التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 02:06 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| معركة الكرامة.. يوم أن بكت إسرائيل

 ليلة 21 مارس عام 1968، زحفت القوات الإسرائيلية بصمت لتحاول احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن، فسطر الجيش الأردني سطور خالدة في التاريخ حينما تصدت  لها قوات الجيش ومجموعات الفدائيين الفلسطينيين، على طول جبهة القتال، من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.



وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات الأردنية بالاشتراك مع فرقة واحدة من الفدائيين، وسكان تلك المنطقة في قتال شرس بالأسلحة الثقيلة ضد الجيش الإسرائيلي في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة، ما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة، تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم، اليوم تأتي الذكري الـ 47 لمعركة الكرامة لتذكر الأردنيين والعرب بتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.



وأعدت مديرية التوجيه المعنوي للجيش الأردني، اليوم السبت، تقريرا يوضح الاعتداء على الأراضي الأردنية في ليلة 21 مارس، وكيف زحفت القوات الإسرائيلية بصمت بعد اعتداءات على طول الجبهة الغربية للأردن لم تتوقف منذ حرب عام 1967، وهو يسعى لترجمة أطماعه والسعي لتنفيذ مخططاته وهو يحيط نفسه بهالة من العنجهية والغرور.



واستمرت المعركة التي بدأت عند الساعة 5.30، من صباح يوم 21 مارس 1968، ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسية ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المسلحة، بحسب ما ذكر تقرير القوات المسلحة الأردنية.



وجاءت الخسائر دوية بالنسبة للجانب الإسرائيلي حيث خسر  250 قتيلاً و450 جريحاً، وتم تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وإسقاط 7 طائرات مقاتلة"، بعكس الجيش العربي الذي خسر 86 شهيداً، 108 جرحى، تدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة.


يقول صلاح التعمري قائد إحدي القواعد العسكرية، في تصريح لـ"القدس"،"إن معركة الكرامة كانت معركة معنويات واندفاع الفدائيين للقتال من أجل فلسطين عوض عن تواضع خبرتهم العسكرية، فمعظمهم كانوا طلاب في الجامعات وموظفين لبوا نداء الوطن وحركة فتح.



في حين يقول الضابط في المدفعية الثقيلة الأردنية، واصف عريقات، أن الهدف الإسرائيلي كان كبيرا حينها، موضحا أنهم كانوا ينوون السيطرة على جبال السلط وإجبار الأردن على توقيع اتفاقية سلام.


وتابع عريقات، بدأت المعركة في تمام الساعة 5:30 صباحا، لاحظنا اختراقا للدبابات الاسرائيلية للحدود وقمنا بإبلاغ القيادة الخلفية التي أصدرت الأوامر بضرورة التصدي، وكان قائد المعركة الفريق أول مشهور حديِثة، وبالفعل قمنا بقصف ارتال الدبابات وكانت الإصابات مباشرة"، مضيفا  أن شعور المقاتلين حينها كان يتمثل بالغضب على المحتل، بالإضافة لأننا ندافع عن قضية فلسطين وهي قضية عربية.



وعبر المقدم الإسرائيلي قائد إحدى المجموعات الإسرائيلية في معركة الكرامة أهارون بيلد، عن مفاجأته لما رأه قائلا " لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي" 


واعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي وقتها شلومو جروسك، أن حرب الأيام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع.



وقد افردت الصحف وقتها بما فيها المؤيدة لإسرائيل صفحاتها للانتصار العربي، حيث علقت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية قائلة، "لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك الحسين بطل العالم العربي".


 فيما قالت نيوز ويك الأمريكية "أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا، فقدت إسرائيل في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب يونيو".



ويحتفل الأردن في 21 مارس من كل عام بذكرى معركة الكرامة، وفي عام 2008 صدر عن مديرية التوجية المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ديوان شعر باسم ديوان الكرامة بمناسبة الذكرى الأربعين لمعركة الكرامة، واحتوى الديوان المكون من 128 صفحة من القطع المتوسط على 40 قصيدة.