لهذه الأسباب تغلق "التضامن الاجتماعي" دور الأيتام
الهدف الطبيعي من إنشاء أي دار لرعاية الأيتام هو حماية أطفال لم ترحمهم قسوة قلوب آبائهم، الذين تخلوا عن تحمل مسؤولياتهم، فبدلا من تربيتهم ألقوهم في الشوارع ليلا، سواء على "عتبة" جامع، أو أمام باب إحدى دور الأيتام أو مستشفي، وكذلك حماية أولئك الأطفال الذين لم يهتم أهل آبائهم وأمهاتهم بتربيتهم بعد وفاة والديهم بسبب عبء المصاريف.
لكن مؤخرا اتسمت دور الأيتام بضرب وتعذيب الأطفال، وتقديم أغذية فاسدة لهم، بالإضافة إلى استغلالهم في أعمال السخرة، كما اتضحت خلال الفترة الأخيرة، التي شهدت إغلاق الكثير من تلك الدور.
"دوت مصر" يرصد في هذا التقرير أبرز الدور التي تم إغلاقها مؤخرا، بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإغلاق وخطواته، التي تطلع بها وزارة التضامن الاجتماعي.
جمعية مكة المكرمة لرعاية الأيتام
بدأت مشكلة دار مكة لرعاية الأيتام بمقطع فيديو، تم تسريبه في أغسطس الماضي، وتداوله فئة كبيرة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، حيث يظهر الفيديو صاحب الدار ممسكا بعصا خشبية يضرب بها الأطفال بطريقة أشبه للتعذيب منها للعقاب على كارثة قد فعلها الأطفال، ليتفاجأ الجميع بعد ذلك أن سبب العنف الظاهر في الفيديو، هو قيام الأطفال بفتح باب الثلاجة دون حصول إذن المشرف.
وبتصعيد القضية، انتقلت قوات أمن الجيزة للدار وتحفظت عليها وأغلقتها، بعد ثبوت مخالفات مالية وإدارية وإنشائية بها، وتحويل الموظفين المشرفين على الدار إلى التحقيق.
جمعية أمانة المسلم بالنزهة
تقدمت جمعية أمانة المسلم بإخطار لوزارة التضامن للحصول على ترخيص في بداية 2013، وتم رفض طلبها لعدم مطابقة المكان للمواصفات المطلوبة، لكن الجمعية زاولت نشاطها دون ترخيص، وتسلمت أطفال عن طريق خط نجدة الطفل دون إخطار الوزارة.
وفي سبتمبر الماضي تعرض أطفال بالدار للتعذيب على يد المشرفات، وبعد اكتشاف القضية، قامت النيابة باستدعاء رئيس الجمعية وحبس المشرفين على ذمة التحقيقات وتشميع الدار، بعد تبين إصابة أحد الأطفال بجروح في جسده بآلة حادة، وأن المشرفات اعتدن ضربه ومنعه من الطعام.
دار أيتام رابح بالتجمع الخامس
اكتشفت وزارة التضامن استيلاء صاحب دار أيتام رابح على تبرعات المواطنين لشراء أراضٍ، فضلا عن استغلال الأطفال للعمل بالسخرة في مزرعته بوادي النطرون، وبتفتيش الدار تم اكتشاف أطعمة فاسدة بالمخزن، إضافة إلى سوء معاملة الأطفال، وحرمانهم من الطعام والمياه في حالة العقاب.
وبالكشف على الدار، في ديسمبر الماضي، وجدت الوزارة العديد من المخالفات وعوامل الإهمال، ومن ذلك سوء حالة الأثاث بالدار، وتدنى مستوى المبنى المخصص للإقامة، ووجود نقص بالكوادر الفنية المدربة، والأمهات البديلات، وعدم وجود أخصائي نفسي أو اجتماعي، وعدم توفر الرعاية الصحية، وتم إغلاق الدار وسحب ترخيصها.
دار البسمة لرعاية الأيتام
خاطبت وزارة التضامن الاجتماعي هذه دار البسمة لرعاية الأطفال أكثر من مرة لترخيص إقامتها، ورغم ذلك لم توفق الدار أوضاعها، ولم تقم جهازا وظيفيا بالدار، وبحملة تفتيش مفاجئة، في فبراير الماضي، اكتشفت الوزارة سوء حالة الدار وعدم الاهتمام بالبنات وتشغيلهن بالأعمال المنزلية بالدار، لعدم وجود عاملات، فضلا عن سوء تغذيتهن وعدم الاهتمام بتعليمهن، وسوء معاملتهن من المسؤولين، وقامت الوزارة بتنفيذ حكم غلقها نهائيا وسحب البنات من الدار.
دار رحاب الرحمن لرعاية الأيتام
أصدرت وزارة التضامن قرارا في فبراير الماضي بغلق دار رحاب الرحمن لرعاية الأيتام بكفر طهرمس بالجيزة، وسحب الأطفال من الدار، لأن المقر غير مرخص، حيث إن القائمين على الدار قاموا بنقل المقر دون علم الجهة الإدارية، وهو غير مطابق لمعايير الجودة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، بالإضافة لاكتشاف وجود أغذية منتهية الصلاحية.
في السياق ذاته، قال معاون وزيرة التضامن الاجتماعي للرعاية والتنمية الاجتماعية علاء الدين محمد عبدالعاطي إن اتخاذ الوزارة قرار إغلاق دور الأيتام يأتي بعد عدة إجراءات، ولعدة أسباب من أبرزها:
- مخالفات فنية، وتتمثل في عدم الاهتمام بالأطفال، وعدم توافر رعاية نفسية واجتماعية وصحية وجسمانية، وتدني مستوى الدار والآثاث به.
- مخالفات إدارية، تتمثل في عدم صحة ترخيص الدار، أو قانونية الأوراق الخاصة به، وكذلك في حالة ثبوت صرف أموال الدار في أشياء غير مخصصة لها، أي مخالفات مالية وإدارية.
- انتهاكات جسمانية، وتبدأ من الضرب وحتى الاعتداءات الجنسية على الأطفال، والتعامل غير الآدمي لهم، وحرمانهم من الطعام في حالة العقاب.
وأوضح عبدالعاطي أن وزارة التضامن في مثل هذه الحالات تتخذ إجراءات لشن حملات تفتيش مفاجئة للدار، وفي حالة ثبوت صحتها تقوم بإصدار قرار بإغلاق الدار نهائيا، ونقل الأطفال إلى أي دار أخرى تكون مناسبة لهم.