عبد الله صالح ونجله.. في الأزمات "اجري على السعودية"
ما أشبه اليوم بالبارحة؛ فرغم من مرور أكثر من 4 سنوات، على ذكرى انطلاق ثورة الشباب اليمنية، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إلا أن المفردات على الساحة اليمنية، تعيد تكرار نفسها، فعندما أصبح "صالح"، في مأزق إبان ثورة الشباب، لجأ إلى المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز آنذاك، والذي ساهم في انتقال السلطة في اليمن، عقب توقيع المبادرة الخليجية في الرياض.
واليوم، بعد تغير المشهد على الساحة اليمنية، لجأ نجل صالح للمملكة، ليجد مخرجا له ولأبيه، قبل ساعات من بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تشنها 10 دول عربية بقيادة سعودية ضد مسلحي الحوثي والقوات الداعمة لها من رجال صالح ونجله، ليرفعا شعار "في الأزمات السعودية هي الحل".
"صالح" في السعودية
عندما بدأت ثورة الشباب في اليمن، مطلع عام 2011، وعقب اشتداد وهج التظاهرات المناهضة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقيام بعض العناصر المعارضة بقصف قصره في العاصمة اليمنية صنعاء، توجه صالح إلى الرياض، يونيو من عام 2011، للعلاج من الإصابات التي تعرض لها.
بعد أن تلقى عبد الله صالح علاجه، حاول مجلس التعاون الخليجي، برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين آنذاك، التوسط في الثورة الشبابية، وصياغة مقترحات عديدة لانتقال السلطة، ومنح صالح حصانة من المحاكمة المحلية والدولية على أحداث العنف التي شهدتها اليمن.
أشار صالح، آنذاك، أنه سيغادر السلطة بعد شهر من توقيع المبادرة الخليجية التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات، رغم رفض المتظاهرين للصفقة، منتقدين الأحكام التي تمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية والتي تطلب من المعارضة للانضمام مع صالح ووزرائه في حكومة وحدة وطنية، واتفق زعماء المعارضة في نهاية المطاف على التوقيع على المبادرة.
على خطى أبيه
عقب 4 سنوات، تغير المشهد كثيرا على الساحة اليمنية، فعقب تولى هادي منصور رئاسة البلاد، وتمكن جماعة الحوثي من السيطرة على العاصمة صنعاء ومحاصرة هادي، أصبح عبد الله صالح، في معسكر الحوثيين، وبدأ في مساندتهم لبسط سيطرتهم على مقاليد الحكم في اليمن، لتتدخل 10 دول عربية، متصدية للزحف الحوثي بدعم من مسلحي صالح ونجله.
ونشرت "قناة العربية"، معلومات تفيد أن ابن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كان في الرياض قبل ساعات من عملية عاصفة الحزم، بعد أن طلب اللقاء مع المسؤولين السعوديين، والتقاه وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي هذا اللقاء عرض أحمد علي عبدالله صالح مطالبه ووالده، مقدما عدة تنازلات مقابلها.
قبل يومين من إطلاق الملك سلمان إشارة بدء عملية عاصفة الحزم، التي تهدف إلى دعم الشرعية في اليمن، وصل نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح إلى الرياض بعد أن طلب لقاء القيادة السعودية، وفي استقباله كان الفريق أول ركن يوسف الإدريسي نائب رئيس الاستخبارات السعودية، لينتقلا إلى مكتب وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.
جلس الأمير محمد بن سلمان مستمعا إلى فحوى ملفين جلبهما ابن صالح لعرضهما على السعودية، الملف الأول احتوى على مطالب صالح ونجله، أولها رفع العقوبات المفروضة على والده من قبل مجلس الأمن الدولي في وقت سابق، والتي شملت منعه من السفر، وجمدت أصوله المالية، ومنعت الشركات الأميركية من التعامل معه.
مطالب صالح ونجله لم تقف عند هذا الحد، بل طالب بوقف ما وصفها بالحملات الإعلامية التي تستهدفه ووالده، عندها أغلق ملف الطلبات، ليفتح الملف الآخر الذي تعهد فيه نيابة عن والده في حال تحقيق المطالب بعدة أمور، يأتي في مقدمها، الانقلاب على التحالف مع الحوثي، وتحريك خمسة آلاف من قوات الأمن الخاصة الذين يوالون صالح لمقاتلة الحوثي، وكذلك دفع مئة ألف من الحرس الجمهوري لمحاربة ميليشيات الحوثي وطردهم.
نجل صالح يفشل
تغير الموقف السعودي، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزير، من نجل صالح، عن موقف الملك عبد الله من والده، وجاء الرد السعودي حاسماً وقوياً، برفض عرض صالح ونجله، حيث أكد الأمير محمد بن سلمان على ألا مجال للاتفاق لكل ما طرحه ابن الرئيس السابق، مشدداً على أن السعودية لا تقبل سوى الالتزام بالمبادرة الخليجية التي تم الاتفاق عليها من كل الأطياف اليمنية، وضرورة عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن من العاصمة صنعاء، محذراً في الوقت عينه من أي تحركات تستهدف المساس أو الاقتراب من العاصمة المؤقتة عدن، معتبراً ذلك خطا أحمر.