التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:14 م , بتوقيت القاهرة

وصايا كُتاب "دوت مصر" لنجاح مؤتمر مصر الاقتصادي

"تلتزم حكومتنا بتبني السياسات التي تهدف إلى تحقيق معدلات مرتفعة ومستدامة من النمو، فضلاً عن خلق بيئة عمل جاذبة للاستثمار وعادلة وقادرة على المنافسة دولياً"


 عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية متحدثًا عن مخطط مصر لتحقيق الاستقرار والاستثمار والنمو



 


ينطلق  مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015. تحت رعاية مؤسسة الرئاسة المصرية، وعلى مدار الاسبوع الماضي، دأب كتاب الرآى بموقع "دوت مصر"، على فتح زوايا جديدة، لتقديم العون في إنجاح مؤتمر مصر الاقتصادي، بغرض دفع عجلة النمو وجذب الاستثمار.


في نهاية هذا الإسبوع، وتحديدا يوم الأر بعاء 11 مارس، كتب رئيس التحرير خالد البري، مقالا بعنوان "المؤتمر الاقتصادي أهم من أي حاجة تاني"، قائلا إن "الاقتصاد في حياة الأمم، كالصحة في حياة الأفراد، هو عامل الحسم في المنافسة، وهو الرافعة التي يصعد عليها الأمن والدفاع والتعليم ومستوى الدخل. (..) المؤتمر الاقتصادي أهم حاجة لمصر لأن الوضع الاقتصادي متدهور (..) ولأن الاقتصاد أكبر عامل في تغيير سلوك الناس، لذلك لا مزاح مع الاقتصاد، ولا مع الخطاب الاقتصادي.


ورغم حالة التفاؤل التي تسيطر على الجميع من نتائج المؤتمر الاقتصادي المنتظرة، إلا أن هذا التفاؤل يظل حذرا في انتظار المشروعات التي ستعرضها الحكومة في المؤتمر، ونوع الرسالة التي سترسلها بشأن خطط الاقتصاد المقبلة، وفق محمد زكى الشيمى - أحد كتاب الرآى -الذي يقول "رغم التخوفات الأمنية، إلا أن تمثيل الشركات والمؤسسات العالمية والإقليمية  يعطى مؤشرا يدعو للتفاؤل".


"الشيمي" يبنى تفاؤله على حقيقة أن المستثمرين بالخارج ليسوا منفصلين عن الواقع اليومي بمصر، وهم يتابعون الوضع الأمني والسياسي وتطوراته لحظة بلحظة.


ويختم "الشيمي" مقال "بين المؤتمر الاقتصادي والثقافة الرأسمالية" قائلا: إن "الضامن الأكبر لاستقرار المنظومة "الحالية"  هو أن تتحول إلى جزء من العالم المتقدم أو ببساطة استبدال المنظومة الثقافية المتهالكة بمنظومة ثقافية رأسمالية" وذلك لأن الثقافة القائمة على القيم الرأسمالية ضرورة لتحويل المجتمع نحو المبادرة واحترام الحريات، وإعلاء قيمة العمل والكفاءة." 


أما الكاتب رفيق جريش، فهو يتحدث عن "آمال المؤتمر الاقتصادي" الذي ينتظره الجميع شعبا وحكومة، ويعولون عليه كثيرا؛ ليكون انطلاقة نحو المستقبل، حيث يرى أن مصر تحتاج بجانب قانون الاستثمار الجديد الذي أعدته الحكومة وصدق عليه الرئيس السيسي، إلى  "بناء مدارس فنية وتكنولوجية، حتى نكون فنيين قادرين على مجابهة العصر ومستوعبين لكل أدوات التقدم".


"تحديات مصر" يرصدها الكاتب عبدالله الجنيد، قائلا "إن العالم يدرك الآن أن مصر استطاعت تجاوز أصعب مراحل الانتقال السياسي بعزيمة وإصرار واضح، فمصر يُعول عليها مصريًا وعربيًا وإفريقيًا، وهي في نفس الوقت تملك لتُقدم الكثير من الفرص في الكثير من قطاعات الاقتصاد المحلية والإقليمية 
وذلك بما تملك من ثروات طبيعية وبشرية"


وينقلنا ذلك إلى مقال محمد على إبراهيم، الذي يربط بين المؤتمر الاقتصادي والتغيير الوزاري الأخير، حيث يري أن القاهرة في رهان صعب إذا نجحت واستتب الأمن وانتعش الاستثمار وازدادت ثقة العالم، وهو ما يصفه بـ"عنق الزجاجة في شرم الشيخ"، داعيا إياها إلى أن تعبر منه إلى فضاء أوسع، كما يذكر مؤشران قويان حول قدرة مصر على عبور ذلك المنعطف هما "النجاح في خفض سعر صرف الجنيه في السوق السوداء وتوحيد سعره بين البنوك وشركات الصرافة.. وجمع 62 مليار جنيه في 8 أيام لتدشين مشروع توسعة قناة السويس"


ويختم "إبراهيم"، مقاله فيقول: ينجح المؤتمر إذا تبنى مصلحة الشعب وزاد من رصيد الاحتياطي الأجنبي وقلص سعر صرف الدولار.. وكما قلت في البداية أنه امتحان صعب بعد ثلاثة أيام، ونريده أن ينعكس على حياة المواطن، وليس ديكورا جماليا أو "مكلمة" استعراضية ودعائية".
 
ويضعنا ذلك أمام مقال أيمن السميري، الذى يتحدث عن شرم الشيخ كمواطن بسيط - على حد تعبيره - فيقول "مازلت أتمنى ألا يكون هناك تركيزا كبيرا، على الاستثمار الريعي السهل الذي لا يؤسس لقيمة معرفية وتصنيعية مُضافة، أو ما يعرف بال KNOW HOW، لا أتمنى أن ينتهي بنا الحال إلى جذب استثمارات أغلبها موجه إلى النشاط العقاري وبيزنس الكومباوندات وملاعب الجولف ذو الأرباح الهائلة السريعة في مصر والتدوير الاقتصادي السريع". 


"السميري" يدعونا إلى أن ننتظر حتى يكون المؤتمر فرصة لتوطين التكنولوجيا بمصر، وتعظيم القيمة المضافة، وأن يرتبط منح الفرص الاستثمارية، بتأصيل اقتصاد الابتكار والتجويد، وذلك لأن من يستثمر لابد أن يكون عليه التزام بإنشاء المصنع وبجواره مركز الأبحاث والتدريب، حتى نستطيع أن ننتقل إلى مرحلة خلق تكنولجيا مصرية في المستقبل.


وأتفق الجميع أن  مؤتمر مصر الأقتصادى  فرصة نادرة التكرار، علينا العمل على الاستفادة منها على النحو الذي يخلق مجتمع أعمال، وحاضنات تطوير وابتكار، من خلال بيئة جاذبة علي نحو دائم، لا ترتبط بالحكومات وتغيرها، أو بلغة أخرى آلا ينتهي إلى حصيلة هائلة من السمك والجمبري وقواقع البحر، ثم ينفض ويتركنا دون أن نتعلم كيفية صيدها مرة أخرى، فنحن نستطيع العبور من عنق الزجاجة حتى ولو لم يرد لنا الأخرون حياة أفضل.