التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:52 م , بتوقيت القاهرة

أمناء الجماعة العربية.. تونسي وحيد والبقية مصريون

بين قرارات قوية وجريئة وشجب ورفض، وبين توجهات أخرى مؤيدة، تأرجحت مواقف أمناء جامعة الدول العربية السبع منذ بداية تأسيسيها في 22 مارس 1945 إلى يومنا هذا، كل أمين عام للجامعة فرض استراتيجيته في التعامل العربي مع القضايا الإقليمية والدولية، فكيف كانت أوضاع الجامعة في ظل ولاياتهم.

عبدالرحمن عزام.. أول مصري وأول أمين عام 

عبدالرحمن حسن عزام، أو "جيفارا العرب" كما لقبه البعض، لكثرة اشتراكه في الحروب، هو أول من تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عام 1945 واستمر حتى عام 1952.

ومع بدء المباحثات الخاصة بوضع ميثاق جامعة الدول العربية، كان عزام عضوا في الوفد المصري لوضعه، بل ألقي على عاتقه مهمة أمانة، وبعد توقيع الميثاق عام 1945 اختير بالإجماع كأول أمين عام.

كان للجامعة العربية تحت أمانة عبدالرحمن عزام مواقف ملموسة لنصرة الشعوب المسلمة والعربية ومساندتها لنيل استقلالها، مثل إندونيسا التي دافعت الجامعة عنها حتى نالت استقلالها، كما نادت الجامعة وقتها باستقلال سوريا ولبنان عن الاحتلال الفرنسي حتى نالتا استقلالهما، وكذلك ليبيا التي حارب عزام حتى نالت حريتها من الاحتلال الإيطالي، ولم ينس الأمين العام فلسطين التي عمل من أجل نيلها حريتها منذ عمله أمينا عاما وحتى عام 1952.

محمد حسونة.. صاحب أطول مدة

محمد عبدالخالق حسونة، الأمين العام الثاني لجامعة الدول العربية، وصاحب أطول مدة أمانة للجامعة، حيث عمل أمينا عاما لمدة 20 سنة.


كان حسونة أمينا عاما لجامعة الدول العربية أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهي الفترة التي شهدت توحد العرب تحت قيادة مصر، واستمر الأمين العام في ولايته أثناء حكم محمد أنور السادات، وكان له الكثير من الجهود من أجل استرجاع مصر لرضها المحتلة من العدو الصهيوني آنذاك.

محمود رياض.. من المخابرات إلى الجامعة

عين مديرا للمخابرات الحربية في غزة عام 1948، ثم ترقى بعدها في مناصب دبلوماسية، إلى أن اختير أمينا عاما للجامعة العربية عام 1979، وأثناء فترة ولايته عقدت مؤتمرات القمة العادية السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة، واستقال قبل انعقاد المؤتمر العاشر، كما عقد أثناء فترته مؤتمر القمة السداسي غير العادي في الرياض في الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر 1976.

ولمحمود رياض عدة مؤلفات أشهرها كتابه "مذكرات محمود رياض" المطبوع في جزأين، وكتاب "البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط"، فضلا عن الكثير من المقالات والأبحاث السياسية المنشورة في الصحف والمجلات.

الشاذلي القليبي.. أول "غير مصري" يتولى المنصب

شغل التونسي الشاذلي القليبي منصب أمين عام جامعة الدول العربية في الفترة بين عامي 1979 و1990، عندما كان مقرها تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد، ويعد هو الأمين الوحيد غير المصري.

واستقال القليبي من أمانة الجامعة العربية خلال الحشد الأمريكي ضد العراق 1990، قبل حرب الخليج الثانية، لاعتراضه على التدخل الأجنبي في الدول العربية، وكانت فترته حافلة بالأحداث العربية والقضايا الإقليمية، حيث كان دوما ينادي العرب من منبره بأن يُفعلوا بإرادتهم مؤسسات العمل العربي المشترك.

أبرز الأحداث التي شهدها عهد القليبي كان تكوين لجان لتنقية الأجواء العربية، والمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، والمقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية، والترحيب بقيام الجمهورية اليمنية.

عصمت عبدالمجيد.. فارس الدبلوماسية الهادئة

حصل على ليسانس الحقوق في جامعة الإسكندرية عام 1944، وشغل مناصب دبلوماسية، إلى أن عين أمينا عاما لجامعة الدولة العربية من عام 1991 إلى 1996.

ولقب بـ"فارس الدول العربية" و"صاحب الدبلوماسية الهادئة"، حيث تولى مهمة المصالحة بين القاهرة والعواصم العربية، بعدما قدر له تولي قيادة الجامعة إثر هذه الأزمة، في وقت كانت الشكوك والدعاوى تثار حول جدوى الإبقاء على المنظمة، في ظل احتلال دولة عربية دولة شقيقة. كما شغل عام 1985 منصب نائب رئيس الوزراء، إضافة إلى مهام عمله وزيرا للخارجية.

وكرم "عبدالمجيد" في أكثر من محفل دولي، بسبب مشاركته فى عمليات التفاوض بين مصر وأكثر من دولة كبرى عقب الحروب المختلفة التي خاضتها مصر في تلك الفترة، مثل حرب الخليج.

عمرو موسى.. وغزو العراق

تخرج في كلية الحقوق، وشغل مناصب دبلوماسية إلى أن عمل وزيرا للخارجية في مصر من 1991 إلى 2001، بعدها انتُخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية في مايو 2001، وحتى 2011، وترك منصبه ليترشح رئيسا للجمهورية عقب ثورة 25 يناير، وشهدت فترته الغزو الأمريكي للعراق، وتزايد الصراعات بين الشعب الفلسطيني والسلطة الإسرائيلية، وثورات الربيع العربي.

 

نبيل العربي.. و"داعش"

الأمين العام الحالي، تولى منصبه عام 2011، قبل عمله وزيرا للخارجية المصرية، خلفا لأحمد أبوالغيط، في ولايته يشهد الإقليم العربي الكثير من المخاطر بسبب نمو نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا، وتفاقم الأزمة الليبية بين الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وجماعة أنصار الله الحوثيين، الأمر الذي يشكل خطرا على محيط المنطقة، ما يدفعه إلى محاولة بناء جسور تعاونية بين الدول العربية لتخطي تلك المرحلة الحرجة.