تعاني معظم مزلقانات السكك الحديدية بمحافظة دمياط من مشاكل كثيرة مع تهالك أغلبها، خاصة أنها تعمل بشكل يدوي وبدائي، يعتمد على الشادوف والسلاسل الميكانيكية، ويقوم أحد العمال بإغلاق المزلقان قبل موعد وصول القطار بخمس دقائق، بعد أن تخطره أقرب محطة قطار هاتفيًّا باقتراب القطار من المزلقان.

وفي عام 2012، أعلنت محافظة دمياط إنشاء 21 مطبًّا على مزلقانات السكة الحديد داخل نطاق المحافظة، بمناطق كفر سليمان وطريق كحيل وكفر البطيخ واللضامين، وتم كذلك إنشاء مطبات في محطة السوالم ومقطع كفر سعد البلد وميت أبو غالب وعزبة البساطي وطريق الهاويس والمطحن بالسنانية.

وقال عصام حنيجل، مدير مدرسة بمنطقة السنانية، إن أكثر مزلقانات دمياط لا توجد بها إشارات مرورية، وبعضها لا تعمل بها الأجراس التي تحذر من اقتراب القطار، بجانب عدم وجود إضاءة قوية لتنير الطريق أمام السيارات وهي تعبر المزلقان ليلاً. 

ولفتت عفت طه، موظفة، إلى أن مزلقانات المحافظة التهمت كثيرًا من الضحايا؛ من بينهم الطفل أحمد السيد من قرية السنانية التابعة لمركز دمياط، الذي لقي مصرعه تحت عجلات القطار القادم من القاهرة إلى دمياط عند مزلقان هويس دمياط، وكذلك حسن عبد العاطي (27 عاماً، عامل بمجال البناء)، الذي  لقي مصرعه بمنطقة الشعراء بقرية السنانية بمركز دمياط، بعد أن صدمه القطار القادم من المنصورة.

وقال رئيس منطقة سكك حديد دمياط ، محسن الخياط، إن جميع المزلقانات الواقعة ضمن نطاق المحافظة مُدرجة ضمن خطة التطوير في مرحلتها الثالثة، لكن تقرر وقف عملية التطوير مؤقتًا لحين تنفيذ خطة ازدواج خط دمياط - المنصورة.

وأضاف الخياط أن تكلفة تطوير المزلقان الواحد تقترب من مليوني جنيه، مشيرًا إلى أن المزلقانات الحالية يجري متابعتها، وأنها بحاجة لرفع كفاءة الأداء بها فقط، مع مراجعة عناصر الأمان البشرية ووضع الاحتياطات الكفيلة بجعل حركة القطارات سلسة وآمنة، موضحًا أنه تم تطوير مزلقاني هويس دمياط ودمياط الخارجي من ناحية الطريق الدولي، وأنجزت الأعمال المدنية ولم يتبقَّ سوى تركيب الأبواب الإلكترونية. 

واستنكر محمد عبد اللطيف، فني مزلقان هويس دمياط، تدنِّي رواتب العامين بالمزلقانات، مع مطالبتهم بأن يكونوا يقظين طوال فترة عملهم، في ظل ظروف صعبة، مؤكدًا أن حجرة مسؤول المزلقان مساحتها 120 سم × 2 متر،  وهي المكان الذي يقضي به وقت عمله من السادسة صباحًا حتى فجر اليوم التالي، لافتًا إلى أنه يوجد بدمياط 12 مزلقانًا يعمل عليها 33 خفيرًا وفني مزلقان.

وطالب عبد اللطيف مسؤولي الهيئة بتطوير المزلقانات، مؤكدًا أنه لا يوجد بالمحافظة سوى مزلقان دمياط الجديدة وكفر البطيخ فقط يعملان إلكترونيًّا، شاكيًا من تعطل أجراس الإنذار بقدوم القطارات في بعض الحالات، ما يجعله يعتمد على تحذيرات الزملاء في المزلقانات الأخرى عن طريق التليفون الأرضى أو المحمول.

ومن جانبه، قال محافظ دمياط، الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، في تصريح خاص لـ"دوت مصر" اليوم الأربعاء، إنه قام مؤخرًا بجولة لتفقد عدد من المزلقانات بالمحافظة، وأمر بالإغلاق الفوري للمزلقانات المخالفة حرصًا على أرواح المواطنين، وطلب كذلك تقريرًا عن حالة المزلقانات لعرضها على المسؤولين، لتطويرها وزيادة كفاءتها، بما يضمن قيامها بالعمل بالمستوى المطلوب.