مستشار الإفتاء: التيارات المتشددة شوهت صورة الإسلام
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، إن التيارات المتشددة بفهمها الخاطئ للدين والقيام بأعمال من خلال هذا الفهم الخاطئ أعطت الفرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم.
وأضاف عاشور، على هامش مشاركته بمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي فى دورته الثانية والعشرين، أن هذه الدورة من مؤتمرات مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي تحظى بأهمية خاصة، موضحا أن أهميته استمدها من أهمية المحاور المطروحة للمناقشة خلال جلساته والتي نحن في أمس الحاجة إليها في الفترة الحالية.
وأشار إلى أن جلسات المؤتمر سوف تركز على تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومفهوم الجهاد من المفاهيم التي ظلمت كثيرا لأن التيارات المتشددة عندها الجهاد يساوي القتل، أما في الإسلام فالجهاد مفهوم واسع كبير آخر شيء فيه ليس القتل، لكن القتال بمعنى من قاتلنا هنا نضطر أن نقاتله، فضلا عن أن الجهاد يشمل جهاد النفس ويشمل أنواع المجاهدة الكثيرة وله ضوابط وقواعد تحكمه هم لا يأخذون هذه الضوابط والقواعد وإنما يطبقون بأنفسهم.
وأوضح مستشار المفتي أن الجماعات المتطرفة تكفر كل من يخالفهم فىي الرأي والتكفير عند أهل المنهج الأزهري الوسطي قضية شائكة لا يتكلم فيها إلا كبار العلماء.
وأضاف عاشور أن المؤتمر يناقش أيضا ضمن محاوره حق غير المسلمين في الدولة الإسلامية والإسلام جعل لهم حقوق "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" هم أهل الوطن ونتعامل معهم من منطلق كتاب الله، مشيرا إلى أن التعايش مع الآخر مهم جدا أن نظهره للعالمين نحن نعيش مع أي أحد طالما أنه يسالمنا والأمر عندنا أننا نظهر من محاسن الإسلام ما يكون دعوة له بالإسلام.
ولفت المستشار الأكاديمي إلى أن مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي يناقش أيضا مصطلح حق تولي المرأة للولايات العامة مثل دخولها الانتخابات وتوليها المناصب الوزارية وحتى الرئاسية وهذا أيضا استخدمه المتشددون بأنه أمر لم يكن للمرأة في أي عصر من العصور الأولى وأخذوا الأحاديث وأنزلوها على غير مواضعها، والمرأة الآن أصبح لها ذمة مستقلة وأصبحت من التعليم قد يكون فى بعض الأحيان أكثر من الرجال فلها حق الولاية في مثل هذه الأمور والبحوث تتكلم عن هذا.
وأكد عاشور أن هذا المؤتمر يتحدث عن محاور كثيرة تمس الواقع ونحن أحوج ما نكون عن فقه الواقع بما ييسر على الناس ولا يخالف مقاصد الشرعية، لافتا إلى ضرورة النظر إلى فقه الأولويات حتى لا نزيد معاناة الناس ويكفي ما يتحملوه، وأضاف "نحن في عصر لابد أن نحدد المفاهيم ونوضحها كما جاءت عن علمائنا لا كما يفهمها غير المتخصصين ثم يصدرون هذا الفهم المغلوط للعالم الغربي فيظن أن هذا هو الإسلام وهذا بلاء على الإسلام وتشويه لصورة الإسلام الحقيقي السمح الذي يفتح صدره للعالمين والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "إنما بعثت رحمة للعالمين".