التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:13 ص , بتوقيت القاهرة

وزير خارجية المغرب: نطمح لخلق شراكة متقدمة مع مصر

أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، أن بلاده تسير في اتجاه تطوير قدرات التنسيق مع مصر في مجال محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن تجربة القاهرة والرباط متقدمة في هذا المجال، ما يجعل منها أساسا للتعاون، كذلك لاقتسام التجربة مع الدول الأخرى.


أضاف الوزير، في تصريحات لـ"أ ش أ"، على هامش انعقاد منتدى "كرانس مونتانا" في مدينة الداخلة جنوب غرب المغرب - "إننا لا نكتفي بالتعاون فقط في مجال مكافحة الإرهاب.. فمصر تعرف طموحنا وما عبرنا عنه بعد زيارة سامح شكري الأخيرة، فطموحنا هو أن تكون هناك شراكة متقدمة بين المغرب ومصر".


وعما إذا كانت هناك خطوات اتخذت لتحقيق هذا الطموح، قال إن هناك خطوات كبيرة تم اتخاذها بالفعل، ونحن نعمل على عدد من الموضوعات ومجموعة من الملفات المهمة جدا نحتفظ بها بالطبع لمناقشتها في القمة التي ستعقد بين رئيسي البلدين.


وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك قمة مرتقبة تجمع الرئيسين.. قال مزوار كنا قد اتفقنا مع وزير الخارجية المصري على أن نحدد ذلك في أفق شهر يونيو المقبل، ونعمل على ذلك طبقا للأجندة الخاصة لرئيسي البلدين، وعلى ضوئها سيتم تحديد موعد اللقاء.


وعن عقد منتدى "كرانس مونتانا" في مدينة الداخلة المغربية، قال "أعتقد أن أفضل وسيلة لمحاربة آفة الإرهاب، بالطبع يكون عبر التنمية والقيم السمحة والاعتدال"، معربا عن اعتقاده أن ما يقدمه المغرب اليوم من نموذج هو مشتق من التجربة المغربية التي بنيت عل التسامح والخيارات الواضحة والمبادئ".


وردا على سؤال بشأن موعد منتدى نيويورك حول قضية الصحراء بعد أسابيع قليلة والرسالة التي يود المغرب أن يبعث بها في هذا التوقيت تحديدا، خصوصا أن المنتدى كان قد لقى انتقادات كثيرة في محاولة لإثناء الضيوف عن المشاركة والحضور، أجاب وزير الخارجية المغربي أن رسالة بلاده هو أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية هي واقع وممارسة وليست منظورا.


وأوضح "بالنظر إلى الخطاب الأخير عندما تكلم الملك محمد السادس في هذا الإطار داعيا إلى ضرورة انفتاح المدن وانفتاح الأقاليم الجنوبية على محيطها الإقليمي والدولي"، معربا عن اعتقاده أن مناظرة من هذا النوع هو أولا تأكيد لهذا الجانب وثانيا هي رسالة لكل من لا زال يعتقد بأن الأقاليم الجنوبية مطوقة بالسلاح وبالعسكر والجنود، بأن الواقع مختلف، ففيها سكانها يبنون أسس مستقبلها في إطار الوحدة الوطنية.


وأكد أن أحسن رسالة للعالم ولمن يسعون للتشكيك في قدرة الأقاليم الجنوبية في الدخول في ديناميكية التنمية بعيدا عن محاولة تسميم الأجواء وتغيير الرأي العام.. أعتقد أن أفضل جواب هو الرد بمثل هذه التظاهرات، خصوصا أنه الخيار المغربي وكذلك خيار سكان الأقاليم الجنوبية.


أضاف "نحن لا نقوم بهذا من أجل ان يعترف لنا العالم بما نقوم به، لأن هذا شيئا نقوم به من أجل سكان الأقاليم الجنوبية ومن أجل تنمية المغرب عموما وبشكل عام وبعيدا عن كل ما يحدث في المنطقة".


وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن تنظيم هذا المنتدى في أي مدينة أخرى، قال مزوار "أولا نحن لم نختر الداخلة، مشيرا إلى أن هناك مؤسسة اسمها كرانس مونتانا اعتبرت أن التحول الإيجابي الذي عرفته المناطق الجنوبية في المغرب يجب التعريف به، كذلك هناك مقاربة للداخلة كبوابة لإفريقيا من حكم موقعها وقدرتها وطاقتها التنموية، مشيرا إلى أن كل المدن الصحراوية وغيرها من المدن الأخرى كلها تندرج في إطار المغرب ويمكن أن تقام تظاهرات في أي مكان مهما كان من الأقاليم.


وقال مزوار، ردا عن سؤال عما إذا كانت هذه اللحظات تعتبر تتويجا للتعاون جنوب - جنوب بين المغرب وباقي شركائه الأفارقة من خلال منتدى دولي بحجم كرانس مونتانا، إن المغرب يترجم ذلك عمليا وميدانيا مع مجموعة من الدول الإفريقية، فعندما ننظر إلى التجربة المغربية نجد الاستثمار في الدول والاستثمار في العنصر البشري أو التنمية البشرية والتعاون الأمني.. لذا فالمقاربة المغربية تترجم عمليا عبر مجموعة الاتفاقيات مع كثير من الدول وسنستمر في ذلك.


وتابع أن "كرانس مونتانا" هو لحظة للتقييم وقراءة التجربة المغربية والدفع عبر هذا الحوار لكي يتأكد الجميع بأنه في مصلحتهم، ومن المهم أن يكون هناك حوار وعمل مشترك أكثر.


وبالنسبة لموضوع ليبيا وحقيقة نتائج الحوار الليبي، قال مزوار "نحن نسعى لأن يستمر هذا الحوار.. وبالطبع الأطراف واعية بمسؤوليتها لأن المغرب هو حوار الفرصة الأخيرة، وهذا ما عبروا عنه بأنفسهم.. فنحن نهيئ الظروف ونحاول إقناع كل طرف بالسير في اتجاه مصلحة ليبيا واستقرارها ووحدتها.. وعندما تناقش معهم كل واحد على حدة تجد أن كلهم مقتنعون بنفس الشيء".


أضاف "الذي يبقى هو أن نوفر لهم الإطار لكي يصلوا إلى نفس الخلاصة التي يؤمنون بها وهي الحل السياسي عبر إقامة حكومة ائتلاف وطنية تسمح ببناء مؤسسات وطنية ونبذ العنف وضرورة محاربة الإرهاب ومواجهته والحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية والكل متفق على هذا.. ويجب على كل الأطراف التي تتدخل في موضوع ليبيا من مسؤوليتها أن تساعد في الوصول إلى حل سريع يضمن وحدة ترابها وتوفير الأمن".


وبشأن تأجيل الحوار منذ الأمس إلى الآن لعدم وصول وفد البرلمان الليبي "طبرق"، الذي طلب التأجيل، قال إن وفد طرابلس حضر ووفد مصراته كذلك ويبقى وفد طبرق الذي لم يحضر بعد، لأنه مازال يناقش بين مكوناته اقتراحا واضحا يجب أن يأتي به، وعندما تنضج لديهم سيأتون ولليقين بأنهم سيقومون بذلك وإلا سيتحملون مسؤولية كبيرة.


وعن توقعه لموعد مجيئهم قال ليس عندي معرفة بذلك لأنها مسألة داخلية خاصة بهم، والمغرب وضعناها رهن إشارة كل الفرقاء، وهم في بلدهم، نوفر لهم المناخ ونساعد الأمم المتحدة ومبعوثها في ذلك، وكلما أسهمنا جميعا في هذا الاتجاه كلما أعتقد انهم سيصلون إن شاء الله إلى اتفاق.