قصر الأمير محمد علي
في يوم 3 /3 /2015 افتتح متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، ويعد متحف "قصر المنيل" من أجمل وأهم المتاحف التاريخية، ويعبر عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث، ويعكس صورة حية لما كانت عليه حياة أمراء الأسرة الملكية السابقة، ويصورها بعناية فائقة، كما يحتفظ القصر بسجل كامل للأسرة العلوية التي حكمت مصر.
ينفرد هذا المتحف عن باقي متاحف القصور التاريخية بتصميمه المعماري الرائع، فقد بُني على طراز إسلامي حديث مقتبس من المدارس الإسلامية الفاطمية والمملوكية، وشاعت فيه أيضًا الروح الفارسية والسورية والمغربية، كما بدت في زخرفة مبانيه روح الطراز العثماني، فالمتحف يعد مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة، وقد أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل الخديوي الأسبق محمد توفيق، ووقع اختياره على الأرض التي بنى عليها القصر فاشتراها من أحد الأجانب، وبدأ في التشييد عام 1901 مبتدئاً بسراي الإقامة.
وقد أنشأ الأمير محمد علي القصر إحياءً للفنون الإسلامية وإجلالها، يتفرد هذا المتحف عن سائر المتاحف والقصور التاريخية في مصر بتصميمه المعماري على الطراز الإسلامي، برغم تشييده في العصر الحديث.
يقع القصر على الفرع الشرقي للنيل بجزيرة "منيل الروضة"، وتبلغ المساحة الكلية للقصر 61711 مترا مربعا منها 5000 متر مربع مساحة الأبنية و34000 متر مربع للحديقة، أما الطرق الداخلية ومنشآت الحديقة فتبلغ 22711 مترا مربعا.
الأمير محمد علي كان عاشقًا للفنون بكافة أنواعها، وكان رفيع التعليم ومثقف، واختار بناء قصره على نيل الروضة ونفذه وأشرف على بنائه المقاول محمد عفيفي، بالرغم أن النظام المعماري للقصور وقتها كان ينتمي معظمه لعصر الباروك والفنون الإيطالية، فبناء القصر كان فريدًا في وقته، واعتنى الأمير بالأثاث الذي حرص على شرائه وشراء التحف الملحقة به من كل أنحاء العالم، كما حرص على زرع كل النباتات النادرة في مصر والعالم بحديقة القصر، الذي يصل عمره الآن إلى 120 عامًا.
أوصى الأمير محمد علي قبل وفاته بإهداء القصر للدولة المصرية بكل كنوزه حفاظًا على الثروة الحضارية به، وإهدائها للدولة لإتاحة مشاهدتها من جميع الشعب والزائرين والسائحين.
يقول أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف بوزارة الثقافة: أهم ما يجب أن تحظى به الآن المتاحف هو زيارات الجمهور؛ لأن منع الزيارة يزيد من مظاهر التلف، لكن الزيارة المستمرة تدفع المسؤولين لسرعة ترميم أي تحفة، وهو ما حدث بعد سقوط سقف القاعة الشامية، وهو سقف تم جلبه من سوريا بعد هدم منزل أثري فيها، وتم ترميم السقف الذي يتناسب مع أساس ومعمار القاعة من زخارف وخشف وأثاث.
خطوة رائعة أن يفتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب متحف قصر الأمير محمد علي، وواجب ذكرها والإشادة بها، بعد أعمال ترميم القصر التي استغرقت عشر سنوات ليستعيد القصر مظهره ورونقه السابق، حيث بدأت وزارة الآثار عمليات الترميم الخاصة بالقصر عام 2005.
وتعد خطوة رائعة لوزارة الآثار في مجال حماية التراث الأثري، وبذلوا مجهودا رائعا في الترميم لمدة عشر سنوات لقاعات القصر وإنشاء قاعة للمحاضرات وأخرى للمنسوجات، إضافة إلى أعمال تنظيف اللوحات والزخارف وترميم المقتنيات الأثرية من المنسوجات والأخشاب والخزف والمعادن المختلفة، إضافة إلى استغلال الحديقة الرائعة للقصر الاستغلال الأمثل لتكون مزاراً سياحيًا.
كن فخوراً يا عزيزي بتاريخ وحضارة بلدك في وقت كانت فيه العديد من الدول لا تعرف عن المدنية شيئا، زيارة لهذا المتحف خاصة وباقي المتاحف عامة تزيدك فخرًا ببلدك، وتزيد معرفتك أنت وأبناؤك بتاريخ هذا البلد، فالتاريخ أساس وأصل فلا مستقبل دون معرفة تاريخنا جيدًا وتعريف الجيل الجديد به، بل وللعالم أيضًا.
تلك القصور والمتاحف ليست تاريخا فقط، بل ثروة لا تقدر بثمن لو أحسنا استخدامها، هل لك أن تتخيل قصرا أقل من قصر الأمير محمد علي عشرات المرات، ماذا يمكن أن يُفعل به في دول أخرى !!
إنه فعلاً قصر غاية في الإبداع يجب أن تعرف قيمته جيدًا وننقلها للعالم أجمع، ودعاية مناسبة في هذا التوقيت للسياحة، ولترفع بلدك قامتها من جديد بين الأمم.. ولا بديل عن التاريخ.