اجتاح جنون التصوير العاصمة المصرية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعية هي الساحة الرئيسية لعرض الصور، لكن هذا الجنون التصويري كشف أمرًا آخر، هو تحول الشباب المصري عن المفاهيم التقليدية للرجولة، لمحاولة تقديم أنفسهم على أنهم مشاهير عبر الإنترنت، وفق ما ذكرته صحيفة "جارديان" البريطانية.

وبيَّنت "جارديان" أن عادة التصوير عند الشباب المصري كشفت تخليهم عن "الفحولة" المرتبطة بتقاليد المجتمع، ليبدأ الشباب في الاهتمام الزائد بلبسهم المختلف، كي يتحولوا إلى مشاهير.

الشباب المصري يجن بالتصوير

وتوضح الصحيفة أنك بمجرد التنزه في المساحات الخضراء القليلة جدًّا في القاهرة في عطلة نهاية الأسبوع، فسوف تصطدم بالكثير من الشباب "النحيلين" الذين يلتقطون صورًا لأنفسهم.

أسهل طريقة لتصبح مشهورًا

يقول المصور محمد عفت، الذي قدَّم للصحيفة 30 صورة تكشف هذا التغير في الشباب المصري: "الشعب يرى هذا أسهل طريقة لتصبح مشهورًا". وتشير الصحيفة إلى أن عفت واحد من عشرات المصريين الذين أطلقوا صفحات باسم "Famous of Egypt" أو قريبة من هذا الاسم، من أجل توفير خدمة نشر صور لشباب يهتمون بمظهرهم، ويسعون لتقديم أنفسهم على أنهم مشاهير و"موديلز" من خلال هذه الصفحات.

60 جنيهًا لالتقاط صور ونشرها عبر صفحات المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي

وتابعت الصحيفة بالقول إنه بعد أن يدفع الشاب 60 جنيهًا من أجل التقاط صور ونشرها على مثل هذه "الجروبات"، أو عبر حساب خاص على "فيس بوك"، يراقب بشغف مدى "الإعجابات" التي ستجمعها صورته، وعدد طلبات الصداقة التي ستتدفق عليه، لكن هذا الحلم نادرًا ما يتحقق، فليس من السهل أن تنتج هذه الصفحات بعض المشاهير.

شعور منتفخة وسراويل ضيِّقة

ولفتت الصحيفة إلى أن الزي يتنوع، لكن الأولاد "المشاهير" عادة يرتدون سراويل ضيقة و"تيشيرتات" صوفية، على غرار أبناء دول شمال أوروبا، ويتبعون شكل الشعر المنتفخ الكثيف.

تغير في زي الشباب المصري

وتشير إلى أنه نتيجة لهذا الجنون، حصل بعض هؤلاء الشباب على صفقات إعلانية، وشهرة في الشارع، ومتابعة شديدة على الإنترنت، ومن هؤلاء "سونيك دياب"، الطالب في مجال الاتصالات، الذي يتابعه نحو 44 ألف شخص على الإنترنت، كما أنه ظهر في إعلان لسلسلة مطاعم برجر وشركة "كريسبي". ويقول دياب- اسمه الحقيقي محمد عماد الدين-: "أنا لست مغنيًا. لم أفعل شيئًا سوى أنني أنشر صوري"، قبل أن يضيف: "أصبحت شهيرًا بدون أن أفعل أي شيء".