التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 07:43 ص , بتوقيت القاهرة

مصر وسوريا علاقة طويلة بين الاتحاد والقطيعة

لم تكن العلاقات بين الجانبين المصري والسوري دائما كـ"شهر عسل" على مدار تاريخها، بل شاب العلاقات بعض التوتر صحبها وحدة مشتركة ثم قطع علاقات بين البلدين.


ولم يكن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على مسؤولية مصر التاريخية تجاه سوريا، سوى فصلا جديدا على عمق العلاقات بين البلدين وأهميتها.
 


فالبداية كانت عام 1958 حينما دخلت مصر في وحدة عربية مع سوريا وتنازل على أثرها الرئيس السوري شكري القوتلي، عن رئاسة سوريا للرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأصبح اسم التحالف الجمهورية العربية المتحدة، واختيرت القاهرة عاصمة.
 


واشترط عبد الناصر على رئيس الأركان السوري "عفيف البزري"، أن يكون هو الزعيم للدولة الجديدة المتحدة، ويتم حل كل الأحزاب السورية، بالاضافة الى  عمل استفتاء شعبي في البلدين على الوحدة التي استمرت 3 سنوات.
 


وأدى إصرار "عبد الناصر" على تطبيق قوانين تحديد الملكية، والإصلاح الزراعي على إقطاعي سوريا إلى تفكك الوحدة، واتهمت مصر وقتها بتسريح كبار ضباط الجيش السوري ليحكم الجانب المصري قبضته على القوات المسلحة للبلدين.
 


عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة العربية. 



 في عام 1971 دشنت دول ليبيا وسوريا ومصر، اتحاد الجمهوريات العربية، وتم توقيع اتفاقية في بنغازي بليبيا في عهد الرئيس محمد أنور السادات، ولم تستمر تلك الوحدة طويلا أيضا، بيد أن التعاون العسكري بين البلدين لم ينقطع، ولا سيما أثناء حرب 1973، حيث تعاون البلدين على دحر العدو الإسرائيلي.
 


عقب النصر في 73 رفض الرئيس السوري وقتها حافظ الأسد تفرد الرئيس السادات بالتفاوض مع الجانب الاسرائيلي، وتحول الخلاف إلى قطيعة عربية لمصر أثر توقيع "السادات" لاتفاقية كامب ديفيد، الأمر الذي أثار حفيظة العرب جميعا.
فيديو السادات يهاجم سوريا 



مع تولي مبارك مقاليد الحكم في مصر خلفا للسادات، تحسنت تدريجيا العلاقات المصرية السورية، وحدث تعاون تجاري بين البلدين في مجالات الزراعة والصناعة.


مع تولي بشار الأسد الحكم خلفا لوالده حافظ السد، دخلت العلاقات مرحلة من الفتور، واقترب "الأسد" الابن أكثر من إيران، ولعبت مصر دورا في تجنيب سوريا حربا مع تركيا بسبب خلافهم على هضبة الجولان، ونجح الجانب المصري في دعم الرئيس بشار الأسد ضد أمريكا وإسرائيل.
 


وعقب ثورة يناير وتولي محمد مرسي الحكم أعلن قطع العلاقات مع سوريا وداعمه للجيش السوري الحر، فاتحا علاقات تعاونية معه.
 


ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم وقفت مصر على خطى ثابتة من سوريا، وفتحت مصر أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب الدائرة هناك.
 


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال في خطابه أثناء افتتاح أعمال القمة العربية، إن أزمة سوريا أصبح يتألم لها الضمير العربي، وأن مصر تنظر بقلق إلى الأوضاع في سوريا، ولا تزال تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين، الأولى دعم تطلعات الشعب السوري، والثانية التصدي للتنظيمات الإرهابية المنتشرة.