التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:57 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| "جواد": القوة العربية ضرورة ويمكن خروجها بـ"من حضر"

بدأت تحضيرات القمة العربية الذي يرأس أعمالها الرئيس عبدالفتاح السيسي السبت، حيث تبحث عدد من الموضوعات والملفات العربية الشائكة من بينها موضوعات صيانة الأمن القومية العربي، والدعوة بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لمكافة الارهاب.


"دوت مصر" التقت السفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشئون السياسية بجامعة الدول العربية في حوار خاص للتعرف على أهمية القوة العربية المشتركة وآلية وجودها على الأرض، إضافة إلى الموقف حال وقفت دولة أو أكثر في مواجهة خروجها للنور.


كما أشار جواد إلى إمكانية أن تجري خلال أعمال القمة أيضا جلس للمصالحة المصرية القطرية، لافتا إلى ان الجهود بدأت من العام الماضي، وكان مأمول أن يطلق على قمة الكويت قمة المصالحة العربية، وهو مالم يجري، معبرا عن أمله أن يتحقق بشرم الشيخ هذه الدورةً وأن تدرك قطر حق مصر في صيانة حقوقها المشروعة.


حوار دوت جاء قبل التحركات الجارية في اليمن في الوقت الراهن، الا أنه بحث عدد من الأمور المتعلقة بالمواقف حول اليمن، فإلى نص الحوار:


ما المأمول عربيا من  قمة شرم الشيخ العربية والتي تنعقد في ظروف عربية متأزمة؟


نحن نتوقع أن تكون قمة شرم الشيخ قمة استثنائية، وقمة قرارات فعلية وفعالة، خاصة وأن مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا، وبدأ في إجراء اتصالات موسعة مع القادة العرب بغرض إنجاح هذه القمة.


أيضا فإن الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية حاليا أصل في بعض الدول مثل سوريا وليبيا واليمن وموضوعات الإرهاب الذي تعاني منه الأمة العربية والعالم أجمع خاصة تنظيم " داعش"، وكذلك موضوع الأمن القومي العربي، واستراتيجية الأمن العربي ومكافحة الإرهاب، فكل هذه الطبع في موضوع واحد إضافة إلى إحتمالية تشكيل قوة عسكرية "قوة حفظ سلام وتدخل"، قد تكون ضمن سياق قد يتفق عليه، ويبحث كيف تشكل، أين مقر هذه القوة، من يرأسها، فهناك أفكار لازالت لم يتفق عليها، وهي لم تناقش في اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين وتم رفعها الى وزراء الخارجية لبحثها.


ولكن هل مسألة القوة العربية مطروحة على جدول الأعمال بطلب من مصر؟


هو كان سابقا مطروح من أكثر من دولة، العراق كان من بينها، وصدر به قرار من مجلس الجامعة فيما يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب تم تكليف الأمين العام بتقديم دراسة وتوصيات الى مؤتمر القمة في هذا الاتجاه، ولكن دخلت مصر على الخط خاصة بعدما جرى من زجريمة قتل مروعة للمصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي، إضافة لما يجري في سيناء ومناطق أخرى في مصر، فدخل الرئيس المصري بقوة لتصبح هذه القوة مسعى مصري إضافة إلى مسعى الدول العربية، وهو مسعى قوي كونه صادر من رئيس أكبر دولة عربية هي مصر.


هل ستخرج القمة بالفعل بتشكيل هذه القوة أو إقرارها؟


أنا لست واثقا من القرار الذي سيصدر، ربما نعم، وربما لا.


هل من دول قدمت ملاحظاتها حول هذا الطرح للجامعة العربية؟


لا؛ بل إنها كلها أمور ومناقشات تدور بين الدول هناك أفكار كثيرة لكن حتى الآن فإن هذا الأمر لم يناقش في إطار الجامعة العربية بشكل صريح لحساسيته، فهناك العديد من التساؤلات حولها، فهل تتدخل بدون طلب من الدولة أو بطلب منها، كم قوام القوة، ومن يقودها، ومن يمولها، وما هي الدول المعرض لأن تتدخل فيها هذه القوة، وهل تنجح فعلا في أن تدخل في معركة مع الإرهاب أو مع قوى أخرى، وهذه كلها أمور حقيقة لابد ان تبحث بشكل صريح وموضوعي بين الدول العربية من أجل التوصل إلى شيء فعال، فلدينا فعلا مجلس السلم والأمن العربي لم يفعل، وكذلك اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وبالتالي فإذا أردنا تفعيل الإتفاقية الأخيرة فعلا بان تكون كل الدول العربية متضامنة عندما يحصل اعتداء على اي دولة منها، فلابد أن نخرج بشيء قابل للتنفيذ والتطبيق على ألا تجري أية حساسية أو شك في تشكيل هذه القوة.


وأنا شخصيا أجد هذه القوة العربية مهمة جدا، خاصة في الوقت الراهن، كما أن هناك كيانات سبقتنا لذلك، وأنا أرى بان الاتحاد الافريقي ليس أفضل من الجامعة العربية ليكون له قوة شبيهه بقوة الاتحاد الافريقي التي تدخلت في مواقع وحصلت على نتائج مميزة، فلماذا لاتقوم الدول العربية أيضا بدور في ذلك، بل ان لدينا أيضا تجربة في مجلس التعاون الخليجي، ممثلة في درع الجزيرة والتي أستخدمت في بضع حالات، وبالتالي فمن الممكن للتجربة بأن تطبق.


