التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:22 م , بتوقيت القاهرة

في 10 دول عربية وعالمية "عاصمة واحدة لا تكفي"

"عاصمة واحدة لا تكفي" شعار رفعته دول عديدة عربية وعالمية، لأسباب قد تبدو منطقية أو غير منطقية، فما بين الخلافات السياسية أو التقسيمات الإدارية، تجد بعض الدول عاجزة عن الإجابة على سؤال "أين العاصمة؟".


وتعد النزاعات السياسية، من أبرز الأسباب الرئيسية، لتعدد العواصم للدولة الواحدة، فتجد جماعة تسيطر على عاصمة ما فتبادر جماعة أخرى وتعلن عاصمة أخرى جديدة، كما قد تجد دول تنقل عاصمتها لمدن أخرى ثم تعود في قرارها تاركة عاصمتين للدولة أو دول لها عاصمة إدارية وأخرى تاريخية.


السياسة تفرق
الخلافات السياسية كثيرا ما تفسد للود قضية، أو بالأحرى تفسد للدولة عاصمة، فما يشهده العالم العربي من أحداث متسارعة، وخلافات سياسية متصاعدة، بين أبناء الوطن الواحد، دفعت إلى ظهور أكثر من عاصة للدولة الواحدة.


ففي اليمن، بعد فرار الرئيس المستقيل هادي منصور، من قبضة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء إلى محافظة عدن، ليعلنها عاصمة رسمية لليمن، وبادرت سفارات عربية وعالمية للاعتراف بشرعية الرئيس اليمني في عدن ونقلت سفاراتها من صنعاء إلى عدن، باستثناء بعض الدول التي لم تعترف بشرعية منصور وعلى رأسها عمان وإيران، ليصبح اليمن بعاصمتين واحدة حوثية تسيطر عليها جماعة أنصار الحوثي وتنصب نفسها كحاكم الدولة وأخرى لها شرعية دولية وعربية.



ونظرا للصراع الدائر في ليبيا، فقد انقسمت إلى أكثر من جزء، شرق ليبيا وهو الذي يحكمه ما يسمى بالمؤتمر الوطني العام، والذي خرجت عنه حكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا والتي تتعامل معها الحكومة المصرية مباشرة، متخذة مدينة طبرق عاصمة ومقر للمؤتمر، أما في الغرب حيث العاصمة الليبية طرابلس  فتتمركز الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمين، وجماعة فجر ليبيا التي  تحاربها القوات الليبية الخاضعة لسيطرة الفريق خليفة حفتر، ويتولى رئاسة الحكومة في الغرب عمر الحاسي. ويوجد هناك أيضا مجلس نواب، ومؤسسات دولة توازي الموجودة في طبرق.


عاصمة تحت التأسيس
ومن الأسباب الكثيرة لوجود عاصمتين في أحد البلدان هو وجود عاصمة جديدة تحت التأسيس تنوي الحكومة الانتقال اليها مستقبلا، فماليزيا مثلا تبني منذ عشرين عاما عاصمة حديثة ومتطورة تدعى بيتروجايا، كبديل لكوالالمبور، نقلت إليها بالفعل معظم مكاتب الحكومة منذ عام 2010 "بحسب ما ذكرت وكالات أنباء عالمية".




وفي المقابل قد تتراجع الحكومة عن الانتقال للعاصمة الجديدة فتبقى العاصمة معلقة بين مدينتين رئيسيتين، ففي بوليفيا مثلا قرر حزب الأحرار عام 1899 نقل عاصمة البلاد من سوسر إلى لوباز ولكن حزب المحافظين، قرر إبقاء السلطات التشريعية والدستورية في سوسر، ومن يومها وبوليفيا تملك عاصمتين.


عواصم تاريخية
قد تملك إحدى الدول عاصمة رسمية، تضم مكاتب الحكومة وسفارات الدول الأجنبية، ولكنها تتمسك "تاريخيا" بمدينة أخرى كعاصمة لها، ففي اليابان مثلا لايعترف معظم الناس بطوكيو كعاصمة ويتمسكون بكيوتو العريقة كعاصمة للبلاد، خصوصا أنها ظلت كذلك لآلاف السنين.



 أما إسرائيل فتتحدث عن القدس منذ عام 1950 كعاصمة رسمية وأبدية للدولة العبرية، ولكن ادعاءها هذا لايلقى قبولا عالميا وبالتالي مازالت السفارات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية تتمركز في تل أبيب بما فيها السفارة الأمريكية.



أفريقيا رائدة
أما في دول العالم الثالث، وبالأخص في القارة السمراء، تزخر بالدول ذات العاصمتين، فرئيس ساحل العاج السابق مثلا "فيليكس بوجيني" أصدر عام 1980 أمرا بنقل العاصمة من أبيجان إلى ياموسوكرو، المدينة التي ولد وترعرع فيها، وحين شعر ببوادر تمرد واعتراض وافق على بقاء السفارات الأجنبية والمكاتب السياسية في أبيجان مقابل إعلان ياموسوكرو عاصمة رسمية للبلاد.


وفي مينامار، الاسم الجديد لبورما، فأصدرت الحكومة نوفمبر 2005، قرارا مفاجئا بنقل كافة المكاتب الحكومية من العاصمة القديمة رانجون إلى العاصمة الجديدة باينمانا، كما أن نيجيريا لها عاصمتان هما لاغوس وأبوجا.  


أما جنوب أفريقيا فتملك وضعا فريدا بين دول العالم حيث تملك ثلاث عواصم رسمية معترف بها، الأولى بريتوريا العاصمة الادارية، والثانية كيب تاون العاصمة السياسية، والثالثة بليموفونتين العاصمة التشريعية والقضائية.