الحوثيون.. فرقة "جارودية" تشتم الصحابة
تثير الحملة العسكرية لـ"عاصفة الحزم"، تساؤلات عن المذهب الحوثي، ونشأته، والدور التاريخي لعائلة الحوثي في صراعات اليمن.
ومع انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن بمشاركة معظم دول الخليج وعدد من الدول العربية، يثور النقاش بشأن حقيقة مذهب الحوثيين ومدرستهم الفكرية ومدى اقترابهم من الشيعة في إيران سياسيا وعقائديا، كذلك الشخصيات الأساسية في الجماعة، وعلى رأسها بدرالدين، ونجله حسين، وخليفتهما عبدالملك.
الجارودية الزيدية
إلى الفرقة "الجارودية" تنتمي عائلة الحوثي، وتنسب نفسها أيضا بأنها من سلالة النبي محمد، ويعتبر كبير هذه العائلة، بدر الدين الحوثي المولود في عام 1926.
والجارودية، هي إحدى الفرق الزيدية، التي تختلف عن سائر فرق المذهب باعتبار أنها أقرب إلى الفكر الشيعي الإمامي، الممثل بالشيعة الإثني عشرية، كما هي حال شيعة إيران والعراق ولبنان، في حين أن سائر المدارس الزيدية تبدو أقرب للفكر السني.
بدر الدين الحوثي، الذي توفي في نهاية 2010، هو أحد أبرز شخصيات "حزب الحق"، قبل أن ينشق عنه مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، معلنا تشكيل تنظيم "الشباب المؤمن"، لتترسخ لاحقا العلاقات بينه وبين إيران بحكم التقارب المذهبي والسياسي.
ووفاة الحوثي أثارت جدلا حول سببها الحقيقي، فالحوثيين قالوا إنه قضى جراء نوبة ربو، في حين قال تنظيم القاعدة إنه قتل جراء عملية نفذها ضده.
مقتل حسين
حسين الحوثي، نجل بدرالدين، كان اسما بارزا في المشهد اليمني، في صعدة ومحافظات الشمال، مع توسيعه لشبكة انتشار تنظيم "الشباب المؤمن" وطرحه لقضايا عقائدية وسياسية طالت حتى شخصيات في المذهب الزيدي.
وقيل إنه استفاد آنذاك من حالة "غض الطرف" الرسمية بهدف إيجاد توازن مع حركات سنية قوية، على رأسها جماعة الإخوان والتيار السلفي.
وتحت قيادة الأخير، خاض الحوثيون مواجهتهم المسلحة الأولى عام 2004، حتى قتل حسين الحوثي خلال مواجهات مع الجيش اليمني، لكن مسار الجماعة لم يتوقف، بل استمر مع الشقيق الأصغر، عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي قاد أنصاره لخوض خمس حروب مع الجيش، في الأعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2009-2010 امتدت الأخيرة منها إلى السعودية، بحسب "سي إن إن عربية".
لعن اليهود وانتقاد الصحابة
للحوثيين شعار معروف ينادي بـ"الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود"، ويرى بعض من يراقب عمل الجماعة أن تلك الشعارات على صلة بالموقف العقائدي للجماعة التي تؤمن – وفقا للمعتقدات الشيعية – بدور سيلعبه اليمن في حروب نهاية الزمان عند "خروج المهدي المنتظر."
وتوجه اتهامات للحوثيين بالحصول على الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران، التي لا يخفون تعاونهم معها، وقد سبق لعدة مسؤولين يمنيين أن اتهموا الجماعة بالحصول على السلاح الإيراني، وبتلقي الدعم والتدريب من عسكريين إيرانيين أو مقاتلين من تنظيمات شيعية عربية.
ويقول الباحث محمد مصطفى العمراني، في مقال إن هناك العديد من المراجع التي تدل على الموقف الفكري للحوثي من أصحاب النبي محمد، وهم شخصيات محورية في المذهبي السني، ويخص الحوثي بالانتقاد الخلفاء أبوبكر وعمر وعثمان، ويشدد على مهاجمة عمر بن الخطاب وتحميله مسؤولية "كل معاناة وقعت للأمة."