هل الخروج بهذه الاتفاقية يتطلب عدد معين من الموافقات من جانب الدول؟ أو بمعنى آخر هل يعطل رفض دولة أو دولتين أو أكثر إقرار هذه القوة؟


نحن في أي اتفاقات عربية الدولة التي ترفض الاتفاق لا تنضم له، وبالتالي تصبح الفعالية ضمن الدول الموافقة فقط، وهذا ما يضعف الموضوع، ونحن نرغب دائماً أن يكون القبول جماعي، فنحن نريد موافقة جميع الدول العربية وأن تكون أعضاء في هذه الآلية.

لكن مرة أخرى هل يعطل رفض دولة أو دولتين هذا الأمر؟


لا؛ قانونا لا يعطل، فإذا رغبت الدول أن تشكل القوة من قبل الدول الموافقة فهذا الأمر لابأس أن يجري، لكن دائماً الأفضل بأن يجري التوافق بين الدول العربية كلها، لكن في النهاية فإنها يمكن أن تعلن (بمن حضر).


اليمن والوضع المتأزم فيها مدرجة على جدول أعمال وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم الخميس، في مقدمتها  والسؤال عن طبيعة مشروع القرار الذي تم رفعه إلى الوزراء وآلية التعامل العربي مع الأزمة اليمنية؟


اليمن شهد عدد من الاتفاقات من بينها المبادرة الخليجية، وصولا لاتفاق السلم والشراكة، لكن جرى ما جرى ورأينا الحوثيين وقد خرجوا على هذا الاتفاق حتى أصبحنا اليوم في مأزق في اليمن، وهو وجود حكومة شرعية خارج العاصمة في عدن وقوة عسكرية ومدنية في صنعاء وحقيقة فإننا كان هناك من يرغب في ن يكون هناك رسالة شديدة اللهجة إلى الحوثيين، قد كان قرار المندوبين الذي عقد الثلاثاء في هذا الاتجاه، حيث يتضمن مشروع القرار المطروح إدانة شديدة للهجة إلى الحوثيين مع اعتبارهم انقلابيين على الشرعية الممثلة في الرئيس هادي بالتالي يطالبون الكل بالتكاتف لإيجاد حل على وفق ما تم الاتفاق عليه في مبادرة مجلس التعاوناتفاق السلم والشراكة لكن برسالة قوية حقيقة.


هل سيشارك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في أعمال القمة العربية؟


نعم سيشارك وسيطرح رؤية كاملةوبالتفصيل حول ما يمر به اليمن الآن.

حضوره للقمة يعني رسالة عربية وتأكيد على الدعم العربي له؟


مجلس الأمن أولا أصدر قرار والجامعة العربية سبق أن أقرت وأكدت على شرعية هادي وانه الرئيس الشرعي المنتخب ولذلك تمت دعوته للقمة لالقاء كلمة باسم اليمن.


على صعيد العلاقات العربية- العربية المتأزمة، هل سيكون هناك لقاءات أو اجتماعات من أجل إعادة اللحمة بين الدول التي تشهد خلافات فيما بينها؟


أهم شيء في اجتماعات القمة هي الحوارات التي تأتي على هامش المؤتمر، ونحن العام الماضي في الكويت كنا على وشك تسميتها " قمة المصالحة العربية" لكن لم يحدث ذلك.


وما السبب؟


ما حصل هو أنه كانت هناك جلسة مغلقة للقادة فحسب من أجل التشاور والتصالح، لكن وكما هو معروف فإن ذلك أمر متروك للقادة، أنفسهم، ولم يحدث ذلك.


وكانت الجلسة تحديدا من أجل مصر وقطر؟؟


لا؛ بل كانت هناك خلافات أخرى بين بعض الدول وبعض الأجواء أحيانا لم تكن خلافات، لكن جرى حالة عدم ارتياح وانسجام بين الدول العربية، لكن في الأساس مؤتمرات القمة تجري بين الرئيس ونظراءه وليست مجرد الجلسة التي يجري فيها إلقاء الكلمات، لكن الغرض الأساسي من هذه القمم هو هذه اللقاءات والاجتماعات المغلقة بين القادة.


والحقيقة فإن أخوة العرب تجعلهم يتصالحون بسرعة وسهولة حال توافرت الرغبة والحقيقة فإن القمة مناسبة هامة جدا من أجل أن يلتقي هؤلاء الزعماء يما بينهم ويناقشوا بكل صراحة ما يحصل في هذه المنطقة .


إذا على ترى بأن قمة شرم الشيخ ستخرج بمصالحة مصرية قطرية؟


مسألة المصالحة كانت ولاتزال مطروحة، تولاها الراحل الملك عبدالله، كما تبناها مجلس التعاون الخليجي كما تبناها أيضا فيما بعد الملك سلمان، كما ان الدول العربية الأخرى لاتريد أن يكون هناك خلاف بين مصر وأيه دولة أخرى، كما أن قطر هي دولة عربية تحترم أيضا وبالتالي فإنه من المصلحة أن تكون هناك مصالحة.


ونأمل الخير في هذا الأمر خاصة أن مصر لتطالب بشيء غير حقوقها ونحن لا نريد بهذا المجال ان نتكلم عن قطر، لكن عليها أن تفهم المصالح العربية أين تكون لكن  الحقيقة التي لابد من الوصول إليها هو أنه الجدوى من المشاحنة. ونأمل ان تكون القمة مناسبة للاتفاق و للمصالحة  بين الأشقاء.