حوار| منسق القبائل المصرية الليبية: مالناش كلام مع داعش
بعد زيارة رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، لمحافظة مطروح الأسبوع الماضي، والتي شملت مدينة السلوم، ومنفذها البري مع ليبيا، والذي أدى غلقه إلى التأثير على الوضع الاقتصادي بالمحافظة، التقت "دوت مصر" منسق عام العلاقات المصرية الليبية لشؤون القبائل، العمدة سعيد مصيبع أبوزريبة، الشهير بالعمدة طربان، لمعرفة المزيد عن العلاقة بين القبائل المصرية والليبية بعد الأحداث الأخيرة، ورصد أوضاع مدينة السلوم في ظل غلق منفذها البري أمام الراغبين في الذهاب إلى ليبيا، ولاسيما التجار.
كيف تحركتم أثناء الأزمة المصريين في ليبيا الأخيرة؟
بالنسبة لي كمنسق للعلاقات المصرية الليبية لشؤون القبائل، دورنا هو التواصل مع نظرائنا من عواقل ومشايخ الجانب الليبي، لما تربطنا بهم من صلة دم وقرابة، وتابعنا أحوال المصريين أول بأول، فنحن وليبيا شعب واحد، فأمن مصر هو أمن ليبيا، وأوصينا نظيرنا منسق العلاقات الليبي، بحسن معاملة المصريين، وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم حتى الوصول إلى معبر السلوم البري.
هل شاركتم الحكومة المصرية في مفاوضات إرجاع عودة السائقين المختطفين أو الصيادين من ليبيا؟
لا، صلاحياتنا ومفاوضاتنا مع القبائل، وليس لنا علاقة بهؤلاء -مشيرًا إلى داعش- فشاركنا في حل أزمات سابقة كحجز شاحنات مصرية في إجدابيا وسرت، وتواصلنا مع الحكماء منهم، واستمعنا إلى مطالب المحتجزين، وفي المشكلة الأخيرة، لم نتمكن من لعب دور الوساطة مع هؤلاء.
وما هي تفاصيل مفاوضات الأزمات التي شاركتم في حلها؟
تواصلنا مع اللجان الشعبية، والحكماء الموجودين في المنطقة، التي توجد فيها الأزمة، والذين بدورهم تحركوا لإيجاد وفاق لحل المشكلة.
وما أصعب الأزمات التي واجهتموها مع الجانب الليبي؟
لا أستطيع أن أقول أن هناك صعوبة في حل أزمة، ولكن أزمة حجز الشاحنات المصرية كانت أصعبهم، بسبب حجز الشاحنات لأكثر من 20 يوم في إجدابيا، ما تسبب في حجز السائقيين المصريين الذين كان بينهم مرضى ونفذ علاجهم وأموالهم، ولم يستطيعوا البقاء في ليبيا، وتوسطنا تحت إشراف المخابرات الحربية المصرية وأعدنا الشاحنات والسائقين المصريين.
كيف كان لقاؤكم مع الرئيس السيسي، في زيارته الأخيرة للمنطقة الغربية؟
جاء الرئيس السيسي ليلتقي أبناءه من القوات المسلحة بعد الأحداث الأخيرة، وأثناء الضربة الجوية، وطلب لقاءنا باعتبارنا عواقل السلوم، ليشكرنا ويشكر قبائل محافظة مطروح على حسن تعاوننا في جميع المجالات، سواء في معاونة الأمن أو تسليم السلاح.
ما هي أوجه التعاون بينكم وبين القوات المسلحة في الفترة الأخيرة؟
القوات المسلحة وعواقل السلوم نسيج واحد، فنحن وهم حراس للبوابة الغربية لمصر، وبيننا تعاون تام في جميع المجالات.
ما هي أوجه المساعدة التي استقبلتم بها العائدين من ليبيا؟
أمددنا يد المساعدة، وأعلنا أن بيوتنا مفتوحة أمام أي عائد يحتاج أي شيء.
ما هي أكثر المواقف الإنسانية التي أثرت فيكم في قضية العائدين من ليبيا؟
أكثر موقف لم نره في حياتنا من قبل، وأثر في قلوب جمبع المصريين، هو مشهد ذبح الـ21 مصريًّا، "حاجة مترضيش أي دين"، فهذا عمل إرهابي أسود.
