التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:17 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "عبدالله".. ضاع بسبب محلب و200 جنيه

موكب رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، يصل إلى ميدان الحسين برفقة حملة أمنية كبرى، لإزالة الإشغالات.. الرعب يملأ قلوب الباعة مفترشي الأرصفة، ومنهم هاني مصطفى وزوجته، اللذان هرعا للملمة بضائعهما -خردوات ولعب أطفال- ووسط هذا الارتباك، ضاع طفلهما.


كان ذلك في يوليو الماضي، بحسب هاني مصطفى، والد الطفل "عبدالله"، والذي أكد لـ"دوت مصر" أن ابنه مختطفا إلى الآن، رغم أن كاميرات الميدان السياحي، المدجج دائما بقوات الأمن قد رصدته.


بائعة مناديل بالميدان أخبرت والدي الطفل بعد ساعة من البحث عنه دون جدوى، أنها شاهدته بصحبة سيدة، وأدلت بأوصافها، فذهب الأب إلى قسم الجمالية وحرر محضرا بالحادث، وذكر فيه ما أخبرته به بائعة المناديل.


قسم الشرطة استدعى السيدة لسؤالها عن الواقعة، فغيرت أقوالها، وقالت إنها التي اختطفت الطفل، وباعته لسيدة لا تعرفها مقابل 200 جنيه. وتبين أن بائعة المناديل اعترفت تحت تهديد والدتها الضريرة، التي سمعتها تتحدث مع المرأة التي اشترته.



"الأبواب مش مفتوحة" بتلك الكلمات تحدث والد "عبد الله" لـ"دوت مصر" عن محنته في البحث عن طفله منذ يوليو الماضي، موضحا أنه طرق كل الأبواب بحثا عن ابنه، بداية من شكوى بوزارة الداخلية التي لم ترد عليه، ثم النائب العام الذي قدم إليه بلاغا.


يضيف الأب: بعد أن اعترفت بائعة المناديل بجريمتها وعدم علمها بشخصية السيدة التي اشترت منها الطفل "عبدالله"، لم يكن أمامنا إلا كاميرات المراقبة المحيطة بميدان الحسين، والتي أمر النائب العام بتفريغها. يضيف الأب الثلاثيني: "كنت أتمن أكون أجنبي عشان يهتموا بيا، لكن للأسف…"، مشيرا إلى أنه قابل مدير أمن القاهرة وقتها، اللواء علي الدمرداش، وتعهد له بعودة الطفل بعد 48 ساعة، وأمر بتفريغ محتوى الكاميرات لاستيضاح أوصاف السيدة التي اشترته، لكن ذلك لم ينفذ، والأمر من ذلك تم منعه من دخول مديرية أمن القاهرة كي لا يذعج المسؤولين- بحسب قوله.


والدة "عبد الله" تقول، إن ابنتيها يوقظانها من نومها كل ليلة، لسؤالها عن أخيهم الغائب، مشيرة إلى خوفها الذي سيوصلها إلى الموت، بسبب انتشار عصابات سرقة الأعضاء البشرية، الذين ربما أخذوا الطفل ليسرقوا أعضاءه.


تضيف الأم الشابة: أنا مش عارفه هي الشرطة ليه رافضة تفض الكاميرات، دا حتى حرام " من لا يرحم لا يرحم"، أنا ما بنزلش البنتين من البيت، خايفه يضيعوا مني هما كمان، وبامشي في الشوارع أدور على ابني وكل ما اشوف طفل متسول باروح أبص في وشه.


في طريقي للخروج من شارع أم الغلام خلف مسجد الحسين مقر سكن أسرة الطفل لاحقتني صيحات الأهالي بالمحلات وعلى المقاهي، بعدما استنتجوا أني صحفي "اهتم يا أستاذ لاحسن أمه تعمل في نفسها حاجة"، ووسط السير قاطعتني كثيرا ملصقات تحمل صور عبدالله على الجدران، ومعها أحلام أسرة بسيطة تطارد كل الجهات؛ لمساعدتها في العثور على طفلها.