التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:09 ص , بتوقيت القاهرة

تنظيم القاعدة باليمن.. "إن غاب القط العب يا فار"

تمكن حلف قبائل حضرموت، بحسب تقارير إعلامية، من استعادة السيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة الواقعة جنوب شرق اليمن، من تنظيم القاعدة، الذي استولى على المدينة قبل 3 أيام، وسط غفلة من الجميع، وفي ظل الفوضى التي أحدثها الحوثيون بسيطرتهم على البلاد.

مسلحو القاعدة استغلوا القتال الدائر بين الجماعات الحوثية المسلحة ووحدات الجيش المتحالفة معها والقوات والمسلحين القبليين المواليين للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في المعارك للسيطرة على عدن، ومحاولات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، ضمن عملية "عاصفة الحزم"، لوقف سيطرة الحوثيين على المزيد من المناطق في اليمن، ليعودوا للساحة من جديد، وسط مخاوف من سيطرتهم على مناطق أخرى.

سقوط المكلا
وأفادت تقارير استندت إلى شهادات مسؤولين وسكان محليين أن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة سيطروا على قاعدة عسكرية في مدينة المكلا، وقتلوا 5 جنود ونهبوا مخزنا للذخيرة، بعد يوم واحد من اجتياحهم لمعظم المدينة، حيث اقتحموا سجنها وأطلقوا سراح عشرات السجناء وأعضاء التنظيم الموجودين فيه بينهم زعيم محلي بارز.

فيما انتشرت صورة لأحد قيادات تنظيم القاعدة، وهو خالد باطرفي، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو داخل القصر الرئاسي بمدينة المكلا، التي كان مسجونا في سجنها المركزي، وقام تنظيم القاعدة بمهاجمة السجن وتحريره مع 200 سجين آخر.

للمرة الثانية
لم يكن ذلك هو الحدث الأول، ففي 30 سبتمبر/ أيلول عام 2013 اقتحم مسلحون تابعون للقاعدة مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المدينة ذاتها، متنكرين بلباس مدني وتتقدمهم سيارة ملغومة بالمتفجرات وقتل في العملية حوالي 12 جنديا، وسيطر المسلحين على المقر لـ3 أيام، قبل أن يستعيد جنود قوة مكافحة الإرهاب السيطرة عليه في 3 أكتوبر/ تشرين الأول.

قاعدة اليمن
تعرف باسم "جماعة أنصار الشريعة"، وهي جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، والذي ظهر في بدايات تسعينيات القرن الماضي لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية، ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم. 

قبل الثورة
في البداية، اقتصرت هجمات التنظيم على بعض العمليات الصغيرة التي تتم خلالها مهاجمة أشخاص غربيين باستثناء الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000 بخليج عدن، والذي أسفر عن مقتل 17 جنديا أمريكيا وإصابة 38 آخرين، قبل الهجوم على السفارة الأمريكية بصنعاء في سبتمبر/أيلول عام 2008، والذي أدى إلى مقتل 16 شخصا.

وتطورت عمليات التنظيم بعد ذلك، لتتمثل في محاولة الاغتيال التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف، في 28 أغسطس/آب عام 2009 بمدينة جدة، وتبنيه محاولة تفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، عندما كانت تقوم برحلة من أمستردام بهولندا إلى مدينة ديترويت بالولايات المتحدة قام بها النيجيري عمر الفاروق، قبل أن يتم إحباطها. 

وفي نهاية أكتوبر عام 2010 تم العثور في مطار دبي على طرود ملغومة في طائرة شحن متوجهة إلى الولايات المتحدة انطلاقا من اليمن، واتهمت واشنطن التنظيم بالوقوف وراء العملية.

بعد الثورة
وخلال فترة الثورة اليمنية، في عام 2011 تصاعد القتال بين الحكومة اليمنية وتنظيم القاعدة، عندما استغل مسلحوه الصراع المحتدم على السلطة، للسيطرة على معظم محافظة أبين وأعلنوا فيها إمارة في نهاية مارس/آذار، قبل أن تشهد الأشهر القليلة الأولى من عام 2012 موجة أخرى من العنف والقتال، سيطر المسلحون خلالها على مدن في جنوب غرب البلاد وسط معارك ثقيلة مع قوات الحكومة.

غير أن الجيش اليمني بدأ في 12 مايو/ آيار من العام نفسه، هجوما واسع لاستعادة جميع مناطق أبين الخارجة عن سيطرته، واستمر القتال أكثر من شهر وقتل خلاله 567 شخصا، بينهم 429 المقاتلين الإسلاميين و78 من الجنود، و26 من مقاتلي القبائل و34 مدنية، حتى نجح بعدها بشهر واحد من استعادة زنجبار وجعار، وإخراج المسلحين بعيدا بعد مواجهات عنيقة، وسقطت مدينة شقرة يوم 15 يونيو/حزيران بيد الجيش اليمني ومسلحي القبائل، وتراجع المسلحون إلى محافظة شبوة.

وفي العام التالي، شن الجيش اليمني هجوما ضد مسلحي جماعة أنصار الشريعة في محافظة البيضاء، وسط البلاد، وبخاصة منطقة رداع ومديرية ولد ربيع وقرية المناسح، بغرض استعادة المدن لسيطرة الدولة والإفراج عن 3 معتقلين أجانب لدى المسلحين بعد فشل محادثات وجهود وساطه مع المسلحين للإفراج عن المخطوفين.

التنظيم الآن
ويسعى التنظيم حاليا إلى التوسع في المزيد من المناطق، وإحكام سيطرته على مدينة وميناء المكلا، وهو أحد الموانئ الهامة جنوبي اليمن، مستغلا بذلك الصراع الدائر في البلاد، وعلى طريقة المثل الشعبي الشهير "إن غاب القط العب يا فار".