"الوحدة العربية"، الحلم الذي راود دول العرب منذ عشرات السنين، لتظهر أول خطوة في طريق تحقيقه بظهور كيان يسمى بـ"جامعة الدول العربية"، تلك المنظمة العربية الرسمية، التي جمعت فى إطارها 22 بلدًا عربيًّا، أعلن تأسيسها في 22 مارس 1945 في القاهرة، بعضوية 6 دول، ضمت؛ مصر، والعراق، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، وآخرهم الأردن.

 واختير المقر الدائم لها بالقاهرة، بالقرب من ميدان التحرير، بالإضافة إلى مقر استثنائي انتقلت إليه الجامعة في تونس بين عامي 1979 و1990 احتجاجًا من الدول العربية على إقدام الرئيس السادات بإبرام معاهدة منفردة مع إسرائيل، وتعاقب على أمانة الجامعة سبعة أمناء، من بينهم واحد فقط تونسي، وهو الشاذلي القليبي، و6 مصريين، آخرهم، الأمين العام الحالي للجامعة العربية،الدكتور نبيل العربي.

إيدن .. نواة التأسيس

في 29 مايو 1941 ألقىوزير خارجية بريطانيا، أنتوني إيدن، خطابًا ذكر فيه أن العالم العربي خطا خطوات عظيمة منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية الماضية، وأن الكثير من مفكري العرب للشعوب العربية يرجون درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به.

وبعد عام تقريبًا من خطاب إيدن، دعا رئيس الوزراء المصري، مصطفى النحاس، كلًّا من رئيس الوزراء السوري، جميل مردم بك، ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية، بشارة الخوري، للتباحث في القاهرة، حول فكرة إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها، ثم عاد بعد نحو شهر من تصريح إيدن أمام مجلس العموم، ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة، وتم توقيع "بروتوكول الإسكندرية" بحضور رؤساء 5 بلدان.

التأسيس

تأسست الجامعة العربية في القاهرة في العام 1945، وضمت وقتها كلًّا من؛ مصر، والعراق، ولبنان، والسعودية، وسوريا، والأردن، واليمن، وزاد عدد الدول الأعضاء خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدخول 15 دولة عربية أخرى، وانضمام أربعة دول بصفة مراقب.

كلمة أول أمين عام للجامعة

عُيِّن عبدالرحمن حسن عزام، في 22 مارس 1945، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، وذلك حتى العام 1952، ويطلق عليه "جيفارا العرب"؛ لأنه شارك في حروب كثيرة، أشهرها الحرب ضد الصرب في صفوف العثمانيين وروسيا، وحارب الإنجليز والفرنسيين مع أحمد الشريف السنوسي، وحارب ضد الإيطاليين، واحتل مع محمد صالح حرب، والسيد أحمد الشريف، الواحات المصرية، وأنشأ الجيش المرابط، خلال الحرب العالمية الثانية، وساهم في صنع أول جمهورية في العالم العربي، هي الجمهورية الطرابلسية.

وفي أول كلمة له، قال عزام: "أيها العرب أنتم أمة المستقبل، وما أنتم فيه الآن من بلبلة وضعف ما هو إلا مصاب للعالم العربي".