أثار المؤتمر الاقتصادي، الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأقيم بشرم الشيخ أخيرًا، ردود فعل واسعة، حيث أبدى عدد من مؤيدي الرئيس الأسبق حسني مبارك استياءهم من نسب فكرة المؤتمر إلى السيسي.

مبارك هو الآخر، قام أيضًا بنسب فكرة المؤتمر الاقتصادي إلى نفسه، وقال في تصريحات نقلها عنه محاميه فريد الديب، إن "مبارك أشاد بالمساعدات الخليجية لمصر، وأنه دعا إلى مؤتمر مماثل خلال العام 1996، ولمس بنفسه حجم الإقبال من المستثمرين العرب، وحجم العون الذي يقدمونه"، مبديًا سعادته بإقامة المؤتمر في شرم الشيخ التي سعى أن تكون منارة للعالم، ولاسيما أن القاعة التي عقد بها المؤتمر أنشأت في عهده".

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لمبارك، وهو يتحدث عن المؤتمر الاقتصادي، الذي عقده في القاهرة في العام 1996، تحت مسمى "مؤتمر القاهرة الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وقال مبارك إن "هذا المؤتمر سيحرز تقدمًا في الناحية الاقتصادية في القطاعي العام والخاص، وأن الدولة وجهت الدعوة إلى شركات كبرى وعملاقة، وعدد من رجال الأعمال، بلغ عددهم نحو 2000 للاستثمار في مصر"، معربًا عن أمله في تعاقدات تسفر عن استثمارات في محافظة السويس والمدن الجديدة".

وأضاف مبارك في الفيديو، أن "هذا المؤتمر سينعكس على المواطنين، وسيوفر وظائف وفرص عمل"، مؤكدًا أن "المؤتمر الاقتصادي أدى مغزى سياسي، وهو أن الاستقرار سيجلب رأس المال للاستثمار ".

تجدر الإشارة إلى أن مبارك عقد في بداية حكمه وتحديدًا في العام 1982 مؤتمرًا اقتصاديًّا في محاولة للخروج من نفق الديون، وجذب الاستثمارات، بعد أن خاضت دولة حربًا مع الجماعات الإسلامية المتشددة أدت إلى مقتل الرئيس الراحل أنور السادات.

وتعجبت صفحة "أنا آسف ياريس"، المؤيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك، من دعوة السيسي، واعتبرت أن مبارك هو أول رئيس في تاريخ مصر يدعو إلى مؤتمر اقتصادى لدعم اقتصاد بلده في 24 فبراير 1982 بعد توليه الحكم مباشرة، كما أن عقد هذا المؤتمر تكرر أكثر من مرة، ومن هنا جاءت فكرة المؤتمر الاقتصادي، وأن السيسي بذلك يستكمل المسيرة"، بحسب الصفحة.

في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد، المستشار بهجت الحسامي، إن "هناك أفكارًا قيلت في وقت سابق، ولكن في النهاية العبرة بالنتائج، وأن المستثمرين أبدوا ثقتهم في الاقتصاد المصري بسبب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وليس أحد غيره".

وأضاف الحسامي في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن "الرئيس السيسي عمل على حل المشاكل والأزمات التي خلفتها الأنظمة السابقة"، موضحًا أنه "لا يجب النظر إلى المؤتمر الاقتصادي بأنه مجرد فكرة طرحها الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولكن يجب النظر إلى الأداء والقدرة على التنفيذ والحشد الدولي، الذي وضع ثقته في النظام الحالي، وعلى رأسه الرئيس السيسي".

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحدث خلال افتتاح أعمال الجلسة الأولى في المؤتمر الاقتصادي، عن تحسين بيئة الاستثمار، والعمل على جذب الاستثمارات من خلال تنفيذ حزمة من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية المهمة، وانطلق الجمعة الماضية مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري "مصر المستقبل" بمدينة شرم الشيخ، واختتم أعماله في 15 مارس الجاري، وشاركت فيه نحو 120 دولة ومنظمة دولية، و20 رئيس دولة، وعدد من الملوك والأمراء، وتعول الحكومة على المؤتمر، في الترويج للاقتصاد المصري، الذي تدهورت أوضاعه في أعقاب ثورتين، كما تأمل الحكومة جذب استثمارات أجنبية مباشرة تتخطى حاجز الـ60 مليار دولار، لتحسين أوضاع البنية التحتية الاستثمارية في مصر.