التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:12 ص , بتوقيت القاهرة

السيسي في إثيوبيا على خطى السادات في إسرائيل

جاء الخطاب التاريخي للرئيس عبد الفتاح السيسي ، اليوم الأربعاء، أمام البرلمان الإثيوبي، ليشهد تقدماً هائلاً لحل أزمة سد النهضة، بعد العديد من التوترات السياسية بين البلدين، ويعتبر هذا الخطاب ثاني خطاب يلقيه رئيس مصري أمام برلمان خارجي بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أما الكنيست الإسرائيلي، حيث اختلفت الأزمنة ولكن النتيجة واحدة، وذلك بعد التوصل إلى حلول نهائية لأزمة ملف سد النهضة، واتفاقية "كامب ديفيد" الذي انهت الخلافات المصرية الإسرائيلية حينها.

السادات والكنيست الإسرائيلي:

فى العشرين من نوفمبر(تشرين الثاني) عام 1977 هبطت طائرة الرئيس محمد أنور السادات فى إسرائيل ، ليلقي خطابه أمام الكنيس الإسرائيلي، والذي اعتبرها البعض "خيانة"، في حين اعتبرها البعض الأخر خطوة جريئة جداً من قبل الرئيس المصري، فيما أذهل الرآي العام الإسرائيلي، حيث جاءت زيارته إلى إسرائيل بحد ذاتها بعد 30 عاما من العداء بين إٍسرائيل والعالم العربي.
 
وشهد خطاب السادات في الكنيست الإسرائيلي، العديد من الرسائل التي وجهها لليهود وإلى العالم أجمع، قائلاًَ:" لقد جئت إليكم لكي نبني معا السلام الدائم العادل حتى لا تراق نقطة دم من أى الطرفين" .

وأضاف : "إذا سمحتم لى أن أتوجه بندائي من هذا المنبر إلى شعب إسرائيل بأنني أتوجه بالكلمة الصادقة إلى كل رجل و طفل و إمرأة في إسرائيل وأقول لهم أنني أحمل إليهم من شعب مصر الذى يبارك هذه الرسالة المقدسة من أجل السلام وأحمل الرسالة من شعب مصر الذى لا يعرف التعصب والذي يعيش أبناؤه مسلمين ومسحيين ويهود بروح المودة ".

و تابع "السادات" بتوجيه رساله إلى كل أفراد المجتمع الإسرائيلى بتشجيع قيادتهم من أجل السلام، من أجل مجتمع للسلام بدلا من بناء القلاع و المخابئ ، بشروا أولادكم أن ما مضى هو أخر الحروب و نهاية الآلآم ، مخاطبا الزوجة المترملة و الابن الذي فقد الأخ أو الأب برسالة واضحة : إملاءوا الأرض و الفضاء بتسابيح السلام و إملاءوا الصدور والقلوب في آمال السلام واجعلو الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر واجعلو الأمل أسطورة عمل ونضال .

و رغم اعتراف السادات بدولة إسرائيل كان ما طلبه السادات واضحا و غير قابل للتسوبة هو " هناك أرض عربية احتلتها و لا تزال تحتلها إسرائيل بالقوة المسلحة و نحن نصر على تحقق الانسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية " .





السيسي والخطاب التاريخي أمام البرلمان الإثيوبي :

وجاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، أمام البرلمان الإثيوبي بعد توتر العلاقات المصرية الإثيوبية ، لحل مشكلة سد النهضة و ضمان أن بناء السد  لا يشكل خطرا على حصة مصر، سواء في فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد، وحرصه على آلا يكون له تأثيرا سلبيا على حصة مصر المائية، حيث توجه السيسي بالشكر للرئيس الأثيوبي وأعضاء البرلمان الكرام و الحضور الكريم .

وقال السيسي في خطابه :"إنها لحظة تاريخية فارقة هي التي أقف فيها أمامكم في بيت الشعب الأثيوبى أحمل للشعب الإثيوبي رسالة إخوة وأياد ممدودة بالخير، أتطلع لمزيد من التعاون بين مصر وإثيوبيا ، نفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الشعب الإثيوبي لإعادة العلاقات بين البلدين، نحن بحاجة إلى بناء جسور الثقة، أدعوكم لكي نضع ركائز لمستقبل أفضل لأبنائنا، أدعوكم لمستقبل يضمن العيش الكريم لشعبينا، مصر الجديدة تحرص على تعزيز علاقتها الوطيدة مع إثيوبيا، تربطنا حضارة مشتركة قامت على ضفاف النيل، نعمل من أجل مواطنينا ونقدم لأبناء قارتنا نموذجا من تبادل المصالح والتعاون المشترك ، نسعى للتعاون ضد الجريمة المنظمة والإرهاب وتفشي الأمراض والأوبئة والتصحر، وباء الإرهاب الذي يقسم المجتمعات يعد أبرز التحديات التي تواجهنا جميعا، حان الوقت لتتحقق مساعي الزعيم الإفريقي مكروما بتعزيز التعاون بين مصر وإثيوبيا، مصر بما لديها من علاقات ممتدة على استعداد أن تستثمر مع أشقائها في إثيوبيا" .