هل وصل كلور سوريا السام إلى مجلس الأمن؟
معاناة يعيشها الشعب السوري، تزداد سوءا يوما بعد يوم، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات، بين جيش بشار الأسد والتنظيمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم "داعش"، ليواجه السوريون أقسى ظروف المعيشة، ليس الفقر أو الجوع فقط، بل الموت بأبشع الأسلحة الكيماوية، خاصة غاز الكلور، الذي تستخدمه قوات الأسد.
بعد مئات التقارير من منظمات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان، باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين السوريين، يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة 6 مارس/آذار على مشروع قرار أمريكي، يدين استخدام غاز الكلور كسلاح في سوريا، ومن المنتظر أن يقترع 15 عضوا على هذا المشروع، الذي صاغته الولايات المتحدة، ويهدد باتخاذ إجراءات إذا استخدمت مثل هذه الأسلحة مرة أخرى في الصراع.
الكلور فى 3 بلدات سورية
أكدت منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية، في تقرير نهائي لها، ديسمبر الماضي، أنه تم استخدام غاز الكلور السام في ثلاث بلدات سورية. وشمل التحقيق الذي أجراه محققو الوكالة 133 شخصا تعرضوا للغازات السامة، متضمنة أدلة جمعت من الأماكن المستهدفة، وتحليلا للعينات ووثائق بالصوت والصورة. وذكر التقرير أن البلدات هي "كفر زيتا والثمانة وتلمسنة".
وتوصل تقرير المنظمة النهائي، إلى نتيجة تؤكد استخدام الكلور في المدن الثلاث، حيث أجرى الخبراء عشرات المقابلات مع الشهود، وأجروا فحصا على العينات التي جمعت من الأماكن المستهدفة، كما شمل تقرير المنظمة وثائق سمعية وأخرى مصورة، وتضمن أدلة جمعها المحققون من المستشفيات والأشخاص المصابين.
وأوضح التقرير أن الطريقة التي استخدم بها غاز الكلور السام، كانت عن طريق خلطه بالمواد المتفجرة داخل البراميل والحاويات، التي تلقيها المروحيات من دون اتهام النظام السوري، رغم تفرد نظام الأسد وحده بامتلاك المروحيات التي تلقي البراميل المتفجرة على معارضيها من مقاتلي المعارضة.
عشرات الضحايا
يشير أحدث تقرير للجنة تقصي الحقائق المعنية بالتحقيق في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، الشهر الماضي، إلى استخدام غاز الكلور في قرى شمال سوريا، التي تقع على الأرجح في ريف حلب، التي تعرضت للهجوم بين أبريل وأغسطس العام الماضي، وسقط فيها 13 قتيلاً.
وكانت المفوضة السامية لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة، أنجيلا كين، وجهت أصابع الاتهام للنظام باستخدام مواد كيمياوية ضد المعارضة، مشيرة إلى ظهور اللون الأصفر الناتج عن القصف بالكلور أثناء انفجارات كانت واضحة في صور عرضتها الأمم المتحدة.
من جانبه، رد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استهدف حي جوبر في دمشق بغاز الكلور السام، حيث أطلق صاروخا موجها من الطيران الحربي يحمل غازات سامة، مسببا حالات اختناق عدة.
ونقل الائتلاف عن أحد العاملين بالمركز الطبي المحاذي لجبهة كراش في جوبر، أن "الغاز المستخدم هو غاز الكلور"، ولفت تقرير للائتلاف إلى أن القوات استهدفت أحياء عدة أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، مسببة عشرات الإصابات والوفيات.