حوار| شيخ صيادين بالسلوم عن التهريب: "إيه إللي رماك ع المر"
أكد شيخ الصيادين بالسلوم، سليمان يونس شعيب، أن وضعهم أصبح في تدهور منذ أن بدأت السفن الكبيرة تأتي من مطروح والإسكندرية، حيث تجرف الأسماك من مياه السلوم، وتتلف معدات الصيد، حتى هجر بعض الصيادين المهنة نهائيا.
وقال شعيب، في حواره مع "دوت مصر"، إن عدد الصيادين بالسلوم 300 صياد فقط، مقيدين في جمعية الصيادين، مضيفا أن مطالبهم بسيط ومشروعة، مثل السماح لهم بالسروح ليلا لتجنب إتلاف المعدات، أو منع المراكب الآتية من مطروح والإسكندرية من الصيد في مياه السلوم.
وعن تنظيم "داعش"، أضاف أنهم لا يسمعون عنه، وأن آخر ما يسمعون عنه هو الهجرة غير الشرعية، وأنهم لا يخافون من داعش ولا يشعرون بأنه بالقرب منهم.. وإلى نص الحوار:
- هل عينت شيخا للصيادين بالوراثة؟
لأ، لقد انتخبت من قبل الصيادين شيخا لهم، بعد أن شغل هذا المنصب والدي، فيعتبر بالطريقتين .. الانتخابات والوراثة.
- كيف يكون وضع الصيد في المهن القائم عليها اقتصاديات مدينة السلوم؟
الصيد هي المهنة الوحيدة التي يمكن امتهانها وتتم داخل مدينة السلوم، ولا يوجد مورد لأكل العيش سوى البحر، والسلوم مدينة تعيش في الأساس على الصيد.
- ما الذي أضر بحرفة الصيد بالسلوم بالفترة الأخيرة؟
الوضع أصبح في تدهور منذ أن بدأت السفن الكبيرة تأتي من مطروح والإسكندرية وتقوم بجرف الأسماك من مياه السلوم، وإتلاف معدات الصيد، حتى هجر بعض الصيادين المهنة نهائيا.
- كم عدد العاملين بمهنة الصيد في السلوم؟
300 صياد مقيدين في جمعية الصيادين بالسلوم.
- كم عدد المراكب التي تمتلكونها؟
ليس لدينا سوى عشرات المراكب التي ترسي بالميناء، ويوجد لدينا مراكب أخرى بمطروح ممنوع دخلوها، لمنع السروح ليلًا في المنطقة الحدودية.
- إذًا المراكب الآتية من مطروح أيضًا ممنوع أمامها السروح الليلي؟
لا مراكبنا التي بمطروح هي التي ليس لديها تصريح السروح ليلًا، بينما المراكب التابعة لمحافظات الإسكندرية ومطروح لديهم تصريح السروح ليلًا، بينما نحن مصرح لنا بالصيد من أول ضوء لآخر ضوء، أي لوقت الغروب، فأحيانًا تخرج مراكبنا للصيد بمطروح.
- لماذا تمنع مراكبكم من السروح ليلًا بمياه السلوم؟
من أجل حوادث التهريب، والتجارة غير الشرعية، والأوضاع الأمنية غير المستقرة، على الرغم من أنه لا أحد من الصيادين تم توقيفه في قضية تهريب، حتى إن صيادي السلوم يساعدون القوات المسلحة، فقبل تواجد مراكب البحرية وحرس الحدود، نحن من كنا نوقف عمليات التهريب عبر البحر، ونغطس لنضبط أي شيء مهرب بباطن البحر.
شيخ الصيادين: السلوم عبارة عن معتقل مرفه
- ما أهم مطالبكم؟
السماح لنا بالسروح ليلًا لتجنب إتلاف معداتنا، أو منع المراكب الآتية من مطروح والإسكندرية من الصيد في مياة السلوم، وتخصيص قطعة أرض من قبل المحافظ لعمل مقر للجمعية يمكننا أن نبيع فيه أسماكنا، ونضع فيها مراكبنا، ولا مانع أن تكون تحت إشراف قيادة مكتب حرس الحدود بالسلوم، فكل مطابلنا بسيطة ومشروعة.
- لماذا يبدو البحر لديكم شبه مهجور وليس به أي حياة؟
البحر لدينا ليس به أي حركة أو سياحة، فممنوع على أي مواطن الاقتراب من البحر أو الكورنيش من بعد آخر ضوء، أي غياب الشمس، حتى ولو في كردون مدينة السلوم، لأنها تعتبر منطقة حدودية ومحظورة.
-ما أشهر حوادث التهريب التي حدثت على ساحل السلوم؟
قامت قوات حرس الحدود بالقبض على العديد من المراكب الليبية، ليس حادثة واحدة، وتم إلقاء القبض على مركبين تركيين في الأيام الأخيرة، تدخل إلى مياهنا الإقليمية ويقومون باصطياد أسماك التونة، وأسماك نادرة مثل أبو سيف، والتي ليست موجودة لديهم، ومتوفرة في مياة السلوم.
- أخبرنا بأشهر الأسماك التي تفرزها مياة السلوم وأندرها؟
أشهر الأسماك البربوني والمرجان والغار، وأندرها أسماك عين شمس وصاد فيش، والتي استخرجنا منهم 4 أسماك على مر التاريخ حتى الآن، سلمناها إلى معهد علوم البحار بالإسكندرية، إلا أن إحداها تم تهريبها إلى الخارج.
- هل تعرضتم في الفترة الأخيرة كصيادين إلى حوادث خطف؟ أو خفتم من أن تطولكم جرائم داعش على حدود السلوم؟
لا لن نسمع، آخر منا نسمع عنه هنا هو الهجرة غير الشرعية، أما عن جرائم داعش فنحن لا نخاف منها ولا نشعر أنهم بالقرب منا من الأساس، فليس لدينا علم بالذي يحدث في ليبيا، ولا الذي يحدث في مصر، فقط نشاهده في التليفزيون.
- بماذا ترد على من يدعون أن السلوم دولة داخل الدولة؟
بنظرة متعجبة: "السلوم مثل المعتقل المرفه، فهي صغيرة جدًا، عبارة عن بوابة وهضبة كلها حدود، ولا تستطيع أن تطل خارجها أو إلى بحرها إلى بتصريح من حرس الحدود.
- لماذا لم تغادر السلوم إذن؟
مسقط رأسي، فحياتي كلها بالسلوم.
- هل فكرت في الهجرة إلى ليبيا؟
سافرت ليبيا، فحينما خف الصيد في السلوم قصدت ليبيا، ولكني لم أرتاح مع أهلها، ولم تطل إقامتي بها أكثر من 15 يومًا.
- كيف أثر غلق منفذ السلوم عليكم؟
غلق المنفذ أثر على كافة السلوم، فكثير من أهلها كان منفذ السلوم هو باب الرزق الوحيد لديهم، عبر الإتيان ببعض البضائع الخفيفة، والآن قطع هذا الرزق الذي كان لا يتعدى من الـ50 إلى 60 جنيها يوميًا، كما أنه لا يوجد بدائل لديهم للعمل بها، فالسلوم ليس بها مصانع أو مصالح للتوظيف.
- ألهذا يلجأ أهل السلوم للتهريب؟
رغمًا عنهم "إيه إلي رمالك ع المر قال إللي أمر منه"، فحينما تفشل في أن تأتي بقوت يومك، فستضطر لعمل أي شيء، فلا تلومون من يجلس وليس لديه مصروفات أولاده، فهو سيخوض في أي شيء حتى السرقة لكي يأتي بقوت أبنائه.