خاص| سيناريوهات الحرب السعودية في اليمن
أزمة كبيرة تشهدها الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية، بعد الاشتباكات العنيفة التي تشهدها دولة اليمن، بين أنصار جماعة الحوثي، والقوات الموالية للرئيس هادي منصور، في عدن ومدن أخرى، لتجد المملكة نفسها في مأزق كبير لتأمين حدودها الجنوبية.
سيناريوهات متعددة، قد تكشف عنها الأيام المقبلة على الساحة اليمنية، فبعد استغاثة الرئيس هادي، بالمجتمع الدولي، ومطالبته بالتدخل عسكريا، لوقف تقدم الحوثيين، وتحريك المملكة السعودية حشودا عسكرية وصفت "بحسب وكالات أنباء عربية وعالمية" بأنها "كبيرة"، يقف العالم مترقبا لما ستئول إليه الأوضاع في اليمن "الجريح".
منصور يستغيث
بعد تقدم الحوثيين صوب عدن، إثر اشتباكات دامية اندلعت منذ يومين في عدة مدن يمنية، استغاث الرئيس منصور هادي، وأعطى مجلس الأمن الدولي تفويضا بتدخل عسكري في بلاده.
وعاد وزير الخارجية ليوضح تصريحاته بأن الدول التي طلبت منها اليمن، دون أن يسميها، التدخل العسكري وافقت بصفة مبدئية على أن تتم مناقشة الحل العسكري في اجتماع وزراء الخارجية العرب، المقرر غدا للتحضير لأعمال القمة العربية.
تحركات سعودية على الحدود
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن السعودية شرعت بنشر أعداد هائلة من قواتها، معززة بالأسلحة الثقيلة والمدرعات والمدافع، على مقربة من حدودها مع اليمن.
وأشار المسؤولون الأمريكيون، إلى أن هذا التحرك من جانب المملكة، ينذر باحتمال أن تتدخل الرياض عسكريا في الصراع الدائر في اليمن، أو أن نشرها يأتي ضمن خطة دفاعية.
في نفس الإطار، زار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نجل العاهل السعودي ووزير الدفاع، مدينة جيزان الجنوبية المجاورة لليمن، متفقدا الوحدات العسكرية على الحدود اليمنية.
التدخل مستبعد
وحول إمكانية التدخل العسكري المباشر، قال مدير مركز رصد اليمني للدراسات الديمقراطية، عبدالوهاب الشرفي، إن الموقف السعودي في اليمن، يتحدث فقط عن أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنه.
أضاف، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن تدخل السعودية عسكريا في اليمن، أمر مستبعد تماما، مؤكدا أن المملكة لن تورط نفسها في الصراع على الأراضي اليمنية، إلا في إطار قوة موحدة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتابع الشرفي، أن ما تقوم به وحدات الجيش السعودي على الحدود مع اليمن، هو احترازات لاحتمالات تطورات الأحداث.
حرب طويلة المدى
في السياق ذاته، حذر قادة من أنصار جماعة الحوثي، من مغبة أي تدخل عسكري سعودي في اليمن، مؤكدين أنه سيخلف مئات القتلى والجرحي، وسيزيد من معاناة الشعب اليمني.
وقال القيادي الحوثي المنشق، على البخيتي، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن أي تدخل عسكري خليجي، سيواجه من قبل أنصار جماعة الحوثي، فالوضع في اليمن يختلف كثيرا عن البحرين، التي دخلتها قوات تابعة لدرع الجزيرة، لأن غالبية أبناء اليمن من المسلحين، الأمر الذي يزيد من احتمالية اندلاع حرب طويلة المدى.
الرئيس "مختفى"
ميدانيا، واصل الحوثيون، تقدمهم نحو مدينة عدن، التي يتخذها الرئيس هادي مقرا له، بعد أن سيطروا على عدة مناطق في الجنوب.
وشهدت محافظتا لحج والضالع القريبتان من عدن، مواجهات عنيفة بين المسلحين الحوثيين والمتحالفين معهم من جهة والحراك الشعبي الجنوبي وموالين للرئيس هادي من جهة أخرى.
وقال القيادي في جماعة أنصار الله "الحوثيين"، يحيي علي القحوم، تعليقا على اختفاء الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إن الجماعة لا تعرف إلى أين هرب، ولا يزال مصير هادي مجهولا، بحسب ما أدلى به في تصريحات لـ"دوت مصر".
يذكر أن مكان هادي أصبح غير معلوم، بعد تضاربت الأنباء بشأن بقائه في مدينة عدن، رغم قصف طائرات حربية المجمع الرئاسي فيها.
وسيطر الحوثيون الثلاثاء على ميناء المخاء المطل على البحر الأحمر والقريب من مضيق باب المندب الاستراتيجي.