ولماذا لم تستطيعوا التدخل لحل هذه الأزمة بعينها، مثلما تدخلتم لحل أزمة شاحنات السائقين المختطفين؟
هناك عدة أسباب، أولها؛ أن من قاموا بهذا العمل الإرهابي حتى الليبيين وكبار العواقل ليس لديهم سيطرة عليهم، فحتى هم يعانون منهم، ويواجهون أخطارهم، والسبب الثاني؛ أن ما حدث خارج نطاق العادات والتقاليد، والعرف السائد في ليبيا والسلوم، فالأمر ليس له عرف أو قانون يقوم بضبطه "عالم شكل تاني، الله أعلم ملتهم فين".
هل مشكلة غلق منفذ السلوم أمام أهالي المدينة المعتمدين في معيشتهم على التجارة البينية مشكلة وقتية قريبا ستحل، وإذا لم تحل فما هي البدائل الاقتصادية التي سيلجأ إليها أهل البلد؟
موقعنا الجغرافي يحده بحر وجبل، وبناء عليه أهالي السلوم والمنطقة الغربية يعتمدون كليًّا على منفذ السلوم، حيث التجارة بالسلع المصرية أو استيراد سلع ليبية، وكلها تجارة نظيفة، إلا أن منفذ السلوم منفذ سياسي قبل أن يكون اقتصادي، وذلك من منطق "أهالي السلوم يمشوا قدام عينك أحسنلك"، وحاليًا البطالة انتشرت بين الشباب، وهم يعرفون كافة الطرق والدروب، ومعرضون للضعف أمام أي إغراءات، فبكل بساطة يمكنهم عبور الجبل إلى ليبيا وتهريب أي ممنوعات، لذلك نحن نطالب الجهات المسؤولة، بتنمية المنطقة الغربية الحدودية، باعتبارها أمر واجب.
هل ترى نية للحكومة في إيجاد بدائل لحل أزمة غلق منفذ السلوم في المستقبل القريب، كافتتاح منطقة حرة، أو إيجاد مصادر رزق آخر؟
طالبت كثيرًا، وتحدثت إلى العديد من المسؤولين، ولدي أمل كبير في المحافظ الجديد الذي يتفهم أوضاع منطقة السلوم وقبائلها تمامًا بسبب عمله السابق رئيسًا للمخابرات الحربية في المنطقة، فلابد من توفير فرص عمل للشباب، ويمكن السماح بالذهاب إلى المناطق الآمنة بليبيا، والتي تمتد إلى طبرق.
فلماذا لا يسمح للسيارات نصف النقل المصرية بنقل بعض الفواكه والمعلبات والبنزبن لحل الأزمة، وجلب بعض السلع التموينية من ليبيا، فهذا يساعد على رواج العمل وتنشيطه من خلال 5000 آلاف سيارة تدفع الضرائب وعاطلة عن العمل، نحن لا نعترض على القرار السيادي بغلق المنفذ، ولكن يجب أن يكون هناك مصدر رزق.
إذن أنت في انتظار رد من الجهات السيادية بشأن فتح المنفذ؟
وضع أهالي مدينة السلوم لا يخفى على أحد من المسؤولين، فالأجهزة الأمنية متفهمة تمامًا أن مصدر العيش الوحيد لهم هو المنفذ، ونحن متفهمون ظروف الدولة وحالها، وليس بإمكاننا المطالبة بأي شيء الآن، ولكن نريد نظرة من مسؤولي الدولة لتحريك الوضع وتنشيطه بأي شيء.
يقال أنه على الرغم من إقامة محطة تحلية مياه بالسلوم، إلا أن الأهالي لا يستخدمونها للشرب، فماذا ردك؟
حسب علمي فإن مياه محطة التحلية بالفعل غير صالحة للاستخدام الآدمي، وأطالب المسؤولين أن يتابعوا التقارير أول بأول، لأن هذا الأمر متعلق بحياة البشر، وإذا استمر الوضع هكذا فأمراض كثيرة ستنتشر مثل، الفشل الكلوي وغير ذلك.
