التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:52 ص , بتوقيت القاهرة

الصادق المهدي: الحرب ضد "داعش" تجلب له مزيدا من التأييد

أكد المعارض السوداني البارز، الصادق المهدي، أن الترويع أو الإرهاب، مرفوض لأنه يستهدف الأبرياء، ومباغت، كما أنه لا يرتبط بدين معين، بل لجأت إليه جماعات من كل الأديان والثقافات والقوميات، كما كان حال "إيتا" في إسبانيا و"الجيش الجمهوري" في آيرلندا، و"الألوية الحمراء" في اليابان و"بادر ماينهوف" في ألمانيا.


وقال المهدي، أمام المؤتمر الدولي "دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي"، الذي يواصل أعماله لليوم الثاني على التوالي: "إن التعامل مع الإرهاب الحالي، باعتباره مجرد تحد أمني للدول القطرية، وللنظام الدولي، الذي أوجب تحالفا دوليا لهزيمته عسكريا، لا يجدي، بل إن قيادة الدولة الكبرى لمواجهة "الخلافة" المزعومة والإمارات المتحالفة معها، يقوي تصويرهم لها كحملة صليبية ضد أهل القبلة، أو كحملة تحالف دولي شيعي ضد أهل السنة، وهو ما يزيد من تأييدهم في كثير من الأوساط".


ولفت إلى أن دولا كبرى وأخرى في المنطقة لأغراضها، أنعشت اجتهادات بعض الحركات التي تكفر الآخر، وتستبيح دماءه وأعطتها دورا حديثا ومولتها وسلحتها ودربتها، إلا أن الأمر تمخض عنه مولود جديد تحول ضد من رعاه، وتحول من مركز واحد إلى شبكة من مراكز وإلى إمارات وإلى إدعاء "خلافة".


وقال :"إن هذه الحركات غرفت من اجتهادات موجودة في جسم الأمة الإسلامية، علاوة على أنها تخاطب أشواقا شائعة في المنطقة، لكن الذي فعلها عوامل خارجية بدءا من مقاومة الغزو السوفيتي لأفغانستان، ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، ثم الدور الإثيوبي في الصومال، ثم مآلات ثورة الربيع العربي في ليبيا، وسوريا، واليمن".


أضاف " داعش صارت تلبية لاحتجاج وتظلم سني ودولة مركزية ثورية سنية، ومهما توحشت أساليبها فإنها لدى كثيرين تلبي تلك الأشواق، وتعبر بصفة خاصة عن مشاعر سلفيين وسلفيين جهاديين".


وتابع المهدي "إن مواجهة التذمر بالوسائل العسكرية لا سيما المعتمدة على قيادة أجنبية ستمنح قيادات الخوارج ذخيرة إضافية لتجنيد الشباب لنصرتها"، لافتا إلى أن داعش طورت أساليب القاعدة، وهي بدورها الآن تمددت في المغرب العربي انطلاقا من ليبيا، وفي سيناء، وقد تتعدد هذه الإمارات في مناطق كثيرة على نهجها.


ونبه إلى أن هذه الحركات ستستغل انهيار الدولة الوطنية في بعض البلدان، وتظلم الشعوب في بلدان أخرى واعتماد دول المنطقة على حماية أجنبية، والتناقضات الفكرية، والمذهبية لتدعم أجندتها "الخوارجية" التي تصلح كتعبيرات عن الاحتجاج الصارخ ولكنها بدائل غير مجدية في مواجهة تحديات العصر.


وقال المهدي "إن إعلان حرب عالمية ضد دولة الخوارج التي أسستها داعش دون مخاطبة العوامل التي صنعت الاستعداد لفكرها في ثقافة المنطقة وعوامل التظلم السني يمكن أن يدمر الكيان العسكري لها، إلا أنه سيؤدي لنفس النتيجة كما في حالة طالبان ما لم نتمكن من صحوة ثقافية تحرر مجتمعاتنا من الانسداد الماضوي ومن التظلم السياسي ومن الغبن السني والشيعي".


وأشار في هذا الإطار إلى أن المقاومة السنية في العراق وفي سوريا وجدت نفسها تقاتل نظامين شيعيين تسندهما دولة مركزية شيعية هي (إيران) إلا أن دولا سنية في الخليج دعمتها.. قائلا "إن هذه العوامل هي التي جعلت فرع القاعدة في سوريا يتطور في اتجاه متعد للحدود وثوري الأساليب لإقامة دولة مركزية سنية ثورية – داعش - خلافة تضارع الإمامة الشيعية في إيران".