التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:36 م , بتوقيت القاهرة

حوار| أحمد فرج: "الثقوب السوداء" نتيجة علمية.. واتهمت بالإلحاد

أثار بحث (الثقوب السوداء) الذي ساهم فيه الدكتور أحمد فرج، الحاصل على الدكتوراة من جامعة ليثبريدج بكندا، ردود فعل واسعة، فهناك من اعتبر أن البحث يؤكد صحة دلائل وآيات وأحاديث قرآنية عن الكون، وهناك من رأى أنه دليل على فناء الكون.


يقول الدكتور أحمد فرج، إن بحثه ليس له علاقه بالأجسام والمخلوقات الفضائية أو وجود أكوان متعددة، مؤكدا أن الصحافة هي من روجت لذلك بحثا عن الإثارة.. عن "الثقوب السوداء"، وما أثاره ذلك البحث، كان لـ"دوت مصر" مع الدكتور أحمد فرج عبر البريد الإلكتروني، الحوار الآتي:


بداية.. من هو الدكتور أحمد فرج؟           


أنا أحمد فرج، حاصل على دكتوراة من جامعة ليثبريدج بكندا، وحاصل على دبلومة فيزياء الطاقة العالية من المركز الدولي للفيزياء النظرية بتريستا بإيطاليا، أعمل مدرسا بجامعة بنها وأستاذ مساعد زائر بجامعة ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة، أنتجت ما يزيد على ثلاثين بحثا في علوم الكونيات والجاذبية الكمية، وتم الرجوع لأبحاثي العلمية لما يزيد عن 620 مرة في المجلات العلمية المحكمة دوليا.  


ما هي نظرية "الثقوب السوداء"؟


بحثي متعلق بدراسة الثقوب السوداء الصغرى التي تنتج إذا ما كان هناك أبعاد إضافية عند المسافات الضئيلة والتي يمكن الوصول إليا إذا ما تم رفع الطاقة لتصل إلى 10 تيرا إلكترون فولت. 


وما هي جذور هذه النظرية؟


يبدأ الأمر من نظرية مهمة في الفيزياء تم اقتراحها في نهاية التسعينيات عن طريق العلماء: "ليزا راندال ورامان سندروم ونيما أركاني حامد ووديموبولس وديفالي"، هذه النظرية اقترحت وجود أبعاد مكانية إضافية، وذلك لحل مشكلة التدرج في الفيزياء وأيضا محاولة لفهم الجاذبية عند المسافات الضئيلة والطاقات العالية لينك.


وكيف كان رواج هذه النظرية على المستوى العالمي؟


لاقت النظرية نجاحا كبيرا على المستوى العالمي، وتم الرجوع لهذه النظرية آلاف المرات في أبحاث عديدة منذ نهاية التسعينيات حتى الآن، إضافة إلى أن النظرية تنبأت بأنه إذا ما وُجدت أبعاد مكانية زيادة على الثلاثة أبعاد مكانية المعروفة فإن هذا كفيل بخلق ثقوب سوداء عند طاقات يمكن الوصول إليها إذا ما عمل المصادم الهادروني الكبير.


وكيف يمكن كشف هذه الثقوب؟


الثقوب السوداء الضئيلة يمكن كشفها عند حدود طاقة 1 تيرا إلكترون فولت حتى 4 تيرا إلكترون فولت، لاحقا تم تشغيل المصادم الهادروني الكبير وتم عمل تجارب للكشف عن الثقوب السوداء الصغرى حتى طاقة (7) تيرا إلكترون فولت، لكن لم يتم إيجاد شيء يدل على وجود تلك الثقوب السوداء الضئيلة مما يعني أن نظرية الأبعاد المكانية الزائدة تحتاج لتعديل التجربة ومن هنا جاءت فكرة بحثنا.


ما هو مصادم الهيدرونات الكبير؟ 


هو معجل للجسيمات وهو يعتبر الأكبر في التاريخ البشري والمقرر له أن يصل لطاقة لم يصل لها الإنسان من قبل لمعرفة قوانين الفيزياء عند الطاقات  العليا.


