التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:20 م , بتوقيت القاهرة

حقيقة ظهور "المهدي المنتظر" عند الطرق الصوفية في مصر

بدأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، منذ فترة تروج لفكرة أن المهدي المنتظر ظهر في مصر، وأنه نائب إحدى الطرق الصوفية الشهيرة، وبدأ مروجو هذه الفكرة في نشر تسجيلات صوتية لأحد الأشخاص المغمورين يتحدث فيها عن هذا المهدي ووجوب نصرته.

قناة "إحقاق الحق" على موقع اليوتيوب، كان لها النصيب الأكبر من عرض هذه الأفكار، فحسب الوصف الخاص بها فمالكها شخص يسجل هذه التسجيلات الصوتية لنفسه، ويرفقها بصور لمؤسس الطريقة العزمية الصوفية و"خلفائه"، ويركز فيها على نائب عام شيخ الطريقة، الشيخ أحمد علاء أبو العزائم، هو المهدي المنتظر.

يركز هذا الشخص في تسجيلاته على عدة محاور لأفكاره، أهمها أن النبوة ختمت بنبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكن الرسالة لم تختم، وهناك رسل ما زالوا يرسلهم الله، إضافة إلى وصفه نائب العزمية بأنه "المهدي"، واعتبار أن أبيه شيخ الطريقة ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية هو "المسيح"، إضافة إلى إيمانه برجعة الأنبياء مرة أخرى إلى الحياة الدنيا فى صورة أشخاص آخرين، أو ما يعرف بـ"تناسخ الأرواح".

ولم يكتف هذا الشخص بنشر تسجيلاته الصوتية، بل قام بإنشاء عدة حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وكذلك دشن صفحة أسماها الإمام المُهدَى "أحمد" هدية الله لأهل الأرض، نشر فيها عددا من أفكاره التي يزعم أنها عين الحق.

علاء أبو العزائم: مدسوسين علينا

يؤكد رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وشيخ الطريقة العزمية، الشيخ علاء أبو العزائم، أن هذه الأفكار باطلة، وليس لها علامة بمنهج الطريقة لا من قريب ولا من بعيد، ويعتبر أن مروجي هذه الأفكار، يكرهون الطريقة ويكرهونه هو شخصا وابنه ويهدفون إلى توريطهم وإساءة صورتهم في الوقت الذى يتحرك فيه في المحافل الدولية والتحدث باسم التصوف.

ويقول أبو العزائم، في تصريح لـ"دوت مصر"، "أقولها بصراحة، لا أنا المهدي ولا ابني المهدي، دول مجموعة متخلفين، مدسوسين على الطريقة، وبيحاولون أن يشوهوا صورتها، وكل ما نشاطنا بيزيد، تشوينا بيزيد"، مؤكدا أن من يروج لهذه الأفكار ليسوا من أبناء الطريقة العزمية، وأنه تم رصد بعضهم يكتب بعد اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي "العزمي"، أو "أبو العزائم"، وهم ليسوا من أبناء الطريقة ولا من أسرة أبو العزائم.

وشدد أبو العزائم أن الطريقة تقوم الآن بتجميع أسمائهم فى قائمة، لرفع دعاوى قضائية ضدهم لتشوييهم الطريقة، وهناك قائمة أخرى، أكد أن فيها ليس عددا كبيرا، من أبناء الطريقة سيتم فصلهم لترديدهم هذا الكلام، الذي اعتبر أنه كلام "خصوم" الطريقة، بهدف توريطه وتوريط نجله.

أحمد أبو العزائم: يكذبون على الرسول

ويشدد نائب الطريقة العزمية، الشيخ أحمد أبو العزائم، أن "هذا كلام فارغ، وليس له أي أساس من الصحة، ومن يقوله واهم فلا أنا ولا والدي قولنا ذلك عن أنفسنا، ولم يقل الإمام أبو العزائم ذلك ولا أحد من خلفائه، ولا نقبل مثل هذا الكلام"، واصفا من يروجون لهذه الفكرة بأنهم "كذابون".

ويوضح نائب العزمية لـ"دوت مصر"، أنهم إضافة لكذبهم على الطريقة العزمية فهم يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مستشهدا بادعاء صاحب هذه التسجيلات الصوتية، بأن النبي قال "العود حق، العود أحمد"، مؤكدا أنه "كذاب ومدلس"، فهذه المقولة لمالك بن نويرة وليست للرسول.

ويضيف نائب العزمية، أنه فيما يتعلق بقضية المهدي، فمنهج الطريقة هو تربية الرجال القادرين على رفعة شأن الأمة الإسلامية، ولا يهمهم من هو المهدي، موضحا أن هذا المنهج هو أساس منهج السادة الصوفية، وبخصوص توقيت ظهور المهدي يرى أن توقيته لا يعلمه إلا الله، مضيفا أنه فى كل عصر يتصور أهله أنه زمن المهدي.

عبدالحليم العزمي: أتباع الدجال

أما أمين عام الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، الدكتور عبدالحليم العزمي، فيؤكد أن هذه الأفكار "وثنية"، موضحا أن عقيدة تناسخ الأرواح ورجوع الروح إلى الحياة بجسد آخر، عقيدة يونانية، وهندوسية، وبوذية، لا تمت للإسلام بصلة، واصفة مروجي هذه الفكرة بأنهم "أتباع الدجال" الذين يحاولون إفساد العقيدة الإسلامية عموما، وفكر الطريقة العزمية على وجه الخصوص، مركزا على أن هذه المجموعة تفسر القرآن وفق أهوائها الشخصية، وهو ما لا يصح شرعا.

وفيما يتعلق بختم النبوة والرسالة، يؤكد العزمي لـ"دوت مصر"، أنه معلوما عند الأطفال أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، فعندما قال الله عز وجل "وخاتم النبيين"، فالبطبع هو خاتم المرسلين، ومن يقول غير ذلك جاهل، مضيفا أن ما يتعلق بالدورة المحمدية والأحمدية التي يتحدثون بها، فهي اقتباس لأفكار الطائفة "القديانية الأحمدية"، والتي يعتبر أنها عقائد فاسدة، حذر منها مؤسس الطريقة العزمية، مؤكدا أنه بدلا من جعل أتباع القدياني إمامهم هو الرسول والمسيح والمهدي، قام من اعتبرهم "المخربون" بتقسيم الأدوار فجعلوا شيخ الطريقة الحالي هو المسيح، ونائبه المهدي والرسول.