السيسي يلتقي وفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي
التقى الرئيس السيسي صباح اليوم بوفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي، برئاسة السيد محمد رشيد نائب رئيس المجلس الفيدرالي، وضم الوفد في عضويته تمثيلا لمختلف شرائح الشعب الاثيوبي من البرلمانيين ورجال الدين والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات وأعضاء المراكز البحثية. وحضر اللقاء كذلك السفير المصري في أديس أبابا والسفير الاثيوبي بالقاهرة.
وصرح السفير/ علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن نائب رئيس المجلس الفيدرالي استهل اللقاء بالترحيب بالسيد الرئيس مع الاعراب عن الامتنان لزيارة سيادته لإثيوبيا والتي جاءت وفاءً بوعد سيادته بإتمامها وإلقاء خطاب في البرلمان الاثيوبي. كما وجه "رشيد" الشكر للسيد الرئيس على حفاوة الاستقبال التي قوبل بها وفد الدلوماسية الشعبية الاثيوبي أثناء زيارته إلى مصر من السيد الرئيس وكذا من الحكومة والشعب المصري . وأضاف "رشيد" أن التوقيع على إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة في الخرطوم أول أمس يدشن لحقبة جديدة من العلاقات القائمة على التعاون والتفاهم وسينقل تلك العلاقات إلى آفاق أرحب.
واستمع السيد الرئيس خلال اللقاء إلى مداخلات السادة أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي التي أكدوا خلالها على امتنانهم الشديد لزيارة السيد الرئيس والتي تعد الأولى من نوعها منذ عقود طويلة، كما أكدوا ترحيبهم بإعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، مؤكدين على أهمية أن يكون هذا التعاون والتفاهم نموذجاً للعلاقات بين الدول الافريقية. وأشاد أعضاء الوفد بالتوجهات الإيجابية والمواقف البناءة للسيد الرئيس، مشيرين إلى قيادته الحكيمة ومواقفه المتوازنة سواء على صعيد الداخل المصري أو في النطاق الاقليمي وعلى المستوى الدولي، ومنوهين إلى رسالة سيادته التي يلمسونها لنشر قيم التسامح وإرساء الاستقرار وبناء السلام، والتي تعد محل تقدير من العالم أجمع.
وأضاف أعضاء الوفد أن العلاقات المصرية الاثيوبية وما شهدته من توقيع على اتفاق إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة إنما تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من خلال العمل الجاد والدؤوب من أجل تنمية جسور الثقة والتفاهم بين مصر وإثيوبيا وشعبيهما الشقيقين، ومن ثم فإن البلدين في حاجة ماسة إلى المضي قدماً في تعميق التعاون فيما بينهما لتحقيق الاستفادة العادلة من موارد نهر النيل.
كما نوَّه أعضاء الوفد إلى الدور المحوري للإعلام الذي يمكن توظيفه في اتجاهات مختلفة، ومن ثم فإنه يتعين التوجه نحو مزيد من الايجابية وتعزيز الثقة المتبادلة وشرح وإيصال الحقائق إلى الشعبين المصري والاثيوبي بما يخدم الجهود الصادقة التي يتم بذلها على المستوى الرسمي.
وأشاد السادة أعضاء الوفد بالنتائج الايجابية المثمرة التي أحرزها مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري، متمنين لمصر تحقيق المزيد من النجاحات على كافة الاصعدة، ومنوهين إلى تقديرهم البالغ لحرص السيد الرئيس على إتمام زيارته لإثيوبيا بعد انتهاء المؤتمر بفترة زمنية قصيرة وهو الأمر الذي يدلل على الأهمية التي يوليها سيادته لعلاقات مصر بإثيوبيا.
وذكر السفير/ علاء يوسف، أن السيد الرئيس أعرب عن سعادته للقاء أعضاء وفد الدبوماسية الشعبية الاثيوبي للمرة الثانية، موضحا أن طول الفترة الزمنية التي لم تشهد زيارات على المستوى الرئاسي المصري إلى إثيوبيا، وإن كانت لا يجب ألا تتكرر، تعكس مدى حساسية موضوعات المياه التي تتطلب عناية فائقة لمعالجتها وتناولها فضلاً عن توافر الارادة السياسية المشتركة. وفي هذا الصدد، ذكر السيد الرئيس أنه يعول على تفهم الشعب الاثيوبي لشواغل أشقائه في مصر الذين يناهز عددهم تسعين مليوناً وليس لديهم سوى مصدر وحيد للمياه يتمثل في نهر النيل. وأضاف السيد الرئيس أن التفهم يتعين أن يكون متبادلا فمصر تقدر مخاوف إثيوبيا من تكرار مشاهد المجاعة التي ضربتها في عقد التسعينيات والتي آلمتنا جميعاَ ونتمنى ألا تتكرر مرة أخرى.
وحذر السيد الرئيس من مغبة انتشار الارهاب والفكر المتطرف، ولاسيما استغلال الاختلاف في الدين بل والمذهب أيضاً من أجل تقسيم وتفتيت الدول والشعوب وتهديد مقدراتها، منوها إلى أهمية دور علماء الدين في مواجهة الفكر المتطرف وصياغة برامج متكاملة لتصويب المفاهيم، مؤكداً أن أعمال الارهاب والذبح وترويع الآمنين بعيدة تمام البعد عن أي دين سماوي، فجميع الاديان السماوية تحض على قيم التسامح والتعارف وقبول الآخر، فضلا عن أن الاختلاف سنة كونية تستهدف إثراء الانسانية والمساهمة في البناء الحضاري.
ووجه السيد الرئيس رسالة إلى الشعب الاثيوبي للحفاظ على وطنه وصون مقدراته من أية محاولات لبث الفرقة، مؤكدا أن تلك هي رسالة مصر لأشقائها الأعزاء في الدول العربية والافريقية. ووجَّه سيادته الدعوة لوفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي لزيارة مصر، معولا على دور أعضائه في تنظيم زيارات متبادلة بين الوفود الشعبية من البلدين للتعرف على شواغل كل طرف وبث الطمأنينة في نفوس أبناء الشعبين الشقيقين، وقد اختار السيد الرئيس اثنتين من أعضاء الوفد لتولي هذه المهمة من خلال صياغة برنامج فعال لزيادة تنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين والعمل على زيادة التفاهم وتوطيد أواصر العلاقات الشعبية.