وما هو الجديد في بحثكم؟


 ما اقترحناه في بحثنا الجديد هو أخذ التأثيرات الكمية للجاذبية الكمية عن طريق اعتبار جاذبية قوس قزح في الدراسة مع الأبعاد المكانية الزائدة، فعندما اعتبرنا تلك التأثيرات وجدنا أننا نحتاج على الأقل لطاقة تبدأ من حوالي 10 تيرا إلكترون فولت أو ما يزيد، علما بأن المصادم الهادروني الكبير عند إعادة تشغيله فإنه سيصل إلى طاقة 14 تيرا إلكترون فولت ما يعني أنه سيخبرنا إذا ما كان من الممكن اكتشاف ثقوب سوداء صغرى أم لا، وبالتالي بإمكانية وجود أبعاد مكانية زائدة عند المسافات الصغيرة أم لا.


وكيف استقبل الإعلام أو الصحف العالمية بحثكم؟


تم إلقاء الضوء على نتائج بحثنا في معظم الصحف العالمية وبلغات عديدة من ضمنها الديلي ميل والتليجراف وأيضا المواقع المتخصصة في الفيزياء كموقع phys.org، و sciencealert وغيرهما من المواقع الشهيرة.


وكيف تستطيع هذه الثقوب جذب النجوم إليها وتفتيتها؟


الثقوب السوداء الصغرى ليست لها علاقة بالنجوم، إنما توقع عدد من بحوث العلماء منها بحثنا عن احتمالية إنتاجها في المصادم الهادروني الكبيير وهي ثقوب سوداء صغرى وفقا للنظرية فإنها تتلاشى بمجرد تكوينها. 


وما هو التأثير الذي ينعكس على العالم بعد انجذاب النجوم وتفيت ضوئها في الثقب الأسود؟


ليس هناك علاقة بين بحثنا وانجذاب النجوم. 


البعض يرى أن هذه النظرية لها امتداد في القرآن أو أنها تفسر ألغازا في القرآن الكريم أو السنة النبوية.. كيف ترى ذلك في ضوء البحث؟


هذا قمة العبث، لا مجال لمقارنة بين النتائج والنظريات والتي هي متغيرة كل يوم وبين الأديان، المنهج العلمي يتطلب الشك، إنما الأديان هي عقائد لمن يومن بها ليس الشك من أساسها؛ لهذا ليس هناك وجه مقارنة بين النظريات العلمية والأديان، ومجرد عقد مثل هذه المقارنة هو نوع من العبث والدجل.


بعض الصحف تداولت أن هذا البحث يؤكد أن هناك أكوانا مختلفة وبشرا مختلفين في أماكن مختلفة.. كيف ترى ذلك؟


هذا أيضا نوع من أنواع  العبث وتفسيرات عبثية من صحافة لا تمت للعلم بصلة. 


هل سبق أن اتهمك أحد بسبب بحثك بالتضليل أو وصل إلى حد التكفير؟


 نعم.. في بحثي الأخير مع العالم الكندي بروفيسور سوريا داس والذي عالجت فيه متفردة الانفجار العظيم باقتراح دمج بين النسبية العامة ونظرية الكم عن طريق استخدام المسارات الكمية المقترحة بواسطة العالم الأمريكي "بوهم"، كانت نتيجة بحثنا أن الكون أزلي لا بداية له، عند هذا الأمر تم اتهامي من أحد رجال الدين السعوديين بالإلحاد، وجاءتني عدة رسائل تقول إنني اعتديت على الدين، رغم عدم معرفتهم بمبادئ العلوم الأساسية، وهنا أقول مرة ثانية إنه من العبث وضع مقارنة بين العلم والدين. 


ولماذا سافرت إلى الولايات المتحدة؟ هل رفضت مراكز الأبحاث في مصر الاهتمام ببحثك؟


إنني في الولايات المتحدة في زيارة محددة المدة، وفي الواقع أنا أمارس أبحاثي في مصر بمنتهى الحرية.