هل تستخدمها في منزلك؟
نستعملها، ولكن في الشرب نستخدم مياه الآبار، أو ما تسمى بـ"مياة السماء".
ما تعليقك على مستشفى السلوم العام غير المجهزة، والخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة للأهالي؟
صفر.. مستوى الصحة والتعليم بالسلوم صفر، فالخدمات التي تتحدثي عنها عبارة عن نقطة إسعاف وليست مستشفى، ولكننا سمعنا بمستشفى السلوم العام، ونأمل أن يكون ذلك صحيح، ويقال أنه سيتم تخصيص 15 مليون جنيه لإعادة بنائها وتجهيزها، فالمستشفى القديمة آيلة للسقوط.
ما الكلمة التي تود توجيهها لأهالي السلوم، وكبار المسؤولين فيها؟
أريد أن أقول لقبائل السلوم أن الذي يمهنا في المقام الأول الأمن القومي، وتأمين حدود مصر الغربية، فكل منا مسؤول عن ذلك، أما المسؤولون فأقول لهم؛ عليكم تنمية المنطقة الغربية، وهذا أمر واجب.
التقينا برئيس جمعية الصيادين بالسلوم، وعرض علينا العديد من المشاكل، فما رأيك؟
مشكلة الصيادين الأساسية هي منعهم من الصيد ليلًا لدواعي أمنية، منعًا لحوادث التهريب، كما أن الجرافات الكبرى تفسد معداتهم وأدواتهم.
وماذا عن مخاوف تحول الوضع في السلوم إلى وضع شبيه بما يحدث في سيناء، ولاسيما في ما يتعلق بتسريب الفكر الداعشي أو الجهادي؟
لا أظن ذلك، لأن الدعوة السلفية هنا تدعو للطمأنينة، فهم يحشدون ضد داعش، ويحاربون الأفكار المنحرفة، ومن جانبنا، نحن العمد والمشايخ، ننبه أبناءنا لعدم الوقوع في مصيدة الأفكار المتطرفة، فنحن مسيطرون تمامًا على الشباب في السلوم.
هل لاحظتم شيئًا من هذا القبيل؟
لا، حتى الآن الحمد لله، الأوضاع مستقرة.
هل حب أهالي المنطقة الغربية لمصر والقوات المسلحة، يحبط فكرة ظهور "بيت مقدس" جديد؟
لا شك في ذلك، فالقوات المسلحة هم أبناؤنا، كما أننا نطلق على الجيش بالسلوم، اسم "القبيلة السابعة"، فنحن ستة قبائل، والقوات المسلحة سابعتنا.
من وجهة نظرك، ما الذي قلص العمل بحرفة الرعي بالسلوم؟
العاملون بالرعي يعانون من قلة سقوط الأمطار، فكانت محافظة مطروح من أكثر المحافظات التي تُصدِّر الأغنام، ولكن حاليًا أرباب حرفة الرعي مهددين لندرة المياه، وطالبنا كثيرًا من الدولة بدعم المربيين.
كيف يمكن للدولة أن تدعم العاملين بالرعي في مطروح؟
يمكن لوزارة الزراعة والجمعيات المعنية دعمهم بتوفير الأعلاف، وتسديد قيمتها على مدار عام، ولكن دون فوائد، وبعد عام ستجد الدولة لديها إنتاجًا سواء من الجمال، أو الأغنام الصغير، ما ينشط حركة البيع والسداد، فالصحراء لدينا واسعة، ويسهل علينا الاعتماد على الرعي.
إذا أردنا أن نحصر مفاتيح الاقتصاد في السلوم، فهل لكم أن تقديم صورة كاملة؟
أولا الصحراء، حيث نعتمد عليها في الرعي والزراعة، ثم منفذ السلوم، باعتباره وجهتنا للتجارة في سلع مصرية أو ليبية، وفي الغالب تكون سلع تموينية، وأخيرًا الصيد، ولا يوجد أي مفاتيح أخرى.
هل هناك أي رؤية لتطوير كورنيش السلوم؟
كورنيش السلوم، عبارة عن خليج متميز، يحتاج فقط بعض الاهتمام، وإذا أردنا استثماره جيدًا، فعلينا استحداث مطار لتسهيل الوصول إليه، وتحويل السلوم إلى مدينة سياحية.