بروفايل| في ذكرى غزو العراق.. صدام حسين مفتري أم مفترى عليه؟
"ماذا تفعلون بهذا المجرم"، هكذا سأل الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، "نعدمه"، هكذا أجاب رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، كان الحديث هنا عن الرئيس الرابع للعراق، صدام حسين، بعد القبض عليه.
صدام حسين عبدالمجيد التكريتي، الرئيس السابق للعراق، تولي الحكم في الفترة ما بين عامي 1979 وحتى 2003، وهو من مواليد إبريل 1937، ومات في 30 ديسمبر 2006 شنقا، تنفيذا لحكم بإعدامه، عن عمر يناهز 69 عاما.
وفقا لشهادة مستشار الأمن القومي العراقي السابق، موفق الربيعي، ظل صدام حسين متماسكا حتي قبيل إعدامه، ولم يُعرِب عن أي ندم عن أي شئ فعله، وكانت آخر كلماته "أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا"، وقبل أن يكمل الشهادة، تم إعدامه.
تداعيات الغزو الأمريكي
اليوم الجمعة 20 مارس يتوافق مع الذكرى الـ12 على الغزو الأمريكي للأراضي العراقية بدعوى وجود أسلحة نووية لدى نظام صدام حسين، قبل أيام من حلول هذه الذكرى أعلنت القوات العراقية وميليشيات شيعية أن قبر الرئيس العراقي السابق تعرض للتدمير بشكل تام، وهو ما أظهره مقطع فيديو انتشر على موقع "يويتوب" يوضح أن ضريحه الفخم لم يبق منه سوى بقايا مشوهة المعالم.
قائد قوات الحشد الشعبي التي دخلت منطقة العوجة العراقية، نسب الهجوم على قبر صدام إلى تنظيم"داعش"، في حين رأى أهل تكريت أن المليشيات الشيعية هي من نفذت الهجوم رغبة في الانتقام من صدام، حيث يعتبرونه سنيا مارس الاضطهاد ضدهم.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية احتلالها العراق في 20 مارس من عام 2003، بقوات تحالف شكلت نسبة واشنطن منها حوالي 98%، وانتهت الحرب رسميا في 15 ديسمبر من عام 2011، تزامنا مع ثورات الربيع العربي، التي اجتاحت تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، وسط حراك شعبي مستمر، وعمليات شد وجذب بين أنظمة تلك الدول، والتيارات الإسلامية، والمعارضة بها.
ويرى خبراء سياسيون أن ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي جاء كنتيجية حتمية في سوريا والعراق، نتيجة الغزو الأمريكي، وهو ما أشار إليه الرئيس التشيكي السابق، فاتسلاف كلاوس، في حديث له بإذاعة دفويكا التشيكية، منذ أيام قليلة، موضحا أن محاولة الأمريكيين تصدير ما يطلقون عليه اسم "ديمقراطية" يصعب عن طريق القصف والتدمير.
صدام حسين بين التأييد والمعارضة
عاش العراقي السابق فترة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق وحتى إعدامه، وسط انتقادات شديدة، بأنه السبب في احتلال بلاده، في حين ظل آخرون مؤيدين له ولسياساته، لحد وصل إلى أن البعض وصفه بالرئيس الذي عاش بطلا صامدا ومات شهيدا، في الوقت الذي اعترضت فيه بعض شعوب الشرق الأوسط على توقيت اعدامه، حيث وافق وقفة عيد الأضحى، ما اعتبره البعض تحد سافر لمشاعر المسلمين.