايجي الاتفاق معربا عن تأييده للجلوس في كامب ديفيد.
وقال "إن الاتفاق شهد إنجازات وتنازلات من الطرفين واستخدام سياسة العصا والجزرة، وأكد أن المشروع النووي الإيراني يهدف لزيادة وزن إيران في المنطقة، بحسب ما جاء في لقاء متلفز له على فضائية الجزيرة.
واعتبر أن موافقة إيران على أكثر أنظمة المراقبة التي تفرضها وكالة الطاقة النووية صرامة، من الانتصارات الكبيرة لإدارة الرئيس أوباما.
ذهاب مصر
وحول دور مصر في الذهاب إلى كامب ديفيد، أشار الكاتب الصحفي السعودي، إلى أن الدعوة ربما تتسع إذا تم الاتفاق عليها من قبل دول الخليج مبدئيا لتشمل مصر والمملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدا على حرص مصر على سلامة المنطقة العربية.
وأوضح أن محاولات حثيثة بذلتها واشنطن، من خلال إرسال مبعوثين إلى المنطقة لطمئنة دول مجلس التعاون الخليجي بأن الاتفاق لن يكون على حساب دول الخليج.
عُمان تمتنع
بإعلان سلطنة عمان مباركتها للاتفاق المبدئي فأن مسقط تخرج من فوج كامب ديفيد، حيث قال وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، إن الإخفاق في التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي سيكون كارثة على المنطقة، إلا أن الاتفاق سيحقق السلام على الرغم من الخلافات السياسية التي لا تزال قائمة.
وأضاف بن علوي أن هناك من يفضلون السلام، ومن ثم كانت تجرى مفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الست، مضيفا أن على من يفضلون الحرب أن يكونوا مستعدين لتقبل خسائر فادحة بل كارثة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز الخميس.
وكانت سلطنة عمان وسيطا رئيسيا حين بدأت طهران وواشنطن محادثات سرية بشأن اتفاق نووي محتمل عام 2013.